ألمانيا تزيد حضورها في الهندوباسيفيك.. هل لا تستفز الصين حقًّا؟

علاء بريك

ألمانيا تعتزم زيادة حضورها العسكري في منطقة الهندوباسيفيك في خروج عن أعرافها التقليدية بعد النازية.


بعد إرسالها 13 طائرة من سلاح الجو فيها، صرح وزير الدفاع الألماني بأن بلاده تنوي زيادة حضورها ومشاركتها في منطقة الهندوباسيفيك.

ولأن المنطقة تشهد توترات متزايدة في الآونة الأخيرة وتحشيدًا عسكريًّا غير مبسوق من الصين أو الغرب، حرص الوزير على التصريح بأن ألمانيا لا تريد خذلان حلفائها بالمنطقة، لكنها لا تريد استفزاز أحد، في إشارة إلى بكين التي تعارض أي تقارب غربي، خاصة من أمريكا، مع تايوان.

زيادة الحضور في الهندوباسيفيك

قال وزير الدفاع الألماني، إبرهارت زورن، لوكالة أنباء “رويترز” إن ألمانيا ستوسع وجودها العسكري في منطقة الهندوباسيفيك بإرسالها المزيد من السفن الحربية، والانضمام إلى التدريبات مع الحلفاء مع الإبقاء على مراقبة التحشيد “الهائل” للقوات المسلحة الصينية، لتنضم ألمانيا إلى الدول الغربية الأخرى في إظهار المزيد من القوة في المنطقة، وسط قلق متزايد بشأن طموحات الصين الإقليمية.

وردًّا على سؤال عما إذا كانت ألمانيا سترسل سفينة حربية تبحر عبر مضيق تايوان، مثلما فعلت الولايات المتحدة، قال زورن إن “هذه مسألة حساسة ولا نريد استفزاز أحد بوجودنا، بل نرسل إشارة قوية للتضامن مع حلفائنا… إننا ندافع عن حرية الملاحة والأعراف الدولية”.

خطوات سابقة

في العام الماضي، أرسلت برلين أول سفينة حربية منذ ما يقرب من 20 عامًا إلى المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي، وخاطرت بإغضاب أكبر شريك تجاري لها، وأرسلت هذا الشهر 13 طائرة عسكرية للمشاركة في مناورات مشتركة في أستراليا، بحسب تقرير لـ”دويتشه فيله“.

ففي 15 أغسطس 2022، أقلعت 6 طائرات “يوروفايتر” ومعها 7 طائرات أخرى متعددة الأدوار، من قاعدة نيوبورج الجوية في ألمانيا، قاصدةً سنغافورة في رحلة تمتد على 10 آلاف كيلومتر، وتستغرق 24 ساعة مرورًا بأبوظبي، بهدف المشاركة في تدريبات ومناورات عسكرية مع الحلفاء والشركاء في منطقة الهندوباسيفيك، ضمن خطة رابيد باسيفيك 2022.

مواجهة الصين

وصف قائد القوات الجوية الألمانية، إنجو جيرهارتز، خطة رابيد باسيفيك 2022، بأنها أكبر عملية انتشار شهدها سلاح الجو الألماني وأكثرها تحديًا على الإطلاق، وشدد على الأهمية الخاصة للمشروع لكونه يرسل رسالة واضحة إلى كل من الحلفاء وغير الحلفاء بأن القوات الجوية الألمانية بوسعها الانتشار بسرعة إلى أماكن بعيدة خارج أوروبا.

وفي العام الماضي، أرسلت ألمانيا فرقاطتها “بافاريا” ومرت حينها عبر سنغافورة واليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وبحر الصين الجنوبي، وأوضحت وزيرة الدفاع الألمانية آنذاك، أنجريت كرامب كارنباور، قبل إبحار السفينة، أن مهمة البعثة الألمانية الإسهام في استقرار المنطقة واحترام القانون الدولي، معتبرة أن “الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ هو أمننا أيضًا” ووصفت المهمة بأنها “خطوة كبيرة وإيجابية”.

الصين ترد

علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانج وين بين، الاثنين الماضي 29 أغسطس 2022، على تصريحات قائد الجيش الألماني بأنه “من المحتمل أن يؤدي هذا إلى بعض الذكريات السيئة مع العديد من بلدان العالم، ونعارض بشدة استخدام أي دولة لحرية الملاحة ذريعة لتقويض سيادة الصين والإضرار بأمنها ومهاجمتها وتشويهها”، حسب ما نقل موقع “ساوث تشاينا مورننج بوست” أمس الأول الخميس.

وأقامت برلين وبكين علاقات اقتصادية قوية، واحتلت الصين المرتبة الأولى بين الشركاء التجاريين لألمانيا منذ عام 2016. لكن تصاعدت التوترات في المنطقة منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، لتايوان، الشهر الماضي. وردت بكين بإجراء أكبر مناورات عسكرية على الإطلاق حول الجزيرة التي تعتبرها جزءًا من أراضي الصين التاريخية.

ربما يعجبك أيضا