مؤتمر باليرمو.. خطوة على طريق المصالحة في ليبيا

محمود سعيد

رؤية – محمود سعيد

اختتمت القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي والتى عقدت فى مدينة باليرمو الإيطالية.

وقالت مصادر دبلوماسية إيطالية، إنّ خليفة حفتر، قائد القوات المدعومة من مجلس النواب الليبي، رحّب ببقاء رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، المعترف بها دوليًا، فايز السراج، في منصبه حتى موعد إجراء الانتخابات في البلاد.

فيما قال رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي إن مؤتمر باليرمو يسعى إلى دعم توافق الليبيين وإنهاء حالة الانقسام في ليبيا دون الانحياز لأحد، مشيرا إلى أن المؤتمر لم يقدم الحلول لجميع مشاكل ليبيا، لكنه ساهم في التقدم خطوات نحو حل نهائي للأزمة.

وأضاف كونتي في المؤتمر الصحفي الختامي لمؤتمر باليرمو إن الاستقرار في ليبيا سيسهم في تحسين الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية على جميع الليبيين، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي باستطاعته أن يسهل عملية الاستقرار في ليبيا، وأن هذا الأمر في يد الليبيين أنفسهم وفق تعبيره.

اجتماع مصغر

وقد أشرف على اجتماع مصغر على هامش المؤتمر، رئيس الوزراء الايطالي جوزيبي كونتي، وحضره السيسي والسبسي، ورئيس حكومة الوفاق الوطني الليبيّة فايز السراج، وخليفة حفتر، قائد القوات المسيطرة على الشرق الليبي، ودميتري ميدفيديف، رئيس الوزراء الروسي، وأحمد أويحيى رئيس الوزراء الجزائري، وجان إيف لودريان، وزير الخارجية الفرنسي، ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، والمبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة.

وتناول الاجتماع التمهيدي سبل تقريب وجهات النظر، وتسريع مسار التفاوض بين كافة الأطراف الليبية للتوصّل إلى تسوية سياسيّة شاملة وعاجلة تضمن لليبيّين وحدتهم الوطنية، وتمكنّهم من تركيز مؤسسات دائمة وتحقيق الأمن والاستقرار.

وصباح الثلاثاء، وصل حفتر، إلى فيلّا “إيجيا” في باليرمو؛ حيث استأنفت أعمال اليوم الثاني للمؤتمر الدولي لأجل ليبيا، ووصل قبله ببضع دقائق رئيس الوزراء الروسي.

ونفت القيادة العامة للقوات التي يقودها حفتر، مشاركة الأخير في المؤتمر الدولي حول ليبيا بباليرمو.

ومنذ 2011، تشهد ليبيا انقساما تجلى مؤخرا في سيطرة قوات خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب، على الشرق الليبي، في حين تسيطر حكومة الوفاق الوطني، المعترف بها دوليا، والمدعومة من المجلس الأعلى للدولة على معظم مدن وبلدات غربي البلاد.

تركيا تنسحب

فيما أعلن نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، عن انسحاب بلاده من اجتماع المؤتمر الدولي حول ليبيا في إيطاليا.

وأعرب أوقطاي عن أسفه من أن “المجتمع الدولي لم يتحد صباح اليوم، حيث قام البعض باستغلال استضافة إيطاليا للمؤتمر ليتدخل من جانب واحد في مسار الأزمة”.

وأضاف بالقول “لن يتم تحقيق استقرار في ليبيا ما دام هناك دول تواصل جهودها لتعطيل المسار وفقاً لمصالحها”.

من جانبه أعرب رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، عن حزنه لانسحاب تركيا من المؤتمر الدولي حول ليبيا في مدينة “باليرمو”.

جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده عقب المؤتمر، اليوم الثلاثاء، تطرق خلاله لانسحاب نائب الرئيس التركي، فؤاد أوكطاي منه.

وقال كونتي: “أنا حزين لأن نائب الرئيس التركي (أوقطاي) انسحب من المؤتمر. حينما قرأت تصريحاته لم أرى خطابا ضد إيطاليا”.

طبع العملة

فيما قال وزير الاقتصاد المفوض بحكومة الوفاق علي العيساوي إن الحاضرين في مؤتمر باليرمو لاسيما المؤسسات الاقتصادية الدولية أكدوا رفضهم أي خطوة لطباعة العملة الليبية مرة ثانية، بعد تأثيرها السلبي على الاقتصاد الليبي وخصوصا سعر الصرف.

وأضاف العيساوي للأحرار أنهم ناقشوا تعديل سعر الصرف في باليرمو وإصلاح منظومة الدعم الحكومي لاسيما دعم المحروقات، وإدراج الشباب في دورة الاقتصاد الوطني.

البيان الختامي

البيان الختامي لأعمال مؤتمر باليرمو شدد على ضرورة اغتنام فرصة المؤتمر الجامع من أجل التخلي عن استخدام القوة واعتماد جدول زمني لتحقيق تقدم في توحيد المؤسسات الليبية.

حيث دعا البيان للترحيب بدعوة غسان سلامة في إحاطته الأخيرة لعقد المؤتمر الوطني الجامع مطلع 2019 واغتنامه من أجل التخلي عن استخدام القوة واعتماد جدول زمني لتحقيق تقدم في توحيد المؤسسات.

وطالب بالتعهد بدعم نتائج الملتقى الوطني وبممارسة الضغط على القادة المعنيين ومؤسساتهم من أجل تنفيذها دون تأخير، وكذلك التشديد على أن الملتقى الوطني لا ينبغي أن يكون مؤسسة جديدة ولا بديلا عن المؤسسات التشريعية الحالية.

وشدد البيان الختامي لمؤتمر باليرمو على أهمية إنجاز الإطار الدستوري والعملية الانتخابية في ربيع 2019، كما دعا إلى إعادة فتح أبواب التسجيل في اللوائح الانتخابية.

كما دعا إلى حث الليبيين على دعم مبدأ الشمولية الكاملة بما ينطوي على التمثيل في الملتقى الوطني.

وأكد البيان الدعم الكامل لخطة عمل المبعوث الأممي غسان سلامة ، إضافة إلى التأكيد على الالتزام القوي والقاطع بسيادة ليبيا واستقلالها ووحدتها الوطنية.

وحث على توطيد سيادة القانون في ليبيا مع ضمان أمن مواطنيها إزاء كافة التهديدات بما فيها الإرهاب.

وأضاف البيان أنه لا حل عسكريا في ليبيا، وأن الوضع السياسي والأمني الحالي في البلاد قابل للاستدامة، والاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد المتاح لإنجاز مسار شامل ودائم من أجل تحقيق الاستقرار الكامل.

ودعا إلى المتابعة عن كثب وتقييم تطبيق الالتزامات المتخذة في المؤتمر الدولي حول ليبيا.

ربما يعجبك أيضا