“عودة رجل الصواريخ”.. هكذا رد كيم على عقوبات ترامب

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

لأول مرة منذ أكثر من عام، أطلقت كوريا الشمالية صواريخ قصيرة المدى من شبه جزيرة هودو باتجاه الشمال الشرقي فوق بحر اليابان.

ذكرت وسائل إعلام كورية شمالية، أن الزعيم كيم جونج أون، شاهد تدريبات بالذخيرة الحية لقاذفات صواريخ متعددة المدى وأسلحة تكتيكية، وعبّر كيم عن “ارتياحه الكبير” للتدريبات التي جرت يوم السبت، مشددا على أن قوات خط المواجهة يجب أن تحافظ على “حالة التأهب القصوى” وأن تعزز القدرة القتالية “للدفاع عن السيادة السياسية والاكتفاء الذاتي الاقتصادي للبلاد”.

كان آخر إطلاق صاروخي كوري شمالي في نوفمبر 2017 ، بعد عام من التجارب القوية للأسلحة أدى إلى ردود فعل عدوانية من ترامب، مما أثار مخاوف بشأن الحرب.

بعد فترة وجيزة، أعلنت بيونج يانج أن برنامجها النووي قد اكتمل، ثم مددت غصن الزيتون إلى الولايات المتحدة، وتوجت القمة الأولى بين كيم وترامب، والتي أعلن الجانبان نجاحها، ووقع كيم بيانًا مشتركًا يتعهد فيه بنزع السلاح النووي، لكنه كان التزامًا غامضًا صاغه النظام عدة مرات.

في الأسابيع الأخيرة تضاعفت الدلائل على احتمال حدوث تحرك من هذا النوع ، ففي خطاب 12 أبريل، قال كيم: “أعتقد أنه يجب علينا ألا نستحوذ على عقد قمة مع الولايات المتحدة فقط لأننا متعطشون للتخفيف من العقوبات”، مضيفًا ، “لن نعد مهووسين برفع العقوبات المفروضة من قبل القوات المعادية، لكننا سنفتح الطريق إلى الرخاء الاقتصادي من خلال وسائلنا الخاصة.

رفض النائب الأول لوزير خارجية كوريا الشمالية مؤخرا تعليقات جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأمريكي، معتبرا أنه “ضعيف البصر”، كما وصف تصريح وزير الخارجية مايك بومبو بأن أمريكا قد تغير مسارها مع كوريا الشمالية إذا انهارت المفاوضات بشأن نزع السلاح النووي “بالأحمق والخطير”.

وتقول “نيويورنك تايمز”، ربما بدت زيارة كيم إلى فلاديفوستوك وكأنها مهمة بسيطة لجمع الأموال تهدف إلى مساعدة كوريا الشمالية على تجاوز العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ومجلس الأمن، لكنها كانت بمثابة مواجهة استراتيجية كبيرة ضد الولايات المتحدة.

كان كيم في الواقع، يخلق درعًا لنفسه من خلال العودة إلى روسيا، التي تراجع نفوذها في المنطقة بعد نهاية الحرب الباردة، ودورها التقليدي كمدافع لكوريا الشمالية وثقل موازن للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة مع اليابان وكوريا الجنوبية، بحسب الصحيفة.

وفي أول رد فعل، أصدرت كوريا الجنوبية توبيخًا شديد اللهجة لبيونج يانج بسبب تصاعد التوترات العسكرية في شبه الجزيرة المقسمة، لإطلاقها ما وصفته بسلسلة من “قاذفات قصيرة المدى” في البحر.

وقال مكتب هيئة الأركان المشتركة في سيول: إن قاذفات صواريخ أطلقت يوم السبت، من مدينة ونسان الواقعة على الساحل الشرقي في حوالي الساعة التاسعة صباحًا، وحلّقت من 70 إلى 200 كيلومتر باتجاه الشمال الشرقي.

وأعربت كوريا الجنوبية عن قلقها الشديد، قائلة: “إننا نشعر بقلق بالغ إزاء الإجراء الأخير الذي اتخذته كوريا الشمالية”، محذرة أن جارتها انتهكت اتفاقًا عسكريًا بين الدولتين، ودعتها إلى وقف الأعمال التي تؤدي إلى تصاعد التوتر العسكري في شبه الجزيرة الكورية”.

وقال محللون: إن عمليات الإطلاق من المحتمل أن تكون بمثابة تحذير للولايات المتحدة بعد فشل قمة نزع السلاح النووي في هانوي بين كيم جونج أون الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

كانت كوريا الشمالية تأمل في رفع العقوبات الأمريكية في اجتماع فبراير، لكن ترامب ابتعد، مدعيا أن بيونج يانج ليست مستعدة للقيام بما يكفي لتفكيك برنامجها للأسلحة النووية.

منذ ذلك الحين، قال الزعيمان إنهما مستعدان للاجتماع مرة أخرى، وأشادوا بعلاقاتهم الشخصية، لكن كانت هناك حركة جديدة بشأن العقبات الرئيسية أمام التوصل إلى اتفاق.

يوم السبت، قام ترامب بالتغريد -عبر حسابه على “تويتر”- قائلا: “أي شيء في هذا العالم المثير للاهتمام أمر ممكن، لكنني أعتقد أن كيم جونج أون يدرك تمامًا الإمكانات الاقتصادية الكبيرة لكوريا الشمالية، ولن يفعل شيئًا للتدخل أو وضع حد له، وإنه يعرف أيضًا أنني معه ولا يريد أن يفي بوعده لي”.

وقال يانج أوك، كبير الباحثين في المنتدى الكوري للدفاع والأمن، إن تحرك يوم السبت هو تعبير عن إحباط كوريا الشمالية، مضيفا: “إنها رسالة مفادها أن كوريا الشمالية يمكن أن تعود إلى وضع المواجهة السابق إذا لم يكن هناك انفراج في الطريق المسدود”.

واكتفى البيت الأبيض بالإعلان عن مراقبته لهذه العملية، وقالت المتحدثة سارة ساندرز: إن واشنطن تراقب عن كثب ما يجري في بيونج يانج، في حين اكتفت وزارة الدفاع اليابانية بتأكيد عدم عبور أي صواريخ في أجوائها.

تأتي الخطوة الكورية الشمالية قبل زيارة للمبعوث الأمريكي الخاص ستيفين فيجن، الأسبوع المقبل إلى اليابان وكوريا الجنوبية، وذلك لمناقشة جهود التقدم نحو نزع شامل للأسلحة النووية من كوريا الشمالية ومراقبة سلوكها بشكل كامل، وذلك في ظل استمرار الخلاف بين ترامب وكيم، والذي يدور حول رفع العقوبات مقابل نزع بيونج يانج سلاحها النووي، حيث ترى واشنطن أن بيونج يانج لم تبذل ما يكفي من الجهود لنزع هذا السلاح.

وكانت بيونج يانج قد حذرت واشنطن في وقت سابق، من نتيجة غير مرغوب فيها إذا لم تغير موقفها بحلول نهاية العام.

يأتي هذا التحذير بعد أيام من قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم كيم جونج أون، اشتكى فيها الأخير مما وصفه بالنيات السيئة للأمريكيين.

في خضم التجاذبات بين بيونج يانج وواشنطن، يحذر مراقبون من انهيار المحادثات بينهما والعودة إلى حرب التهديدات بين ترامب وكيم، التي قد تنهي أي محاولة لتحقيق الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية.

ربما يعجبك أيضا