مدير «سي آي إيه» في زيارة سرية لأوكرانيا.. ماذا تريد واشنطن من كييف؟

تريد واشنطن إطالة أمد الحرب حتى يُعاد انتخاب جو بايدن

آية سيد
مدير «سي آي إيه» في زيارة سرية لأوكرانيا.. ماذا تريد واشنطن من كييف؟

تهدف زيارة بيرنز إلى عقد اجتماعات طارئة وسرية مع زيلينسكي.. فهل تنجح سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا؟


كشف تقرير لصحيفة آسيا تايمز، أن مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي آي إيه)، ويليام بيرنز، سيصل، اليوم الأربعاء 15 نوفمبر 2023، إلى كييف.

وفي حين تهدف هذه الزيارة غير المعلنة إلى عقد اجتماعات طارئة وسرية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، حذر التقرير من أن بيرنز لا يفهم عواقب سياسة واشنطن تجاه أوكرانيا.

تعثر أوكراني

أشار التقرير إلى تفجر الوضع الداخلي في أوكرانيا، وانهيار نظام زيلينسكي، على خلفية الخسائر الفادحة التي تتكبدها أوكرانيا في حربها مع روسيا، ما يحتّم على كييف إما أن تجد طريقة لعقد اتفاق مع روسيا، أو تواجه تمردًا داخليًا.

ويمهد زيلينسكي الطريق لاعتقال القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوجني، وسيبدأ بإقالة 3 جنرالات مرتبطين به، وهم قائد القوات المشتركة، سيرجي نايف، وقائد المجموعة العملياتية الاستراتيجية (تافريا)، ألكسندر تارنافسكي، وقائدة القوات الطبية، تاتيانا أوستاشينكو.

مدير «سي آي إيه» في زيارة سرية لأوكرانيا.. ماذا تريد واشنطن من كييف؟

سيرجي نايف، وألكسندر تارنافسكي، وتاتيانا أوستاشينكو

الاستراتيجية الروسية

يتكون معظم الجيش الأوكراني الحالي من رجال مسنين، وبعض النساء، وصبية دون تدريب. وحسب التقرير، أصبحوا جثثًا تملأ الخنادق والحواجز أثناء محاولة صد الروس.

وتتمثل الاستراتيجية الروسية في استنزاف القوات المسلحة الأوكرانية وخلق أزمة سياسية في كييف. إلا أن الجهد الروسي أثمر عن نتائج قبل الموعد المحدد، في مفاجأة لموسكو وواشنطن على حد سواء. وأشار التقرير إلى اندلاع حرب داخلية في كييف بين زيلينسكي وعصابته من جانب، وقيادة الجيش الأوكراني.

وبينما أوضح الجنرال زالوجني لمجلة إيكونوميست البريطانية أن حرب أوكرانيا تحتاج إلى هدنة أو وقف إطلاق النار، لإتاحة الوقت لإعادة بناء الجيش وتزويده بأسلحة جديدة، يعارض زيلينسكي أي وقف للقتال ويريد أن يحتفظ جيشه بالأراضي الرئيسة، مثل أفديفكا، ويستعيد المدن المهمة، مثل باخموت.

أخطاء زيلينسكي

لا يملك الروس أي حافز لقبول وقف إطلاق النار أو أي حل مؤقت من شأنه السماح لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي تعتبره موسكو تهديدًا، بالبقاء في أوكرانيا.

ولفت تقرير آسيا تايمز إلى أن أحد الأخطاء الرئيسة التي ارتكبها زيلينسكي ومدير الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، كيريلو بودانوف، هو مهاجمة الأراضي الروسية، وتفجير البنية التحتية الحيوية، وتدمير المطارات، وإرسال مسيّرات انتحارية لضرب الكرملين.

مدير «سي آي إيه» في زيارة سرية لأوكرانيا.. ماذا تريد واشنطن من كييف؟

كيريلو بودانوف

وبينما كان ذلك مكلفًا لروسيا من ناحية الخسائر المادية، فإنه أوضح للقادة الروس حجم خطورة أوكرانيا على الأمن القومي الروسي. وهذه الهجمات جعلت من شبه المستحيل التوصل إلى تسوية مؤقتة بين أوكرانيا وروسيا، إلا إذا خرج الناتو ونُزع سلاح أوكرانيا، مثلما يطلب الروس.

نظام فاسد

إلى جانب إدارة عملية ديكتاتورية من كييف، يعتمد نجاح زيلينسكي على قاعدة من الفساد والسرقة، إذ يموّل دعمه عبر السماح للمسؤولين بسرقة ما يستطيعون الوصول إليه، ولهذا السبب يظلون مخلصين له.

لكن من حسن حظه، وفق التقرير، أن الولايات المتحدة وحلفاءها رفضوا وقف اختفاء أموال المساعدات الغربية. لكن الكونجرس الأمريكي يتعرض لضغط متزايد للمساءلة على الأموال والأسلحة المرسلة لأوكرانيا، وسيصبح من الصعب إرسال الأموال دون شروط تنص على إجراء عمليات تدقيق مستقلة.

وفي الوقت نفسه، معارضو زيلينسكي السياسيون على علم تام بالفساد في كييف، ويتحدثون في الأمر، ومن المرجح أن تصل تلك المعلومات إلى الكونجرس.

مصالح واشنطن

استبعد التقرير أن يقترح بيرنز على زيلينسكي التحدث إلى الروس أو حتى تغيير لهجته في طلب انسحاب القوات الروسية من أوكرانيا، لأن بيرنز لا يستطيع مخالفة سياسة واشنطن، التي تريد إطالة أمد حرب أوكرانيا حتى يُعاد انتخاب جو بايدن.

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي

وإضافة إلى هذا، تريد واشنطن دخول الناتو إلى أوكرانيا. وبينما تعلم الولايات المتحدة أنها لا تستطيع إدخال أوكرانيا في الحلف حتى تربح الحرب، قد تبدأ واشنطن، بعد إعادة انتخاب بايدن، إدخال قوات مقاتلة تابعة للناتو، وستبدأ بالقوات الجوية.

وهكذا، تريد واشنطن المخاطرة باستقرار الناتو واستمراره على المدى الطويل من أجل محاولة وضع قواعد في أوكرانيا. وأشار التقرير إلى أن توسع الناتو يأخذ مجراه، ما يغيّر طبيعته من حلف دفاعي إلى هجومي.

مخاطر الحرب

تُعد سياسة واشنطن ضربًا من الخيال، حسب التقرير، لأن حرب الناتو مع روسيا ستدمر أوروبا، كما أن الحلف ليس مستعدًا لهذه الحرب الآن، ولا حتى في الـ5 سنوات المقبلة. وأيضًا، ليس من الواضح إذا كانت سياسة واشنطن تحظى بدعم من الدول الأعضاء.

وعلى الأرجح، لا تريد روسيا حربًا في أوروبا، لأن صراعًا بهذا الحجم قد ينطوي على استخدام أسلحة نووية تكتيكية. وحسب الجدول الزمني لواشنطن، ستتعرض روسيا للضغط كي تُنهي حرب أوكرانيا في غضون عام، ما قد يدفعها إلى تركيز هجماتها على كييف، أو المدن الأوكرانية المهمة.

ربما يعجبك أيضا