مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

إسرائيل تكرر أخطاء 11 سبتمبر وإفريقيا تتأثر بأزمة البحر الأحمر.. موجز لأهم ما تناولته مراكز الأبحاث

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات قرار انسحاب 3 دول من إيكواس، وتكرار إسرائيل لأخطاء 11 سبتمبر، وأهمية دعم أوروبا لمنظمة الأونروا، وتأثير أزمة البحر الأحمر في إفريقيا، وتصدير إيران للسلاح.


في 28 يناير 2024، أعلنت مالي والنيجر وبوركينا فاسو الانسحاب من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس).

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نسلط الضوء على تداعيات ذلك القرار، وتكرار إسرائيل لأخطاء 11 سبتمبر، وأهمية دعم أوروبا لمنظمة الأونروا، وتأثير أزمة البحر الأحمر في إفريقيا، وتصدير إيران للسلاح.

تداعيات انقسام إيكواس

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

في تحليل نشره مجلس العلاقات الخارجية، أشار الباحثان إيبينزر أوباداري، ورينا باتل، إلى أن انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر لا يبشر بالخير لعلاقاتهم مع الدول الأخرى في إيكواس، ويمثل آخر تصعيد في الخلاف المتنامي منذ سلسلة الانقلابات العسكرية التي اجتاحت الدول الـ3 في الفترة بين 2020 و2023.

ورجح الباحثان أن هذه الخطوة ستعمق العداء بين الدول الـ3 والدول الغربية، التي شهدت تراجع نفوذها وسط بحث دول منطقة الساحل عن بدائل دبلوماسية. وستصبح روسيا المستفيد الأكبر، عبر مرتزقة فاجنر. وتوقعا أن تستغل موسكو الخلاف عبر تقديم الأمن وأشكال الدعم الأخرى لهذه الدول.

ويحمل الانسحاب من إيكواس تداعيات على الديمقراطية في الدول الـ3، إذ أنه يعفيها من التزاماتها تجاه المنظمة ومن مطلب الانتقال إلى الحكم المدني. ويظل من الأصعب قياس التداعيات الأمنية، لأن الدول الـ3 تصارع مع التمرد منذ عقود، ولم تحقق بعثات حفظ السلام الأممية الاستقرار حتى الآن.

إسرائيل تكرر أخطاء 11 سبتمبر

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة ولاية أوهايو، جون مولر، إلى أن إسرائيل، في ردها على هجوم حماس، لم تلتفت إلى التحذيرات الأمريكية بألا تكرر أخطائها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، التي شملت المبالغة في الأهمية الاستراتيجية للحدث وقدرات مرتكبيه، والرد بطريقة غاضبة سببت ضررًا أكبر بكثير من الحدث نفسه وخلقت أعداءً أكثر من السابق.

وفي التحليل المنشور بموقع ريسبونسيبل ستيت كرافت، لفت مولر إلى أن إسرائيل كانت تحظى بالتعاطف العالمي، لكنه تراجع وسط انخراطها في جهد مدمر واسع النطاق لـ”القضاء على” جماعة ذات قدرات محدودة، ما أسفر عن وفيات مدنية أكثر بـ20 مرة من الهجوم على إسرائيل.

وهذا أدى إلى زيادة دعم الفلسطينيين لحماس، واحتشاد الحكومات العربية وراء القضية الفلسطينية. واستشهد الباحث بتعبير وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، عندما قال: “عندما تدفع المدنيين إلى أحضان العدو، فأنت تحول الانتصار التكتيكي إلى هزيمة استراتيجية”.

ولفت مولر إلى أن رد الفعل الإسرائيلي المبالغ به قد يؤدي إلى خلق جيل من المقاتلين العازمين على الانتقام من إسرائيل. وهذا يجعل رد الفعل الإسرائيلي غير أخلاقي إلى حد ما، كما يزعم الكثيرون، وقد يثبت أيضًا أنه أحمق بشدة.

أهمية دعم الأوروبيين للأونروا

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

وصف الزميل بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، هيو لوفات، قرار عدد من الحكومات الأوروبية تجميد تمويل الأونروا بأنه غير متكافئ ويتسم بقصر النظر الاستراتيجي، محذرًا أن هذا القرار يخاطر بمفاقمة المعاناة الإنسانية وتقويض أهداف المنظمة المتعلقة بإرساء الاستقرار الإقليمي.

وأوضح لوفات أن الأونروا تقدم التعليم، والرعاية الصحية، وغيرها من الخدمات الحيوية لـ5.6 ملايين لاجئ فلسطيني تقريبًا، في غزة، والضفة الغربية، والأردن، ولبنان وسوريا، لافتًا إلى أن قطع عمليات المنظمة الأممية يخاطر بإثارة احتجاجات واسعة النطاق وأعمال عنف في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وكذلك فإن قطع التمويل الأوروبي سيفاقم الاضطراب الداخلي في هذه الدول بطريقة تخاطر بالمزيد من التصعيد المرتبط بحرب غزة بين إسرائيل والجماعات المتحالفة مع إيران.

ووفق الباحث، سيتطلب تجنب الحرب الإقليمية الأوسع وقف إطلاق النار في غزة وظهور حكومة محلية ومستدامة هناك، والأونروا لديها دور مهم لتسهيل هذه النتيجة عبر المساعدة في توسيع نطاق توزيع المساعدات الحيوية، وتوفير الخدمات التي يحتاج إليها سكان غزة بشدة لحين العودة الكاملة للحكم الفلسطيني.

استراتيجية إيطاليا في إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

في أول قمة إيطالية إفريقية، في 29 يناير الماضي، طرحت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، استراتيجية روما الجديدة تجاه إفريقيا، المعروفة بـ”خطة ماتي“. وفي حين أن كبح الهجرة غير الشرعية أحد الأهداف النهائية لها، تهدف الاستراتيجية الجديدة أيضًا إلى تعزيز أوجه الترابط بين أوروبا وإفريقيا لتحقيق طموحاتهما الاقتصادية والصناعية.

وفي هذا السياق، عددت الزميلة بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مادلينا بروكوبيو، مزايا الخطة، التي تقدم إفريقيا كمنطقة مليئة بالفرص للشركات والمستثمرين، وتعترف أن إيطاليا لديها مصالح خاصة، وتناسب الخبرة الإيطالية، باستهدافها القطاعات حيث تحظى الشركات الإيطالية بمزايا تنافسية، وكذلك تقدم الأموال، عبر الإعلان عن إطلاق صندوق استثمار بنهاية 2024.

ورأت بروكوبيو أنه لضمان المصالح الاقتصادية لإيطاليا والمساهمة في إعادة تعريف العلاقات الأوروربية الإفريقية، من الضروري وجود استراتيجية أكثر تفصيلًا وأوسع نطاقًا، التي يجب أن تخلق صلات هادفة بين الأبعاد المحلية والخارجية للطموحات الاقتصادية والصناعية لإيطاليا، وتدرس الاندماج الصناعي الإفريقي، وتربط خطة ماتي بالخطط الأوروبية ذات الصلة، مثل البوابة العالمية.

كيف تتأثر إفريقيا بأزمة البحر الأحمر؟

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

نوّه الباحث بمعهد الدراسات الأمنية الإفريقي، ديفيد وليميا، إلى أن أزمة البحر الأحمر لها آثار بيئية واسعة النطاق على إفريقيا، نتيجة الهجمات على ناقلات النفط. وحذر أن التسرب النفطي في هذه المياه سيُسبب ضررًا شديدًا، مشيرًا إلى أن جهود التطهير ستكون مكلفة ومستهلكة للوقت في منطقة تفتقر إلى قدرات السلامة البحرية.

وحسب ويليما، يخلق الصراع مخاوف بشأن منطقة غرب المحيط الهندي، مع تحويل مسار المزيد من ناقلات النفط إلى طريق رأس الرجاء الصالح، ما يزيد احتمالية وقوع كارثة بيئية، ويستلزم إجراء تحديثات فورية للتوعية بالسلامة البحرية وقدرات الاستجابة للتسرب النفطي في غرب المحيط الهندي.

ويمكن أن تلعب إفريقيا دورًا في تخفيف خطر الكارثة البيئية، عبر دفع الجهود الدبلوماسية للمساعدة في حل الأزمة العسكرية، والتنفيذ الأفضل للوائح المنظمة البحرية الدولية للحد من التسرب النفطي، وصياغة منظمة “إيجاد” لاستراتيجيات للمنطقة، ومنح الاتحاد الإفريقي الأولوية للتهديدات البيئية التي تفرضها أزمة البحر الأحمر في رسائله الدبلوماسية.

إيران وتصدير السلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

مرصد مراكز الأبحاث| انقسام «إيكواس».. وأهمية دعم الأونروا.. وتصدير إيران للسلاح

أشار الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي، داني سيترينوفيتش، إلى أن إيران، في السنوات الأخيرة، ترفع وتيرة مبيعاتها من الطائرات المسيّرة إلى مناطق مختلفة حول العالم، مثل إثيوبيا وبوليفيا وفنزويلا وروسيا.

وفي ظل اهتمام المزيد من الدول بشراء هذه القدرات، فإن إيران في طريقها لتصبح مُصدِّرًا رائدًا للأسلحة عالميًا. وإلى جانب ملايين الدولارات التي تجنيها طهران من هذه الصفقات، فإنها تعزز وجودها السياسي في تلك الدول، التي تصبح معتمدة على إيران ومنتجاتها.

ووفق الباحث، تمتلك إيران مزايا كبيرة مقارنة بدول مثل بريطانيا وأمريكا وإسرائيل، التي تُصدِّر قدرات مماثلة. هذا لأن المسيّرات والقدرات الإيرانية أرخص من منافساتها الغربية، وإيران لا تفرض قيودًا سياسية أو قانونية على بيعها، كما أن منتجاتها أثبتت نفسها في ميدان المعركة في عدة مناطق.

ولمنع طهران من أن تصبح مُصدِّرًا رائدًا للسلاح، قال سيترينوفيتش إنه يجب على إدارة جو بايدن أن تزيد الضغط على صناعة المسيّرات الإيرانية عبر فرض المزيد من العقوبات، والتفكير في كيفية تسهيل وتسريع بيع القدرات الأمريكية كي تمنع تسلل الأسلحة الإيرانية للبلاد المختلفة، ووضع خطة لتقويض مصداقية فاعلية المسيّرات الإيرانية.

ربما يعجبك أيضا