قلق غربي ومساومة إيرانية.. عودة المحادثات النووية تصطدم بمعارضة إسرائيلية

شروق صبري
اتفاق بين أمريكا وإيران

تسعى الولايات المتحدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران، حتى تفرج عن محتجزين أمريكيين لديها، وتحجيم البرنامج النووي.. فهل يحدث ذلك؟


في محاولة لضمان الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين لدى طهران، وكبح جماح البرنامج النووي، تسعى واشنطن لإعادة العلاقات مع طهران.

وقال مسؤولون مقربون من المناقشات إن إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قالت إن المحادثات بين طهران وواشنطن استؤنفت بهدوء، في ما يمثل المحاولة الأخيرة لدبلوماسية بايدن، حسب ما أوردته وول ستريت جورنال الأمريكية.

60a528894236045c231ff94b

جلسة للمفاوضات في فيينا بشأن إنقاذ الاتفاق الخاص ببرنامج إيران النووي

استئناف الاتصالات

نقلت الصحيفة، في تقرير لها يوم الأربعاء الماضي 14 يونيو 2023، عن مسؤولين أمريكيين وعراقيين أنه “مع استئناف الاتصالات بين الجانبين، وافقت واشنطن على 2.5 مليار يورو، أي ما يعادل 2.7 مليار دولار، مدفوعات من الحكومة العراقية لواردات إيران من الكهرباء والغاز”.

ووصف المسؤولون الأمريكيون تحويل الأموال بأنه روتيني ولا علاقة له بالمناقشات. وأفرج عن أموال مماثلة في الماضي، لكن هذه المرة باليورو وليست بالعملات المحلية.

حرمان إيران من الدولار

قال مسؤولون عراقيون كبار إن “المدفوعات العراقية التي وافقت عليها إدارة بايدن في ديسمبر الماضي تسوي جزئيًّا ديونًا طويلة الأمد للغاز والكهرباء باعتها إيران إلى بغداد، ولم تسدد بسبب العقوبات”.

وقال المسؤولون العراقيون إن “الولايات المتحدة أصرت على العراق بتحويل الأموال مباشرة إلى الدائنين الإيرانيين باليورو، وهو إجراء يهدف إلى ضمان عدم وصول إيران إلى العملة الأمريكية، وتحويل الأموال لأغراض غير مشروعة”.

بايدن تعهد بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي أقره الرئيس السابق باراك أوباماعودة المحادثات غير المباشرة

على صعيد آخر، بعد بدء المناقشات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين في نيويورك في ديسمبر 2022، سافر مسؤولو البيت الأبيض إلى عمان 3 مرات على الأقل، لإجراء مزيد من الاتصالات غير المباشرة.

وأجرى المسؤولون العمانيون، خلال فبراير ومارس ومايو 2023، محادثات بين كبير مستشاري البيت الأبيض للشرق الأوسط، بريت ماكغورك، وكبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، علي باقري كاني، في ما يسمى بالمحادثات غير المباشرة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه منذ تولي بايدن منصبه تعهّد بإحياء الاتفاق النووي، الذي فرض قيودًا على البرامج النووية الإيرانية، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، قبل أن يعلن في نوفمبر أن مثل هذه الصفقة ماتت. وانسحبت الولايات المتحدة من الاتفاقية في عهد الرئيس السابق، دونالد ترامب.

إيران تساوم واشنطن

في مقابل إطلاق سراح سجناء وفرض قيود على الأنشطة النووية، تسعى طهران للحصول على مليارات الدولارات من عائدات الطاقة الإيرانية المحاصرة في الخارج، بسبب العقوبات الأمريكية.

وربط المسؤولون الإيرانيون مرارًا إمكانية الإفراج عن السجناء بالحصول على 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المحتجزة في كوريا الجنوبية، وطالبوا بالحصول على مليارات الدولارات المحتجزة في العراق لتوصيل الغاز والنفط.

الاتفاق النووي

قال مسؤولون حكوميون سابقون في كوريا الجنوبية مطلعون على الأمر إن “المناقشات مستمرة مع إيران والولايات المتحدة بشأن الإفراج عن هذه الأموال لأغراض إنسانية”.

ومن ناحية أخرى، تحرص إدارة بايدن على تجنب دفع المفاوضات مع إيران إلى قمة جدول الأعمال السياسي مع اقتراب الحملة الرئاسية، إذ يعارض الجمهوريون وبعض الديمقراطيين بشدة التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران حتى التفاهم غير الرسمي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم 13 يونيو، إن حكومته لن تكون ملزمة بأي اتفاق من هذا القبيل.

فرض العقوبات

منذ أن أعادت الولايات المتحدة فرض العقوبات في عام 2018، سعت إيران لتكديس 60% من اليورانيوم المخصب لأكثر من عامين، وقال مسؤولون أمريكيون إن “إيران لديها ما يكفي من 60% من المواد لإنتاج سلاحين نوويين على الأقل، ويمكنها تحويلها إلى يورانيوم مخصب للاستخدام في صنع الأسلحة في غضون أيام”.

ومن بين خطوات خفض التصعيد، التي يبحث عنها الغرب، عدم مضي إيران قدمًا في خططها لتركيب وتشغيل أجهزة طرد مركزي متطورة وآلات تخصيب اليورانيوم. وخططت إيران لزيادة كبيرة في استخدام أجهزة الطرد المركزي المتقدمة، لكنها أوقفت حتى الآن تركيبها وتشغيلها.

ويشعر المسؤولون الغربيون بالقلق من أن تحرك إيران لإنتاج مواد انشطارية يمكن استخدامها في صنع الأسلحة، قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية. وقالت إسرائيل إن “مستوى الإنتاج النووي سيؤدي إلى توجيه ضربة عسكرية”.

اقرأ أيضًا| أمريكا وإيران تجريان محادثات لتهدئة التوتر بتفاهم ثنائي
اقرأ أيضًا| البيت الأبيض ينفي اقتراب أمريكا وإيران من اتفاق نووي مؤقت

ربما يعجبك أيضا