عمال إيران في عيدهم وعود “كاذبة” وحياة “قاسية”

أحمد عبدالصبور

تقرير – أحمد عبدالصبور

بطالة وفقر وعدم صرف مستحقات العمال، هكذا تحتفل إيران بيوم العمال، حيث أعلن مركز الإحصاء في طهران أن البطالة في البلاد وصلت حد الأزمة، مع بداية عام 2017، مؤكداً أن نسبة البطالة بين الشباب تبلغ حالياً 26%.
كما شهدت طهران منذ منتصف لعام الماضي حتي الان، مظاهرات غضب عمالية نتيجة عدم صرف مستحقاتهم بخلاف أوضاعهم السيئة، وسط تدخلات للنظام الإيراني في العديد من الشئون الخارجية للدول المجاورة، ودعم ميليشيات إرهابية، في ظل وضع اقتصادي صعب.

روحاني والوعود الكاذبة

انتخابات رئاسية إيرانية مايو مقبل، بعد أن أمضى الرئيس الإيراني حسن روحاني مدتة الرئاسية الأولى، حكومة روحاني وعدت ببذل مساعٍ حثيثة لإزالة البطالة وأكدت إنها تتبع خطة لإيجاد بين 600 ألف إلى 700 ألف فرصة عمل خلال عام.

 ولكن هذه الوعود لم تأتي وسط سياسات إيران الخارجية المتخبطة، حيث أكد مركز أبحاث البرلمان الإيراني  إن البلاد تعاني من أزمة بطالة حادة، إذ فاق عدد خريجي الجامعة العاطلين عن العمل مليونين و200 ألف عام 2015، ويتوقع أن يتضاعف هذا العدد بحلول عام 2020، بخلاف أن معدلات البطالة واصلت الارتفاع بلا هوادة منذ بداية حكم روحاني.

كما أعلن مسؤول لجنة “خميني” الإغاثية في إيران، برويز فتاح، بحسب تصريحات صحفية، أن حوالي 11 مليون مواطن في إيران يعيشون تحت خط الفقر ، في وقت يحذر خبراء من ثورة_جياع قد تندلع في البلاد بسبب انتشار الفقر وانعدام فرص الحياة الكريمة.
وبحسب وكالة “مهر” الإيرانية عن فتاح قوله إن خط الفقر في إيران تم تعيينه على أساس دخل شهري لكل فرد بمقدار 812 ألف تومان، أي ما يعادل تقريباً 220 دولاراً شهرياً.

ووفقاً لهذا التقرير، لا يستطيع 11 مليون مواطن إيراني من مجموع 80 مليون نسمة تأمين حاجاتهم المعيشية الأساسية، كالمواد الغذائية والسكن والتعليم والصحة والمواصلات وغيرها من الحاجات اليومية.

عمال إيران يدفعون الثمن

تشهد إيران احتجاجات عمالية ضد تأخر الرواتب وانخفاض الأجور وتفشي البطالة والفقر بسبب الفساد المستشري في أجهزة الدولة، فمع بداية العام الجاري، قام مئات من العمال في المجموعة الوطنية لصناعة فولاذ إيران في الأهواز، الاحتجاج أمام مبنى محافظة خوزستان، نتيجة عدم دفع رواتبهم و مخصصاتهم منذ 5 أشهر وكذلك عدم حسم وضع المعمل ومستقبلهم الوظيفي.

ورفع العمال لافتات كتب عليها «نحن عاملو المجموعة الوطنية لم نستلم رواتب منذ شهور» و «نحن عمال المجموعة الوطنية نحتج حتى آخر المطاف»، كما تظاهر عمال مجمع القصب السكري في بسبب عدم استلام رواتبهم، كما أضرب 80 شخصًا من سائقي الشاحنات بعد أن امتنع النظام الحكومي عن دفع مستحقات 250 عامل.

لم ينتهي الغضب العمالي، نتيجة الظروف المعيشية الصعبة، فبعد الاتفاق النووي أفرجت الإدارة الأمريكية السابقة، عن أموال إيرانية كانت مجمدة بسبب العقوبات الدولية، كما سهل الاتفاق إنتاج وبيع النفط الإيراني، لكن الحكومة الإيرانية وبالرغم من إدعاءاتها بالإصلاح واحترام القوانين الدولية صرفت معظم هذه الأموال لصالح مشروعها التوسعي الإقليمي في المنطقة ودعم مجموعات إرهابية مثل (حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن).

فاحتشد عمال الخدمات في بلدية المنطقة 4 في الأهواز للاحتجاج على عدم دفع 3 شهور من رواتبهم. وجاء هذا التجمع في وقت كان عدد آخر من عمال بلدية المنطقة 3 قد تجمعوا أيضًا، للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة، وهتفوا للخروج من سوريا وعدم صرف أموال خارجية ودعم منظمات إرهابية في وضع اقتصادي صعب.

تواصل مع هذه الاحتجاجات، عمال شركة كرمان للطرق، حيث قاموا بغلق المجموعة بسبب عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ 4 شهور.
واحتشد أكثر من 300 من عمال «شيشه قزوين»، للاحتجاج على عدم دفع رواتبهم المتأخرة منذ 5 شهور.
عمال المناجم أيضًا قاموا بالاحتجاج ، حيث تجمع 230 عامل في  منجم «كروميت اسفندقه» بمدينة كرمان بسبب عدم دفع رواتبهم المتأخرة لمدة 4 أشهر.

كما شهدت العاصمة طهران وقفات احتجاجية قام بها عمال غاضبون أمام برلمان النظام وأقدم بعضهم على الانتحار من خلال إضرام النار في أجسادهم احتجاجًا على تدني أجورهم وعدم صرفها في وقتها.

 

ربما يعجبك أيضا