رمضان في زمن الكورونا بمصر.. الصيام بشروط والتراويح والاعتكاف بالمنازل

سهام عيد

كتبت – سهام عيد

ينتظر المسلمون شهر رمضان في مصر كل عام باستعدادات وروحانيات خاصة لإقامة شعائرة، وعباداته المختلفة من صلاة تراويح، واعتكاف في المساجد، وموائد الرحمن، وغيرها من العبادات، غير أن هذا العام يختلف عن كل الأعوام السابقة، ففي ظل الإجراءات الاحترازية المتخذة للوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد، استقرت الجهات المسؤولة على استمرار إغلاق المساجد، ومنع الصلوات بها، بالإضافة إلى محاولة تقليل التجمعات لمنع انتشار الفيروس.

ومع اقتراب الشهر الكريم، زادت الاستفسارات من قبل البعض خلال الأيام الماضية بشأن الصيام، والصلاة، والاعتكاف في ظل انتشار الفيروس، حتى تدخلت المؤسسات الدينية، وأوضحت كافة الاستفسارات.

من جانبها، حسمت لجنة البحوث الفقهية بمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، الأمر بوجوب الصوم خلال شهر رمضان، مؤكدة عدم وجود دليل علمي حتى الآن على وجود ارتباط بين الصوم والإصابة بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد اجتماع عقدته اللجنة، بحضور أطباء وممثلين عن منظمة الصحة العالمية لبحث تداعيات فيروس كورونا ومدى تأثيره على صيام شهر رمضان.

كما أكدت دار الإفتاء المصرية أن الصوم يقوي المناعة في مواجهة هذا الفيروس وذلك بعد اجتماعها مع لجنة طبية.

الصيام في زمن الكورونا

وحددت دار الإفتاء بعض النقاط الهامة الخاصة بصيام رمضان القادم، وهي: “1. من كان صحيحًا لم يصبه فيروس كورونا واستوفى شروط الصيام، ولم يكن لديه عذر يمنعه من الصوم، وجب عليه الصوم بل هو أولى لأن الصوم يقوي المناعة، 2. فيما يخص المصابين بالفيروس فإننا في هذه الحالة نسأل الأطباء، فإذا رأوا أن الصوم يضره، فإنه يجب عليه أن ينصاع لأمر الطبيب وهو أمر واجب حتى يحافظ على نفسه لأن حفظ النفس في هذه الحالة مقدم على الصيام، 3. الأطباء وطاقم التمريض الذين يواجهون فيروس “كورونا” يجوز لهم الفطر إذا وقع عليهم ضرر والفتوى تنبني على رأي الأطباء في هذه الحالة، ومن أفطر عليه القضاء بعد تمام شفائه بإذن الله”.

وفيما يخص صلاة التراويح والاعتكاف في المساجد، وهي من أكثر الأنشطة الجماعية إقبالا في شهر رمضان، فقد قررت وزارة الأوقاف تعليق كافة الأمور والأنشطة الجماعية في رمضان، لتضيف لقرارها السابق بحظر إقامة الموائد في محيط المساجد أو ملحقاتها.

ونشرت دار الإفتاء المصرية تدوينة بشأن صلاة التراويح، وضرورة الالتزام بالقرارات الاحترازية، قائلة: “لا تنزعجوا وصلوا التراويح في بيوتكم فرادى أو مع أسركم، لأن الالتزام بالقرارات الاحترازية هو عبادة شرعية يثاب الإنسان عليها، والمعذور له أجر صلاة التراويح في المسجد تمامًا، والله سبحانه وتعالى يقول: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ”.

من جانبه، قال الدكتور عبدالمنعم فؤاد -المشرف العام على الأروقة الأزهرية- إن الدين الإسلامي مثلما يأمرنا بالصلاة في المساجد والاعتكاف خلال شهر رمضان الكريم، يأمرنا أيضًا بالأخذ بالأسباب، فالشرع لا يتصادم مع العلم، مضيفا إذا  كان العلم وأهل الطب يؤكدون أن التجمعات تؤدي إلى الإصابة بفيروس كورونا فلابد من الأخذ بالأسباب ووقف أي تجمعات، إذ إن الحفاظ على النفس البشرية من مقاصد الشريعة.

وحسم “فؤاد” -المشرف العلمي على الجامع الازهر- الجدل الدائر حول وجوب الإفطار خلال شهر رمضان بسبب كورونا، قائلا: “الإفطار في رمضان يحسمه ثبوت نظريات علمية تؤكد أنه يؤثر على الإصابة بالفيروس، ولذا سيتوجب حينها الإفطار؛ لأن الإسلام أعطى رخصة الإفطار للمرضى، إلا أن الطب لم يثبت حتى الآن أي تأثيرات سلبية للصيام على الإصابة بكورونا”، مضيفا: “بيان الأزهر الشريف كان واضحًا حين أعلن تواصله مع منظمة الصحة العالمية والتي لم تصدر تعليمات بشأن تأثير الصيام على الإصابة بالفيروس”، وفقا لفضائية “سي إن إن عربية”.

ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن والشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة، أن كل ما تتخذه وزارة الأوقاف من قرارات لتعليق كافة الأنشطة الجماعية خلال شهر رمضان، ومن بينها موائد الرحمن وغيرها، هي تدابير وإجراءات وقائية مشروعة تنظمها قواعد فقهية مأخوذة من نصوص الشريعة.

كما أكد “كريمة”، أحقية وزارة الأوقاف، كمرجعية دينية لها ولاية المساجد تستجيب لتعليمات ولي الأمر بشأن صلاة الجمع والجماعات وغيرها من القرارات.
 

ربما يعجبك أيضا