زيارة تاريخية لبابا الفاتيكان للعراق.. رسالة سلام ودلالات هامة

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبدالنبي

في إعلان مفاجيء، أعلن بابا الفاتيكان عزمه زيارة العراق في مارس المقبل، في أول زيارة باباوية لبلد عاني من الحروب والصراعات، حاملًا في جعبته رسالة سلام وتأكيد لرسالة التسامح لمدن عراقية شهدت نزوح آلاف المسيحيين بسبب سيطرة داعش لها.

زيارة تاريخية

قرر البابا فرانسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية زيارة العراق في مارس المقبل، لتكون الأولى على الإطلاق لرأس الكنيسة الكاثوليكية لهذه البلاد المنكوبة بالحروب والصراع الداخلي، الذي لم يسلم منه أي عرق أو طائفة أو مذهب، وربما من هذه الظروف، لذا تكتسي الزيارة تاريخيتها، أكثر من كونها الأولى لأي بابا، ولا كونها الخروج الأول للبابا نفسه من الفاتيكان، منذ تفشي وباء «كورونا».

رسالة سلام

 تعتبر الزيارة المرتقبة تاريخية، ورسالة سلام للعراق والمنطقة بأسرها، وداعمة لمختلف الأطياف، ومعزّزة للتنوع والتسامح والتعايش.

من جانبها قالت وزارة الخارجية العراقية اليوم، في بيان، أن «زيارة البابا إلى العراق، بلاد ما بين النهرين، وأرض الرسل والأنبياء، وموطن أور والنبي إبراهيم، تمثّل حدثاً تاريخياً، ودعماً لجميع العراقيين، بمختلف تنوعاتهم»، معتبرةً أن «هذه الزيارة تمثل رسالة سلام إلى العراق والمنطقة بأجمعها، وتؤكد وحدة الموقف الإنساني في مجابهة التطرف والصراعات، وتعزز التنوع والتسامح والتعايش».

برنامج الزيارة

بحسب بيان الناطق باسم الفاتيكان، ماتيو بروني، فإن الزيارة غير المسبوقة، ستكون من 5 إلى 8 مارس، سيقوم خلالها البابا فرنسيس، بزيارة بغداد، وسهل أور، المرتبط بذكرى إبراهيم، ومدينة أربيل، وكذلك الموصل، وقرقوش في سهل نينوى. لكن بروني ذكّر بأن برنامج الزيارة بالتحديد، سيعلن في حينه، وسيأخذ بالاعتبار، تطور حالة الطوارئ الصحية في جميع أنحاء العالم، بالنسبة لانتشار وباء «كورونا».

وكان الرئيس العراقي، برهم صالح، وجّه في 20 يونيو عام 2019، دعوة رسمية إلى البابا فرنسيس لزيارة العراق، آملاً في أن تسهم في تعزيز التماسك الاجتماعي بين مكونات الشعب العراقي، كما أنها تكتسب أهمية تاريخية كبيرة في دعم العراق دولياً، لما تحمله من دلالات ومعانٍ كبيرة.

تلك الدعوة جاءت، بعدما أعلن بابا الفاتيكان في الثالث من الشهر نفسه، عن رغبته في السفر إلى العراق، في أول زيارة باباوية لهذا البلد على الإطلاق. وقال أمام ممثلين عن الجمعيات الخيرية، التي تساعد المسيحيين في الشرق الأوسط «تلازمني فكرة ملحة، عندما أستذكر العراق، لدي استعداد للذهاب إلى هناك العام المقبل».

دلالات هامة

الزيارة المرتقبة تكتسب دلالات مهمّة، إذ إن الحروب والصراعات الداخلية التي شهدها العراق، تسببت بنزوح كبير للمسيحيين عن هذا البلد، ودول أخرى بالمنطقة، إذ عانوا من صعوبات، خاصة عندما سيطر تنظيم داعش على أجزاء كبيرة من بلدانهم.

وكان رئيس أساقفة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق المطران بشار متى وردة قد حذر في خطاب عاطفي بلندن منتصف العام الماضي من ان “المسيحيين العراقيين على وشك الانقراض بعد 1400 عام من الاضطهاد”.

وأضاف إنه “منذ الغزو الأمريكي للعراق الذي أطاح بنظام صدام حسين في عام 2003 تضاءل عدد المسيحيين بنسبة 83 في المئة من حوالي 1.5 مليون إلى 250 ألفا فقط .. منوها الى إن الكنيسة العراقية واحدة من أقدم الكنائس في العالم إن لم تكن الأقدم وتقترب من الانقراض بشكل متسارع “.

وأشار إلى التهديد الذي مثله الارهابيون في تنظيم داعش باعتباره “كفاحاً أخيراً في سبيل البقاء” بعد هجوم التنظيم عام 2014 والذي أدى إلى نزوح أكثر من 125 ألف مسيحي من أرض أجدادهم التاريخية.

يشار إلى أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني كان قد اراد عام 2000 زيارة مدينة أور العراقية الأثرية التي يعتقد أنها مسقط رأس النبي إبراهيم الخليل وكان من المقرر أن تكون الزيارة هي المحطة الأولى ضمن رحلة تشمل العراق ومصر وإسرائيل إلا أن المفاوضات بهذا الشأن مع الحكومة العراقية آنذاك انهارت ولم يتمكن من الذهاب.

تأتي الزيارة في وقت لم يزر أي مسؤول رسمي أجنبي الموصل منذ أكثر من خمس سنوات، ومن شأن زيارته للعراق، السماح للبابا بإعادة تأكيد تمسكه بالحوار مع المسلمين.

ربما يعجبك أيضا