كل خيار ينطوي على مخاطرة.. إسرائيل تدرس الرد على الهجوم الإيراني

إسراء عبدالمطلب

في مناقشة كيفية الرد على الغارة الجوية الإيرانية التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي، يختار مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي بين الخيارات التي يمكن أن تردع الهجمات المستقبلية أو تهدئة الأعمال العدائية، ولكن جميعها لها عيوب.


قال مسؤولون إسرائيليون، إن القادة العسكريين ناقشوا يوم أمس الثلاثاء 16 إبريل 2024، أفضل السبل للرد على الغارة الجوية غير المسبوقة التي شنتها إيران في نهاية الأسبوع.

ودرس القادة مجموعة من الخيارات لتحقيق نتائج استراتيجية مختلفة، ومنها ردع هجوم مماثل في المستقبل، واسترضاء حلفائهم الأمريكيين وتجنب حرب شاملة.

بعد تعليق الطيران فوق طهران، مسؤولون إسرائيليون: نستعد لهجوم إيراني "غير مسبوق"

تغيير القواعد

حسب صحيفة نيويورك تايمز، أدى الهجوم الإيراني على إسرائيل، والذي كان عبارة عن وابل هائل شمل مئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار المتفجرة، إلى تغيير القواعد غير المعلنة في حرب الظل الطويلة الأمد بين الخصمين اللدودين. وفي ذلك الصراع، تم تجنب الضربات الجوية الكبرى من أراضي إحدى الدولتين مباشرة ضد الدولة الأخرى.

وبالنظر إلى هذا التغيير في السابق، فإن الحسابات التي تقرر إسرائيل من خلالها خطوتها التالية قد تغيرت أيضًا، كما قال المسؤولون الإسرائيليون الذين طلبوا عدم الكشف عن هويتهم.

تهدئة الصراع

قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاجاري، الثلاثاء: “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي أمام هذا النوع من العدوان”، مضيفًا أن إيران لن تفلت من هذا العدوان. وبينما اجتمع مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي للنظر في الرد العسكري، كانت دول أخرى تمارس ضغوطًا دبلوماسية على كل من إسرائيل وإيران على أمل تهدئة الصراع.

واعترضت إسرائيل وحلفاؤها، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، معظم الصواريخ والطائرات بدون طيار التي أطلقت في الهجوم الإيراني مساء يوم السبت. وقالت إيران إن الهجوم جاء ردًا على غارة جوية إسرائيلية في وقت سابق من هذا الشهر، قُتل فيها عدد من قادة القوات المسلحة في هجوم في سوريا. وكان هذا الهجوم على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق مختلفًا عن الاغتيالات السابقة التي استهدفت أفرادًا في حرب الظل.

هدف مشروع

دمرت الضربة الإسرائيلية مبنى كان جزءًا من مجمع السفارة الإيرانية، وهو نوع المنشأة التي تعتبر عادة محظورة للهجوم. وقال مسؤولون إسرائيليون إن المبنى كان دبلوماسيًا بالاسم فقط، ويستخدم كقاعدة عسكرية واستخباراتية إيرانية، ما يجعله هدفًا مشروعًا.

وقال محللون إن إيران، التي أشارت إلى أنها رأت الهجوم بمثابة انتهاك إسرائيلي لأعراف حرب الظل، شعرت بأنها مضطرة للانتقام بقوة، من أجل تحقيق الردع والحفاظ على المصداقية مع وكلائها ومؤيديها المتشددين.

لن تمر دون رد

قال بعض المسؤولين إن إسرائيل لا تريد أن تستنتج إيران أن بإمكانها الآن مهاجمة الأراضي الإسرائيلية ردًا على ضربة إسرائيلية على المصالح الإيرانية في دولة ثالثة، ما يلخص النقاش الإسرائيلي الداخلي. لكنهم أضافوا أن إسرائيل أيضًا لا تريد ولا تستطيع تحمل صراع كبير مع إيران بينما لا تزال تخوض حربًا في غزة وتشتبك مع وكلاء إيران على طول حدودها.

وقال المسؤولون إن أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية الصغيرة ولكن المنقسمة، يدرسون خيارات كبيرة بما يكفي لإرسال رسالة واضحة إلى إيران مفادها أن مثل هذه الهجمات لن تمر دون رد، ولكنها ليست كبيرة لدرجة إثارة تصعيد كبير.

ربما يعجبك أيضا