مجلة «بوليتيكو» تحذّر: أوكرانيا تنزلق نحو الهزيمة

مجلة أمريكية: فشل الغرب في إرسال أسلحة إلى كييف يساعد بوتين على الانتصار

بسام عباس
جندي أوكراني يقود ناقلة جنود مدرعة بريطانية من طراز FV103 Spartan

نقلت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية عن مسؤولين أوكرانيين مخاوفهم من انهيار الخطوط الأمامية في أوكرانيا مع تراجع الدافعية القتالية للجنود والتطوع للقتال لدى الشباب في البلاد.

وكشفت المجلة عن تناقص أعداد الشباب الأوكرانيين الراغبين بالتطوّع في القتال وعن تفاديهم التجنيد، كما بيّنت تزايد أعداد الرجال في سن القتال الذين يغادرون البلاد.

هروب الشباب

أوضحت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية، أمس الأربعاء 17 أبريل 2024، أن الدافعية القتالية لدى الجنود الأوكرانيين تراجع في السنة الثالثة من الحرب، بسبب تراجع الدعم الغربي لأوكرانيا على عكس ما يزعمه المسؤولون الغربيون في تصريحاتهم الإعلامية.

وأضافت أن الأمر لا يقتصر على نفاد ذخيرة القوات الأوكرانية، وأن التأخير الغربي في إرسال المساعدات يعني أن البلاد تعاني من نقص خطير في شيء أصعب من القذائف، وهو الروح القتالية المطلوبة لتحقيق النصر، وأن الروح المعنوية بين القوات تدهورت بسبب القصف المتواصل، ونقص الأسلحة المتقدمة، والخسائر في ساحة المعركة.

GettyImages 1243307573

وذكرت أن جموع الشباب الذين اصطفوا للانضمام إلى الجيش في الأشهر الأولى من الحرب اختفت في المدن التي تبعد مئات الأميال عن الجبهة، وأن المجندين المحتملين المؤهلين يتفادون التجنيد ويقضون فترات بعد الظهر في النوادي الليلية بدلًا من ذلك، فيما غادر العديد منهم البلاد تمامًا.

بلد ينزلق نحو الكارثة

قالت المجلة إن الصورة التي ظهرت من عشرات المقابلات مع القادة السياسيين، وضباط الجيش، والمواطنين العاديين كانت صورة بلد ينزلق نحو الكارثة، وحتى عندما يقول الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، إن أوكرانيا تحاول إيجاد طريقة لعدم التراجع، فإن ضباط الجيش يقولون سرًّا إن المزيد من الخسائر أمر لا مفر منه هذا الصيف.

GettyImages 1459139872

وأضافت أنه في حرب بهذه الأهمية الحاسمة للعصر، فإن حجم الإجراءات التي اتخذها الزعماء الغربيون لمساعدة كييف كان أقل كثيرًا من لغة خطابهم المتصاعدة، وقد جعلت خيبة الأمل هذه الأوكرانيين من كافة الرتب من الجنود الذين يحفرون الخنادق إلى الوزراء الذين يديرون البلاد، يشعرون بالضجر والغضب.

وذكرت أنه في لقاءات مع المجلة، أقر الزعماء السياسيون بأن الروح العامة في البلاد تتدهور، ورغم محاولتهم البقاء متفائلين، إلا أن الإحباط تجاه الغرب كان واضحًا في كل لقاء، فيما تحدث العديد من كبار الضباط الأوكرانيين كاشفين عن توقعات قاتمة لاحتمال انهيار الخطوط الأمامية هذا الصيف عندما تشن روسيا هجومها.

GettyImages 1680798764

تبخر الحماسة

أفادت المجلة الأمريكية أن الأسوأ هو أن المسؤولين الأوكرانيين عبروا في جلسات خاصة عن مخاوفهم من إضعاف عزيمة البلاد، مع تقويض الروح المعنوية بين أفراد القوات المسلحة بسبب النقص الشديد في الإمدادات، بينما طالبوا بمزيد من الجنود المقاتلين، وأنهم بحاجة إلى 500 ألف جندي إضافي.

وأوضحت أن أوكرانيا لا تختلف عن الدول الأوروبية المجاورة لها، فاستطلاعات الرأي الأخيرة تشير إلى أن أعدادًا كبيرة منهم قد يرفضون التجنيد حتى لو تعرضت بلدانهم لهجوم، لكن أوكرانيا هي الدولة التي في حالة حرب الآن.

وأضافت أن ظاهرة التهرب من الخدمة العسكرية انتشرت، وتبخرت الاندفاعة المبكرة للحماسة الوطنية التي شهدت امتلاء مراكز التجنيد بالمتطوعين، وفر نحو 650 ألف رجل في سن القتال من بلادهم، ومعظمهم عن طريق الهروب عبر الحدود.

ربما يعجبك أيضا