“قابوس” في قلوب المصريين.. تبرع برواتب الموظفين في حرب أكتوبر وساند الاقتصاد المصري

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

نعت الرئاسة المصرية السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور، سلطان عمان، اليوم السبت، والذي وافته المنية مساء أمس الجمعة بعد صراع مع المرض، وتقدم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم، بخالص العزاء والمواساة إلى الشعب العماني والأمة العربية في وفاة السلطان قابوس، متمنيًا لعمان مواصلة مسيرة النهضة والتقدم والازدهار.

وقال المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، منذ قليل: “فقدت الأمة العربية زعيمًا من أعز الرجال، المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، قائدًا حكيمًا منح عمره لوطنه ولأمته، زعيمًا عربيًا سيسجل له التاريخ إنه رمزًا لقوة ووحدة سلطنة عمان على مدار نصف قرن حقق لها المكانة والنهضة والعزة”.

أضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية: “ولا تنسى مصر وشعبها للسلطان قابوس رحمه الله مواقفه الأخوية والقوية والتي سطرها التاريخ بحروف من نور”.

وتابع قائلًا: إن الرئيس عبدالفتاح السيسي إذ ينعى لمصر والأمة العربية أخًا وصديقًا، ليعرب باسمه وباسم مصر شعبًا وحكومةً، عن عميق حزنه وخالص عزائه للشعب العماني الشقيق ولأسرته الكريمة، داعيًا المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكريم بواسع رحمته جزاء لما قدم لشعبه ولأمته، وأن يسدد سبحانه وتعالى خطى سلطنة عمان لمواصلة مسيرة النهضة والتقدم والازدهار.

نعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، السلطان قابوس بن سعيد، سلطان سلطنة عمان، الذى وافته المنية، مساء أمس الجمعة، مؤكدًا أنه كان داعمًا دائماً للقضايا العربية والإسلامية في شتى المواقف، ورائدًا لنهضة سلطنة عمان الشقيقة.

وكتب الحساب الرسمي للرئيس المصري عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل “تويتر”، اليوم السبت: “بمزيد من الحزن والأسى أتقدم بخالص التعازى للأمة العربية والشعب العماني الشقيق في وفاة المغفور له جلالة السلطان قابوس بن سعيد، حيث كان داعمًا دائمًا للقضايا العربية والإسلامية في شتى المواقف، ورائدًا لنهضة سلطنة عمان الشقيقة، أدخله الله فسيح جناته وألهم اسرته الصبر والسلوان”.

منذ النهضة التي قادها السلطان قابوس بن سعيد عام 1970 وافتتاح سفارة السلطنة بالقاهرة عام 1972 فان العلاقات بين البلدين الشقيقين تعتبر نموذجًا للعلاقات العربية-العربية وتزداد رسوخًا يومًا بعد يوم. وتحرص السلطنة على المشاركة في المؤتمرات التي تدعو لها مصر مثل مشاركتها في المؤتمر الاقتصادي الدولي والذي عقد بشرم الشيخ في مارس 2015، وحفل افتتاح قناة السويس الجديدة ومناسبات أخرى.

حرب أكتوبر

أصدر السلطان قابوس بن سعيد مرسومًا خلال حرب أكتوبر عام 1973، بالتبرع بربع رواتب الموظفين لدعم مصر، وإرسال بعثتين طبيتين عُمانيتين لمصر، كما جاء في تقرير الهيئة العامة للاستعلامات.

كامب ديفيد

في الـ24 من نوفمبر 1973، استقبل الرئيس محمد أنور السادات، في المطار، السلطان قابوس بن سعيد، الذي نزل من طائرته مرتديًا زيه العسكري بعد نصر أكتوبر، وأدى السلطان قابوس بن سعيد القائد الأعلى للجيش العماني التحية العسكرية للقائد المنتصر الرئيس محمد أنور السادات القائد الأعلى للجيش المصري.

اتخذت بعض الدول العربية موقف معاد تجاه مصر نتج عنه مقاطعة عربية شاملة، عقب توقيع الرئيس محمد أنور السادات، آنذاك، اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل، لكن سلطنة عمان احتفظت بعلاقاتها مع مصر ولم تأخذ أي موقف سلبي، عقب زيارة الرئيس الراحل محمد أنور السادات للقدس عام 1977.

السلطان قابوس: مصر درع العروبة

قال السلطان قابوس بن سعيد، في كلمة ألقاها في احتفالات العيد الوطني الـ14 للسلطنة عام 1984: “ثبت عبر مراحل التاريخ المعاصر أن مصر عنصر الأساس في بناء الكيان العربي، ولم تتوان يومًا في التضحية من أجل والدفاع عن قضايا العرب والإسلام”.

علاقات ممتدة

احتفظ السلطان الراحل بعلاقات طيبة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتعددت زيارته لمصر في عهد مبارك، وكذلك تعددت زيارات مبارك لعُمان.

وكانت أول زيارة له عام 1982 وزار خلالها قناة السويس ومر من نفق الشهيد أحمد حمدي، وتفقد بعض المنشأت بمدينة السويس، وحصل على مفتاح السويس كهدية تذكارية.

زار السلطان قابوس الجامع الأزهر الشريف وأدى صلاة الجمعة فيه رفقة الرئيس السابق مبارك، وزار دار الأوبرا المصرية. واحتفظت سلطنة عُمان بعلاقات طيبة مع مصر واُطلق اسم السلطان الراحل على أحد الشوراع الرئيسية بمدينة شرم الشيخ التي كان يقضي بها قابوس أجازته أحيانًا.

استقبال تاريخي

وبعد ثورتين تخلصت فيهم مصر من حكم حسني مبارك ومن الفاشية الدينية وإزاحة جماعة الإخوان الإرهابية عن الحكم، ساندت سلطنة عُمان مصر.

تطورت العلاقات المصرية العُمانية في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وأعلن ممثل السلطان قابوس بن سعيد بالمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ عام 2015 عن دعم مصر بمبلغ 500 مليون دولار تضامنًا معها ومساهمة في دعم وتنمية الاقتصاد المصري كـ250 مليون دعم للسيولة النقدية المالية، و250 مليون دولار استثمارات مباشرة.

واستقبل السلطان قابوس الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال زيارة تاريخية لسلطنة عمان، حظي خلالها الرئيس السيسي بحفاوة بالغة عند بوابة قصر مسقط، وتجول مع السلطان قابوس في سيارته بموكب مهيب تملؤه الخيول العربية وعازفو الموسيقي وحاملو الأعلام وصولًا لقصر العلم السلطاني.

أعلن البلاط السلطاني العُماني، مساء أمس الجمعة، وفاة السلطان قابوس بن سعيد عن عمر يناهز الـ80 عامًا بعدما حكم السلطنة لمدة 50 عام متواصلة ليصبح صاحب أطول فترة حكم في التاريخ العربي.

ربما يعجبك أيضا