سياسيون إيرانيون: نظام “ولاية الفقيه” مآله السقوط إن لم يقبل بالتغيير

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

        لا يعترف النظام الإيراني بوجود مشكلة سواء في بنيته أو في إمكانية قدرته على التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية. لكن ما تنشره الصحف الإيرانية، سيما المحافظة والموالية للنظام الحاكم، يكشف عدم واقعية هذا النفي وعدم الاعتراف؛ فصحيفة جوان المقربة من الحرس الثوري، نشرت في عدد السبت الماضي، أن هناك مخططا أجنبيا لإسقاط النظام عند طريق الفوضى وإخراج الناس إلى الشارع. وكذلك صحيفة وطن امروز، كتبت أن الجمهوريين والديموقراطيين يسعون إلى تغيير النظام في إيران عن طريق المعارضة الداخلية. وهو ما يُظهر أن النظام الإيراني يشعر بخطر السقوط، وضعفه عن تقديم الحلول هو ما يعزز هذا الشعور.

من أجل إنقاذ إيران

الكاتب السياسي الإيراني، أحمد بورمندي، كتب في صحيفة ايران امروز/ إيران اليوم، تعليقًا على البيان الذي أعلنه سياسيون من داخل وخارج إيران يطالبون فيه بضرورة التغيير في إيران، أن هذا البيان يكشف عن تحولات كبيرة لا يشعر بها النظام الحاكم أو لا يهتم بها، وهو ما يؤكد على خطورة الوضع في إيران، وهي أن البيان وقع عليه كم كبير من الشخصيات المتحولة من التطرف إلى الاعتدال في الداخل والخارج، وهو ما يعني أن قاعدة النظام وسط السياسيين تضيق. وأن البيان لم يعتمد على البدء بأي مقدمات تتعلق بالقوميين العنصريين أو أنصار الجمهورية الإسلامية؛ ما يعني أن هذه الإتجاهات لم تعد تعبر عن احتياجات المرحلة المقبلة.

كذلك، فإن البيان أكد على ضرورة الديموقراطية الحقيقية، وليست العوراء التي يتحكم فيها مجلس صيانة الدستور من أجل إنقاذ إيران. ولذلك دعا البيان إلى تشكيل جبهة إنقاذ وطني؛ لأن الوضع في إيران لم يعد يحتمل التجريب والمراهنة على وجهي النظام الحاكم، الإصلاحيون والمحافظون.

عدم استبعاد السقوط

ويؤكد الكاتبان الإيرانيان، وحيد شامخي ومجتبي لشكربلوكي، أن مسألة السقوط غير مستبعدة وضربا مثلا على ذلك من عالم الاقتصاد، وهو شركة “نوكيا” التي لم يكن أحد يتصور سقوطها في عالم الاقتصاد. ويفسر الكاتبان أسباب السقوط بأن غياب الحوار الحر، وعدم الاكتراث للتوصيات والتنبيهات وعدم الاعتماد على المعطيات والإحصائيات، فالنظام مُعرض للسقوط لا محالة.

وفي قناة التنمية والاقتصاد على التلجرام، كتب مجتبى لشكربلوكي، عن تجربة كوريا الجنوبية وإيران، وأن كلا البلدين بدءا معًا؛ لكن تفوقت كوريا الجنوبية على إيران رغم افتقارها لموارد الطاقة، ويفسر الكاتب بذلك، أن كوريا اعتمد على بناء الروح الوطنية والعمل والمسئولية الوطنية المشتركة، وأن الحكومة الكورية استطاعت أن تمتلك مهارة في تحويل الأزمات إلى عتبات للتقدم؛ إلى جانب كسب ثقة المجتمع الدولي، وهو ما عجز النظام الحاكم في إيران عن تحقيقه، فهناك انقسام مجتمعي وإيران تعيش بين وجهين، والأزمات لا تتحول إلى نجاحات بل إلى يأس وإحباط من وقوع أي تغيير أو نجاح في المستقبل.

محتلون أم مواطنون؟

وفي صحيفة كيهان لندن المعارضة، كتب مجيد محمدي: إن إيران لو تعرضت للاحتلال من قِبَل نظام البعث العراقي أو داعش لكان أهون عليها من النظام الحاكم الحالي؛ لأن نظام البعث لن يتدخل في الشئون الخاصة والشخصية للمواطن الإيراني، ولأن داعش ما كان سيتلاعب بالشعب مثلما يتلاعب النظام بلعبة الإصلاحيين والمحافظين.

ويستطرد الكاتب في مقاله: إن الأثار الإيرانية تحت حكم ولاية الفقيه تم نهبها وسرقتها وبيعها في الخارج، مثلما فعلت “داعش” في العراق وسوريا. وأن النظام الإسلامي يعدم معارضيه في إيران مثلما فعلت الأنظمة المستبدة والمتطرفة. وكذلك يطارد النظام معارضيه ويكفرهم طالما ليسوا مقربين من المرشد الأعلى، مثل أي نظام متطرف سواء كان نظام البعث أو داعش. كذلك يحارب النظام ثقافة إيران القديمة وعاداتها وتقاليدها مثل تفعل الأنظمة الشمولية والمتطرفة. وتحت مثل هذا النظام تفر العقول من إيران كما تكرر على مر التاريخ في الأنظمة المستبدة.

من الواضح أن هناك حالة يأس من النظام الحاكم في إيران، وأن اتحاد كافة الاتجاهات على أن المشكلة باتت تتلخص في طبيعة النظام الموجود يعني أنها بداية سقوط لهذا النظام إن لم يستجب لمطالب التغيير.

ربما يعجبك أيضا