لصالح أجندات إيرانية تركية.. قطر لا تزال تعبث في اليمن

يوسف بنده

رؤية – بنده يوسف

لو أقسمت إيران أنها لا تتدخل في شئون اليمن؛ فمن السذاجة أن يصدقها عقل؛ طالما أن خطابها الرسمي في صف الحوثيين. وطالما أن إعلامها يساندهم. وطالما أن مندوبيهم يتحركون جيئة وذهابا إلى طهران. إلى جانب رفعهم شعارات تقف وراءها أيديولجية إيرانية.

وبالنسبة للخبراء العسكريين، فالتقنيات العسكرية التي يستخدمها الحوثيون وتتشابه مع نظيرتها من المليشيات الموالية لإيران في المنطقة؛ تؤكد على وقوف أصابع إيران وراء تحريك مليشياتها من الحوثيين داخل اليمن.

قطر: العبث الخفي

الأمر كذلك بالنسبة لقطر التي تدعي أنها بعيدة عن المشهد في اليمن العربي، بينما هي تعمل لصالح أجندة إيرانية وتركية في إطار مناكفتها لدول التحالف العربي في اليمن.

فالمؤشرات والتحركات على الأرض، تدل على تعانق ثلاثي الشر قطر وتركيا وإيران في أحداث هذه الأيام، عبر مليشياتهم من الحوثيين وحزب الإصلاح الإخواني.

كذلك، التحركات المتزامنة للحوثيين والإخوان؛ تظهر أن هناك حالة من التنسيق بأصابع إيران وقطر داخل في اليمن.

فالحوثيون سيطروا على جبال المرازيق الاستراتيجية جنوب مدينة حزم الجوف مركز محافظة الجوف، وتقدمهم نحو معسكر “اللبنات” أكبر المواقع العسكرية التابعة للجيش الوطني في محافظة الجوف.

وحزب الإصلاح الإخواني، مستمر في حشد القوات والمعدات في محافظتي شبوة وأبين والتخطيط للهجوم على عدن، وفتح باب المواجهة مع التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي بالتوازي مع إخلاء الميدان أمام تقدم الحوثيين.

كذلك، الخط القطري داخل الحكومة الشرعية يمثلون ورقة ضغط داخل الحكومة اليمنية. وهو ما ظهر من خلال تصريحات وزير النقل المستقيل، صالح الجبواني، الذي تستضيفه منصات الإعلام القطري مثل الجزيرة للهجوم على دول التحالف العربي؛ دون أن يشير إلى الأطراف التي تعبث خفية في اليمن مثل إيران وتركيا وقطر.

توجيه أصابع الاتهام

دفعت هذه التحركات وزير الإعلام اليمني، معمر الإرياني، إلى توجيه أصابع الاتهام مباشرة إلى قطر، حيث قالعبر تغريدات متتابعة على تويتر: “ندعو قطر وقناة الجزيرة التي أصبح موقفها واضح في التماهي مع المشروع الايراني باليمن وأداته الحوثية التي ارتمت بدورها في أحضان الدوحة للحصول على الدعم والغطاء السياسي والاعلامي، لمراجعة سياساتها والنأي بنفسها عن مستنقع الدم اليمني الذي يوغل فيه ملالي ايران، فالتاريخ لن يرحم احد.

وأضاف، “يخطئ إخواننا في قطر أو غيرها إن اعتقدوا أنهم في منأى عن مشروع تصدير الثورة الخمينية والمخطط التوسعي الإيراني، ويخطئون في مضيهم لتحويل اليمن ساحة لتصفية الحسابات دون اعتبار للأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية والإنسانية الصعبة لبلد منهك لم يعد يحتمل المزيد من المغامرات”.

تصريحات الإرياني، دفعت الخارجية القطرية إلى الرد والتعبير عن رفضها لهذه الاتهامات.

تضييق الخناق

التحركات الحوثية المتحالفة مع الإخوان المسلمين في اليمن، تكشف أن هدفهم هو خنق المدن الاستراتيجية وقطع الامدادات القادمة من المحافظات الأخرى والمعابر السعودية.

كذلك، يستفيد الحوثيون من حالة الارتباك السياسي والعسكري في الحكومة اليمنية والصراعات السياسية بين مراكز قوى داخل الشرعية، التي برزت على شكل استقالات تقدم بها بعض الوزراء المحسوبين على تيار قطر احتجاجا على توقيف وزير النقل صالح الجبواني.

وبالنسبة لدور الإخوان المسلمين وحزب الإصلاح اليمني، فهم يمثلون الخط القطري داخل الحكومة الشرعية. وتحركاتهم أدت إلى الفشل في إدارة الملفات السياسية والعسكرية وخلط الأوراق وتبديد الإمكانيات في معارك سياسية وإعلامية وعسكرية جانبية مع قوى ومكونات مناوئة للحوثيين، والاستمرار في رفض تنفيذ بنود اتفاق الرياض.

ربما يعجبك أيضا