في ميانمار.. مسلسل الدم والقمع مستمر رغم أنف المجتمع الدولي

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

في أحد أكثر الأيام عنفا، ارتفع عدد القتلى في الاحتجاجات الجماهيرية منذ استيلاء الجيش على السلطة من الزعيمة المدنية أونج سان سو كي إلى أكثر من 120، وفقًا لجمعية مساعدة السجناء السياسيين (AAPP)، وهي مجموعة مراقبة.

وقال نشطاء في ميانمار، إن قوات الأمن قتلت 39 شخصا، فيما قتل 22 شخصا في الحي الصناعي في مدينة يانغون، بعد تقارير عن هجوم المتظاهرين على شركات صينية، لاعتقادهم أن حكومة بكين تدعم الانقلاب العسكري.

وفتحت قوات الأمن النار على المحتجين في منطقة هليانغ ثاريار في يانغون، بعد أن استخدم المحتجون العصي والأسلحة البيضاء في المواجهات.

وأدانت المملكة المتحدة والأمم المتحدة عمليات القتل الجماعي التي ارتكبتها قوات الأمن أمس الأحد، ووصفتها بأنها “مروعة” و”مفجعة”، حيث ارتفع عدد القتلى إلى 44، مما يجعله أكثر الأيام دموية منذ الانقلاب.

إعلان الأحكام العرفية

ذكرت وسائل الإعلام الحكومية في ميانمار، أن البلدات ستخضع للأحكام العرفية بعد أن اشتكت سفارة الصين من أن المصانع المملوكة للصينيين كانت من بين المباني التي أحرقت، وأدانت تصرفات “المدمرات”، ولم تدل بأي بيان بشأن عمليات القتل.

وقالت بكين إن “محتجين مسلحين بقضبان حديدية وقنابل مولوتوف حرقوا وحطموا 10 مصانع صينية في يانغون، كما تعرض فندق صيني لهجوم أيضا”.

وقالت السفارة الصينية -على صفحتها عبر فيسبوك- إن “بعض المصانع الصينية تعرضت للنهب والتدمير وتم احتجاز وإصابة عشرات العمال الصينيين”.

وطالبت السفارة من السلطات اتخاذ “إجراءات أكثر قوة لوقف كل أعمال العنف، ومعاقبة المتورطين وفقا للقانون وضمان سلامة المنشآت الصينية والمواطنين الصينيين في ميانمار”.

وسُمعت أصوات إطلاق نار طوال اليوم واحتلت شاحنات عسكرية شوارع المدينة. وكتب ضابط شرطة على فيسبوك أن قوات الشرطة تخطط لاستخدام أسلحة ثقيلة.

الجيش “يخلع قناعه”

من المقرر أن تمثل أونغ سان سو كي أمام محكمة في يانغون اليوم الإثنين، لكن المحكمة لم تتمكن من عقد جلسة استماع افتراضية بسبب مشاكل الإنترنت، وتم تأجيل الجلسة حتى 24 مارس، حسبما قال رئيس فريقها القانوني.

قال خين ماونغ زاو، الذي لم يُسمح له بعد بمقابلة زعيم الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، إن السلطات أبلغته بأنه لم يُسمح لها إلا بمحاميين صغيرين، وتعليقًا على عنف يوم الأحد ، قال: “المجلس العسكري الحاكم يسن أسنانه وخلع قناعه.. إنهم يظهرون حقيقتهم”، وفقا لوكالة “فرانس برس”.

تواجه أونغ سان سو كي ما لا يقل عن أربع تهم، بينها حيازة أجهزة اتصال لاسلكي غير مرخصة، وانتهاك قيود فيروس كورونا، وخرق قوانين الاتصالات السلكية واللاسلكية، ونية التسبب في اضطرابات عامة.

إدانات دولية

أعرب مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في ميانمار، توم أندروز، عن غضبه إزاء عمليات القتل التي وقعت أمس الأحد، ودعا الدول إلى وقف إمدادات الأموال والأسلحة إلى المجلس العسكري.

وقالت كريستين شرانر بورجنر، مبعوثة الأمم المتحدة الخاصة لميانمار، إنها سمعت “روايات مفجعة عن عمليات قتل وإساءة معاملة المتظاهرين وتعذيب السجناء” من اتصالات في البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وقالت بورجنر: إن المجتمع الدولي: “بما في ذلك الجهات الفاعلة الإقليمية، يجب أن يتضامن مع شعب ميانمار وتطلعاته الديمقراطية”.

أدان السفير البريطاني في ميانمار، دان تشوج، بشدة إراقة الدماء، وقال إنه “شعر بالذهول من استخدام قوات الأمن للقوة المميتة ضد الأبرياء”، ودعا المجلس العسكري إلى عودة القادة المدنيين المنتخبين ديمقراطيا إلى السلطة.

برر المجلس العسكري مرارًا وتكرارًا انتزاعه للسلطة من خلال الزعم عن حدوث تزوير انتخابي واسع النطاق في انتخابات نوفمبر، والتي فازت بها الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية بأغلبية ساحقة.

قال مذيع في التلفزيون الحكومي، عند إعلان فرض الأحكام العرفية في أجزاء من يانغون، إن المجلس العسكري أعطى القائد الإقليمي في يانغون سلطات “لأداء الأمن والحفاظ على سيادة القانون والهدوء بشكل أكثر فعالية”.

قمع

في الأسابيع الأخيرة شن الجيش والشرطة حملات قمع شبه يومية ضد المتظاهرين المطالبين بالعودة إلى الديمقراطية، باستخدام الغاز المسيل للدموع وإطلاق الرصاص المطاطي والذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات المناهضة للانقلاب.

في بلدة هلاينج ثاريار، اشتبكت الشرطة والجنود مع المتظاهرين الذين حملوا العصي والسكاكين وأقاموا حواجز مؤقتة.

تمكن المتظاهرون الذين استخدموا صناديق القمامة كدروع من إنقاذ بعض الجرحى عندما فتحت قوات الأمن النار، لكن أحد الأطباء قال إنه لا يمكن الوصول إلى جميع المصابين.

وقالوا: “نستطيع أن نؤكد وفاة 15″، مضيفين أنهم عالجوا حوالي 50 شخصا وتوقعوا ارتفاع عدد القتلى، وأعطت الرابطة، التي تتحقق من الاعتقالات والقتلى منذ الانقلاب، ارتفاع عدد القتلى، بحسب وكالة “فرانس برس”.

وسمع سكان مختبئون في منازلهم طلقات نارية بشكل متواصل طوال اليوم، بينما شوهدت شاحنات عسكرية تسير في شوارع مليئة بالدخان.

على الرغم من إراقة الدماء ، لا يزال أعضاء الحركة المناهضة للانقلاب يتحدون، وقالت ما خين لاي، البالغة من العمر 21 عامًا، “لقد رأيت الأبطال الذين سقطوا يضحون بأرواحهم” ، معترفة بأنها كانت خائفة حتى عندما أعادت بناء الحواجز من الطوب وأعمدة الخيزران في إحدى بلدات يانغون، مضيفه: “سأقاتل حتى النهاية”.

ربما يعجبك أيضا