«طالبان» تتهم باكستان بفتح مجالها الجوي للمسيرات الأمريكية.. هل تتفاقم التوترات بينهما؟

اتهمت حكومة طالبان دولة باكستان بالسماح للمسيرات الأمريكية باستخدام مجالها الجوي للمرور إلى أفغانستان، وشن هجمات داخل أراضيها.

ووفق ما أوردت وكالة رويترز، أمس الأحد 28 أغسطس 2022، اعتبر القائم بأعمال وزير الدفاع في الحكومة الأفغانية، الملا محمد يعقوب، الأمر “انتهاكًا واضحًا”، ولكن إسلام آباد نفت الاتهام معتبرة أنه “يخالف أعراف السلوك الدبلوماسي المسؤول”.

اتهامات طالبان لباكستان

قال الملا محمد يعقوب، في مؤتمر صحفي بالعاصمة كابول: “بحسب معلوماتنا، تدخل المسيرات عبر باكستان إلى أفغانستان، إنها تستخدم المجال الجوي لباكستان. ونحن نطلب من باكستان ألا تستخدم مجالها الجوي ضدنا”.

وبحسب صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية، أوضح يعقوب أن منظومة الرادار في أفغانستان دُمرت عندما انسحبت القوات الأمريكية من البلاد في أغسطس 2021، ولكن المصادر الاستخباراتية تشير إلى أن المسيرات الأمريكية تدخل عبر باكستان، ما وصفه يعقوب بأنه “انتهاك واضح”.

ولفتت دويتشه فيله إلى أن الملا محمد يعقوب هو نجل مؤسس طالبان، محمد عمر، ويعدّ ثاني أقوى زعيم للحركة التي تسيطر على معظم أنحاء أفغانستان منذ أن استولت على كابول في أغسطس 2021.

الملا محمد يعقوب

نفي باكستاني

في تصريحات لرويترز، قال وزير الخارجية الباكستاني، بيلاوال بوتو زرداري، إنه تحقق عقب الضربة الجوية التي قتلت زعيم القاعدة، أيمن الظواهري، الشهر الماضي، وعلم أن المجال الجوي الباكستاني لم يستخدم. وقال إنه سيتحقق مجددًا بعد هذه المزاعم الجديدة، ولكنه توقع ألا يتغير الموقف.

ومن جانبها، أصدرت وزارة الخارجية الباكستانية بيانًا يقول إنها تابعت تصريحات يعقوب “بقلق بالغ”. وقال البيان: “في ظل غياب الدليل، مثلما أقر الوزير الأفغاني بنفسه، هذه المزاعم التخمينية مؤسفة بشدة، وتخالف أعراف السلوك الدبلوماسي المسؤول”.

مقتل الظواهري

تأتي هذه الاتهامات على خلفية مقتل أيمن الظواهري في غارة جوية بمسيرة أمريكية في أثناء اختباءه في منزل بكابول، نهاية شهر يوليو الماضي. وصرّح وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن طالبان، باستضافتها للظواهري، “انتهكت بنحو صارخ” اتفاقية 2020 بشأن انسحاب القوات الأمريكية التي تنص على أن تمنع طالبان استخدام الأراضي الأفغانية كملاذ للإرهابيين.

ومن جانبها، قالت طالبان إنها تحقق في الغارة الجوية التي قتلت الظواهري، وإنها لم تجد جثة الظواهري حتى الآن. ونفت السلطات الباكستانية سابقًا تورطها أو علمها بالغارة الأمريكية التي قتلت زعيم القاعدة في كابول، بحسب رويترز.

أيمن الظواهري وأسامة بن لادن

تفاقم التوترات

لفتت رويترز إلى أن تصريحات يعقوب قد تفاقم التوترات بين أفغانستان وباكستان في وقت تتوسط طالبان الأفغانية في محادثات سلام بين باكستان و”تحرير طالبان” الفرع الباكستاني للحركة. وشنت “طالبان باكستان” مئات الهجمات من قواعد في أفغانستان منذ عودة الحركة الأم إلى الحكم. وبحسب “دويتشه فيله” أدت المفاوضات التي توسطت فيها طالبان إلى “وقف دائم لإطلاق النار” بين الجانبين في شهر مايو الماضي.

وفي حوار مع صحيفة “صنداي جارديان” الهندية، يوم السبت الماضي، قال زعيم حركة “طالبان باكستان”، المفتي نور والي محسود، إن المحادثات مع إسلام أباد مستمرة، لافتًا إلى أن مسارها المستقبلي يعتمد على حكومة إسلام أباد. ولفت إلى أن مقتل الظواهري، والتقارير بشأن تورط باكستان في الإبلاغ عن موقعه مسألة تتعلق بطالبان الأفغانية، وما إذا كانت مستعدة للعب دور الوسيط رغم هذا.

ومن جهة أخرى، أشارت رويترز إلى أن أفغانستان التي تمر بأزمة اقتصادية حادة بسبب العقوبات الدولية المفروضة عليها، تعتمد بشدة على التجارة مع باكستان.