قبل زيارته إلى واشنطن .. “الكاظمي” في مواجهة حلفاء طهران

يوسف بنده

رؤية

يستعد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي لبدء جولة ثانية من الحوار مع الولايات المتحدة، خلال زيارة لواشنطن الأسبوع المقبل، على وقع تزايد ملحوظ في عمليات هجومية تستهدف مصالح أمريكا ووجودها العسكري في العراق.

تأتي الزيارة بعد فتور نسبي خيم على علاقات واشنطن وبغداد، خلال ولاية رئيس الحكومة السابقة عادل عبدالمهدي، وهو أول رئيس وزراء عراقي منذ سقوط نظام صدام حسين لم يكتب له زيارة واشنطن أو لقاء الرئيس الأمريكي، وشهد عهده احتكاكاً شديداً بين إيران وإدارة ترامب، على الساحة العراقية.

وبدأ الكاظمي، خلال يونيو الماضي، حواراً مع واشنطن وُصف بالاستراتيجي، وجرى عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وناقش قضايا تتعلق بالتعاون العسكري والاقتصادي، كما رشح من نقاطه الأساسية.

مطالب القوى العراقية

بدأت كتل وقوى سياسية بوضع شروط ومطالب مسبقة يتعين على الكاظمي الالتزام بها، وذلك قبل زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدة في 20 أغسطس/آب الحالي. ففيما شكك أحد الفصائل المسلحة في أهداف الزيارة لجهة حل أو تحجيم “الحشد الشعبي”؛ فإن لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي أكدت أن الزيارة تعد مهمة لأنها سوف تعمل على “تحقيق نوع من التوازن الدولي”.

وحسب تقرير صحيفة الشرق الأوسط، فقد عدّ الناطق باسم “كتائب سيد الشهداء”، كاظم الفرطوسي، في تصريح أمس، أن هدف الزيارة هو “إعطاء ضمانات بحل (الحشد الشعبي)، وإذا لم يستطع ذلك، فسيعمل على تحجيمه، فضلاً عن ضمانات أخرى بتخفيف العلاقات العراقية – الإيرانية”. وزعم الفرطوسي أن “الكاظمي قدم الولاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية قبل حصوله على منصب رئيس الوزراء، والآن بدأ بتنفيذ بعض الأعمال وفق المصالح الأمريكية، كما سيعمل على محاربة فصائل المقاومة”.

لكن عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي رامي السكيني أعلن في تصريح لوكالة الأنباء العراقية الرسمية أن “زيارة الكاظمي لواشنطن تعدّ من الزيارات المهمة في الجانب الدولي لتحقيق نوع من التوازن في الأداء، ودعم المصلحة العراقية وتعزيزها”. وأضاف أن “الزيارة ستتناول كثيراً من المحاور الاقتصادية والسياسية والأمنية”. وأشار إلى أن “هناك أداءً يجب أن يكون مختلفاً لرئيس الوزراء، وهذا لا يتحقق إلا بوجود توازن في أداء الحكومة العراقية، وعدم الميل لمحور دون آخر”، لافتاً إلى أن “هناك محاور دولية تنعكس على الساحة العراقية، لذلك من الضرورة حدوث توازن وهدوء في الساحة داخلياً وخارجياً”.

حلفاء طهران

وقد حاولت الكتل النيابية المقربة من طهران أن تشارك في جولة يونيو، للتأثير على أجندة الحوار، لكن الفريق العراقي اقتصر يومذاك على المسؤولين الفنيين في الخارجية مع ممثل سياسي للكاظمي، ويبدو أن حلفاء طهران بدأوا يضغطون في جولة الحوار الثانية كذلك لمحاولة التأثير على النقاط، التي ينوي الكاظمي طرحها في زيارته لواشنطن.

وذكرت مصادر مطلعة في بغداد أن الكاظمي سينظم اجتماعاً مع ممثلي جهات سياسية مقربة من طهران، لسماع وجهات نظرهم بشأن الحوار مع أمريكا، رغم أن المصادر تشير إلى أن القضية، التي تشغل كثيراً من قادة الميليشيات هي قلقهم بشأن عقوبات أمريكية يخضعون لها حالياً، أو يخشون أن تشملهم في المستقبل، ويحاولون أخذ ضمانات أو توضيحات من الكاظمي.

وتقول مصادر شيعية رفيعة في بغداد إن الحوار لا بد أن يتطرق إلى ضبط وتنظيم الوجود العسكري الأمريكي في العراق، مشيرين إلى إمكانية تبلور اتفاق لجدولة سحب القوات الأمريكية تدريجياً، في سقوف زمنية تصل إلى 5 سنوات، ووفق تقديرات فنية وعسكرية دقيقة، شرط ألا يمثل ذلك رضوخاً أو انكساراً أمام إيران، حسب تعبيرها.

ومن المتوقع أن يثير هذا الجدول المتمهّل، غضب حلفاء طهران، الذين يضغطون منذ الشتاء الماضي لإخراج القوات الأميركية، لمنح الميليشيات الموالية لحرس الثورة الإيراني حرية أكبر.

تصاعد نشاط المليشات

وتذكر مصادر أمنية أن عشرات صواريخ الكاتيوشيا، التي استهدفت سفارة أمريكا في بغداد خلال الأسابيع الماضية، ربما لم تعد كافية للضغط على فريق الكاظمي، مما دفع الميليشيات إلى تصعيد واضح شبه يومي، في هجمات تستهدف قوافل الإمداد البرية التابعة للقوات الأميركية، حيث وقع آخرها قرب معسكر التاجي شمالي بغداد، أمس. وأعلنت ميليشيا غير معروفة مسؤوليتها عن هذه الهجمات، وبثت فيديوهات ونشرت بيانات موقعة باسم “أصحاب الكهف”.

وفي حين نفت قيادة العمليات المشتركة بالعراق صحة ما أثير حول تعرض منفذ جريشان على الحدود مع الكويت، لـ”عمل تخريبي”، أكدت رئاسة الأركان العامة للجيش الكويتي، أمس، سلامة واستقرار الحدود الكويتية الشمالية.

ونفت الرئاسة، في بيان لها، “ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام المختلفة حول تعرض أحد المراكز لهجوم تخريبي على الحدود الكويتية الشمالية”، مؤكدة أن “الحدود مستقرة وآمنة”.

ونقلت وكالة رويترز، عن ثلاثة مصادر أمنية عراقية، أن انفجاراً وقع قرب الحدود العراقية – الكويتية واستهدف قافلة تنقل معدات للقوات الأمريكية.

وقالت المصادر إن القوات الأمريكية متعاقدة مع شركات أجنبية لتوفير الأمن بالمنطقة.

ربما يعجبك أيضا