مارين لوبان.. خسارة بطعم الفوز

علاء بريك

ما الذي تعنيه خسارة مارين لوبان للسباق الرئاسي الفرنسي اليوم؟


وسط مخاوف أوروبية، ظهرت نتائج الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، لتعلن فوز إيمانويل ماكرون بولاية ثانية من حكم فرنسا.

وقد خسرت مرشحة اليمين المتطرف، مارين لوبان، السباق الرئاسي بفارق 15% تقريبًا، في حين رأى عدة خبراء أن هذه الخسارة بطعم الفوز لليمين المتطرف، فما السبب في ذلك؟

لأوروبا ما أرادت

في خطوة غير مسبوقة، نشرت صحيفة لوموند الفرنسية رسالةً كتبها مجموعة من قادة دول أوروبا، بينهم المستشار الألماني، أولاف شولتس، قبل الجولة الثانية من الانتخابات الفرنسية، حذّروا فيها الناخبين الفرنسيين من التصويت لمرشحة اليمين المتطرف، وقالوا إن الجولة الثانية من الانتخابات اليوم، ليست كسابقاتها، لأن أوروبا كلها تواجه خيارًا صعبًا بين الديمقراطية والحرية.

ولم يذكر القادة اسم لوبان صراحةً، لكن  المرشحة اليمينية تتمتع بعلاقات وطيدة مع النظام الروسي بحكم تمويله حزبها، مع أنها تنكر مثل هذا التمويل، بحسب ما نشرته وكالة الأناضول. وقد أتت نتائج الجولة الثانية لتزيح عن كاهل قادة الاتحاد الأوروبي ثقل الاختبار الفرنسي الذي دعاهم إلى التوجه لأول مرة إلى جمهور الناخبين مباشرةً.

ليس لماكرون شهر عسل

على الرغم من انتصار ماكرون في الانتخابات الرئاسية، فإنه قد كان الفارق بينه وبين لوبان نحو 15%، وقد أقر ماكرون بأن ناخبيه ليسوا بالضرورة من مؤيدي خطه السياسي، فقسم ممّن انتخبوه فعلوا ذلك لقطع الطريق على لوبان، كما نقلت وكالة رويترز. هكذا، سيكون على ماكرون مواجهة تحدي انقسام الشارع الفرنسي بين أقصى اليسار واليمين المتطرف، ما يجعل قدرة ماكرون على المناورة أضعف.

وأما التحدي الثاني فيتمثل في الملف الاقتصادي، فالبلاد تواجه ارتفاعًا في أسعار الوقود والطاقة والكهرباء، وأثارت استياءً شعبيًّا قابلًا للانفجار في أي لحظة، ليعيد لحظة “السترات الصفراء” التي كادت تطيح به، خلال ولايته الأولى. وأما ثالث التحديات فيرتبط بخطط ماكرون لإصلاح نظام التقاعد، فهو ينوي رفع سن التقاعد من 62 إلى 65، وهو ما يرفضه أغلب العاملين ويهددون بالنزول إلى الشارع.

لوبان.. خسارة بطعم الفوز

بين انتخابات 2017 و2022، قفزت نسبة المصوتين للوبان من 34% إلى 41%، ولم يحصل اليمين المتطرف قط على مثل هذا العدد من الأصوات. وقد وصفت شبكة أسوشيتد برس النتائج الأخيرة بأنها خسارة بطعم النصر لليمين المتطرف. ومن ناحية أخرى، كان اللافت في هذه الانتخابات تحقيق لوبان نتائج كاسحة في أقاليم فرنسا في البحار، مثل الغويان والمارتينيك وغوادالوب، فقد تجاوزت فيها جميعها نسبة 55%.

ولا يزال أمام لوبان فرصة للتنافس مرة أخرى على منصب الرئاسة بعد 5 سنوات، لكن إلى ذلك الحين قد تتغير أمور كثيرة، أما الثابت اليوم فإنّها قد نجحت، بعد سنوات من العمل السياسي، في ترويج حزبها وتحصيل قاعدة شعبية لم يحزها الحزب في تاريخه، وفي تعليق لأحد منتخبي لوبان، قال لأسوشيتد برس “نريد رئيسًا يعطي الأولوية لحياتنا اليومية، أي لرواتبنا وضرائبنا ومعاشاتنا التقاعدية”.

ربما يعجبك أيضا