قوة الدعم الاستراتيجي.. كيف تستعد الصين لكسب الحروب المستقبلية؟

محللون: قوة الدعم الاستراتيجي تلعب دورًا حاسمًا في استعدادات الجيش لـ«حرب الاستخبارات» المستقبلية

آية سيد
الجيش الصيني

ما دور قوة الدعم الاستراتيجي في الاستعداد للحروب المستقبلية؟


سلط تقرير في صحيفة “ساوث تشاينا مورنينج بوست”، الضوء على “قوة الدعم الاستراتيجي” الصينية.

وحسب التقرير، المنشور اليوم الأربعاء 27 مارس 2024، قوة الدعم الاستراتيجي مصممة لتوسيع قدرات الحرب الفضائية، والسيبرانية، والكهرومغناطيسية، والنفسية للجيش الصيني، ويُعهد إليها بتقديم المعلومات الاستخباراتية لكل القوات، والمساعدة في العمليات المشتركة.

القوة الفضائية والسيبرانية

أشار محللون إلى أن قوة الدعم الاستراتيجي، التي تدمج الوظائف الاستراتيجية للجيش الصيني وتعتمد بشدة على دعم الابتكار المدني مثل تطوير الذكاء الاصطناعي، تلعب دورًا حاسمًا في استعدادات الجيش لـ”حرب الاستخبارات” المستقبلية.

وأفاد التقرير أن قوة الدعم الاستراتيجي، التي جرى إنشاؤها في 2015، تشرف على قسمين، وهما قوة الفضاء، المعروفة بقسم النظم الفضائية، والقوة السيبرانية، المعروفة بقسم النظم السيبرانية.

وتشغِّل قوة الفضاء العديد من مراكز إطلاق الأقمار الاصطناعية وقواعد التدريب في جميع أنحاء الصين. كما أنها تدير أقمار الاتصالات والاستخبارات، التي توفر الاستطلاع الفضائي وتستخدم نظام “بايدو” للملاحة بالأقمار الاصطناعية للمساعدة في العمليات العسكرية.

وتتولى القوة السيبرانية مسؤولية الدفاع عن شبكات الكمبيوتر ومهاجمتها، والدفاع والهجوم الكهرومغناطيسي، وجمع الاستخبارات عن طريق اعتراض الإشارات.

دور حيوي

رأى الزميل بمركز الأمن والتكنولوجيا الناشئة بجامعة جورج تاون، سام بريسنيك، أن قوة الدعم الاستراتيجي “محورية” للجيش الصيني في تنسيق تطوير واستخدام القدرات الناشئة في الفضاء، والفضاء السيبراني، والذكاء الاصطناعي، لتعزيز القدرات العسكرية والقتال في العمليات المشتركة.

وقال، في تصريحات أبرزها التقرير: “بعد رؤية كيف صارعت روسيا مع العمليات المُشتركة في أوكرانيا، فإن دافع الصين لفهم العمليات المُشتركة وقت السلم مهم جدًا”.

تدريبات مشتركة

حسب المعلومات المتاحة للجمهور، قدمت قوة الدعم الاستراتيجي في السنوات الأخيرة تدريبات في مجال الكهرومغناطيسية والأمن السيبراني، إضافة إلى العمليات المشتركة مع القوات الأخرى.

قوة الدعم الاستراتيجي.. كيف تستعد الصين لربح الحروب المستقبلية؟

الجيش الصيني

وفي أغسطس 2022، أجرت قوة الدعم الاستراتيجي مناورات عسكرية غير مسبوقة، مع قوات الدعم اللوجيستي البحرية والجوية والصاروخية المشتركة التابعة للقيادة الشرقية، حول جزيرة تايوان، بعد زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي حينذاك، نانسي بيلوسي، لتايبيه. وشملت التدريبات محاكاة “حصار مشترك” للجزيرة.

وفي فبراير الماضي، أجرت قوة الدعم الاستراتيجي تدريبات باستخدام الإجراءات المضادة للرد على محاكاة لهجمات مسيّرات واختراق الشبكة من “الأعداء”، وفق ما نقل التقرير عن صحيفة “بي إل إيه دايلي” الناطقة بلسان الجيش الصيني.

خطط التحديث

أشار الخبراء إلى أن قوة الدعم الاستراتيجي تقع في قلب خطط تحديث الجيش الصيني، وقال المحلل العسكري الصيني، فو شيانشاو، إنها “تقدم الدعم الاستخباراتي والمعلوماتي لأفرع الجيش الأخرى لأنها تتحكم في الاستطلاعات والاتصالات وغيرها من الإجراءات والمنظومات الاستراتيجية”، مضيفًا أن “الهيمنة على المعلومات” قد تصنع فرقًا حاسمًا في ميدان المعركة.

فيما قال المدرس السابق بالأكاديمية البحرية التايوانية في كاوهسيونج، لو لي شيه: “بأقمار التجسس الاصطناعية، يمكن للجيش الصيني معرفة الوضع في بحر الصين الشرقي، ومضيق تايوان وبحر الصين الجنوبي، ويمكنها مراقبة مواقع حاملات الطائرات الأمريكية ومجموعاتها الضاربة في المنطقة، وهي مهمة قوة الدعم الاستراتيجي في المنطقة”.

ولفت الزميل بجامعة نانيانج التكنولوجية، جيمس تشار، إلى أن قوة الدعم الاستراتيجي “تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم المعلومات الاستخباراتية المهمة لدعم عملية اتخاذ القرار لدى اللجنة العسكرية المركزية، وكذلك في إرسال المعلومات إلى قادة قيادة المسرح والأجهزة المعنية بالعمليات المشتركة”.

ربما يعجبك أيضا