مرصد مراكز الأبحاث| تداعيات انقلاب النيجر.. وتعاون إيران وإفريقيا.. وحرب المُسيّرات

آية سيد
مرصد مراكز الأبحاث

يستعرض مرصد مراكز الأبحاث تداعيات التدخل العسكري في النيجر على غرب إفريقيا، وسياسة إيران في القارة، وحرب المُسيّرات بين روسيا وأوكرانيا.


تتجه أنظار العالم إلى النيجر بعد انتهاء المهلة، التي حددتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) لإعادة الرئيس، محمد بازوم، إلى منصبه.

وفي مرصد مراكز الأبحاث، نستعرض تداعيات التدخل العسكري في النيجر على غرب إفريقيا، وسياسة إيران في القارة، وحرب المُسيّرات بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب نتائج القمة الروسية الإفريقية، وانسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق الصينية.

مخاطر الحرب في غرب إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث

رأى الباحث بمعهد هدسون، جيمس بارنت، أن التدخل العسكري في النيجر سيكون محفوفًا بالمخاطر. وقال إنه من المستبعد أن يحظى بازوم بنفس القدر من الشرعية، إذا عاد إلى السلطة بالقوة، لافتًا إلى أن تدخل «إيكواس» قد يأتي بنتيجة عكسية.

وأوضح الباحث أنه إذا حشد المجلس العسكري الشعب وسلح الميليشيات المدنية، قد يتحول التدخل إلى عملية مكافحة تمرد متعددة الأوجه، لن تكون إيكواس مستعدة للتعامل معها. وكذلك فإن التدخل ينبغي أن يُقلق المجلس العسكري في النيجر، لأنه يملك خيارات محدودة للحصول على دعم خارجي.

وحسب الباحث، ينبغي أن تسعى واشنطن وإيكواس لإيجاد تسوية مقبولة تمنع الحرب الأوسع. وستحتاج تلك التسوية إلى إقناع أفراد المجلس العسكري بأنهم لا يواجهون تهديدًا وجوديًّا. ومنح إيكواس مدخلًا حافظًا لماء الوجه، لإجراء المزيد من المحادثات والتوصل لاتفاق سياسي.

ورأى بارنت أنه يتعين على واشنطن مواصلة الضغط لأجل نتيجتها المفضلة، مع الاستعداد لسيناريوهين أقل تفضيلًا. الأول هو انتصار المجلس العسكري وإثبات أن تهديدات إيكواس فارغة، والثاني هو التدخل العسكري الذي يخاطر بإعادة غرب إفريقيا إلى حقبة التسعينات، التي شهدت معارك بالوكالة وحروبًا أهلية.

اقرأ أيضًا| انقلاب النيجر يكشف فشل سياسة الغرب في الساحل الإفريقي

المنافسة الجيوسياسية في غرب إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث

نشر المجلس الأطلسي تحليلًا للزميلة بمركز إفريقيا، راما ياد، رأت فيه أن انقلاب النيجر، والانقلابات الأخرى التي حدثت في غرب إفريقيا، تعكس التغييرات الجيوسياسية الجارية، وحاجة حكومات تلك المنطقة إلى دعم أفضل من الشركاء والحلفاء وتجديد الشراكات العالمية.

وفي ظل التغييرات الجيوسياسية، شهدت النيجر الكثير من التحديات الداخلية، مثل الانقلابات والهجمات الإرهابية. ولفتت الباحثة إلى أن المشكلة تكمن في أن حكومات دول الساحل لا تملك مؤسسات قوية. وتسارع روسيا في تقديم الدعم للقيادات الانقلابية، مرسخة دورها كشريك لهذه الدول.

وعلى النقيض، يتمسك الغرب بالنماذج القديمة، التي تستغلها روسيا بسهولة في استراتيجيتها للمعلومات المضللة. إلا أن موسكو بدأت تبدو ضعيفة على الساحة العالمية، خاصة بعد تمرد فاجنر وتعليق اتفاقية الحبوب. وهكذا تظل إفريقيا تحديًا لروسيا أيضًا.

اقرأ أيضًا| صراع غربي روسي.. المستفيدون والخاسرون من انقلاب النيجر

سياسة إيران في إفريقيا

مرصد مراكز الأبحاث

استعرض الباحث، أمين نائيني، ملامح سياسة إيران في إفريقيا. وقال إن القيادة الحالية اتجهت إلى ترسيخ النهج غير الغربي في سياستها الخارجية، ما أدى إلى تنشيط جهودها لمنح الأولوية للعلاقات مع إفريقيا. وظهر هذا في زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى إفريقيا، والزيادة الملحوظة في التجارة مع القارة.

وفي تحليل نشره معهد الشرق الأوسط، قال نائيني إن المشاركة المستدامة مع إفريقيا تعزز معتقد الحكومة الإيرانية بأنه يمكن تجنب الضغط الغربي، وأنه يمكن انتهاج سياسة خارجية مناهضة للغرب، دون مواجهة عواقب وخيمة. ولهذا، يبدو من المرجح أن تستمر طهران في تعزيز علاقاتها مع الدول الإفريقية.

ووفق الباحث، يكمن المحدِد الحاسم لمصير هذا النهج في القرارات التي تتخذها واشنطن. فسياسة الرئيس جو بايدن تجاه إيران خلقت بيئة تسمح لها بتجاهل الضغط ومحاولة توسيع العلاقات مع الدول غير الغربية. وهكذا فإن التحدي الأساسي لواشنطن يتمثل في تغيير التصور الراسخ لدى القيادة الإيرانية، بأن بايدن لا يملك خطة بديلة.

اقرأ أيضًا| تعطيل جولة الرئيس الإيراني في إفريقيا.. ما السبب؟

حرب المُسيّرات

مرصد مراكز الأبحاث

أشار الكولونيل الأمريكي المتقاعد ورئيس الأبحاث ببرنامج أوراسيا في معهد أبحاث السياسة الخارجية، روبرت هاميلتون، إلى أن الهجمات الأخيرة التي تعرضت لها موسكو، تمثل استمرارًا لحملة المُسيّرات التي تشنها أوكرانيا، التي بلغت هذا العام 120 هجومًا على الأقل، ضد أهداف في روسيا والمناطق التي تسيطر عليها في أوكرانيا.

وفي حين تستخدم أوكرانيا وروسيا المُسيّرات بنحو موسّع، لفت هاميلتون إلى وجود اختلافين مهمين بين حملتيهما. الأول هو أن حملة أوكرانيا محدودة وتمييزية أكثر، وكل أهدافها حتى الآن منشآت عسكرية وحكومية، على عكس روسيا التي تضرب أهدافًا مدنية.

والاختلاف الثاني، هو أن أوكرانيا تصنع مُسيّراتها، في حين تستورد روسيا المُسيّرات من إيران. وفي حين توقع زيادة استخدام المُسيّرات، استبعد الباحث أن تكون حاسمة لأي من الطرفين، ورأى أن تأثيرها في كيفية انتهاء الحرب سيكون هامشيًّا، مرجحًا أن تنتهي الحرب بتسوية متفاوض عليها.

اقرأ أيضًا| ما أبعاد حرب الموانئ بين روسيا وأوكرانيا؟ خبير استراتيجي يوضح لـ«رؤية»

نتائج القمة الروسية الإفريقية

مرصد مراكز الأبحاث

نشرت مؤسسة تشاتام هاوس تحليلًا لمدير برنامج إفريقيا، أليكس فاينز، ونائبة مدير البرنامج، تيغيستي أماري، لفتا فيه إلى أن القمة الروسية الإفريقية لم تحقق النتائج الملموسة، التي توقعها القادة الأفارقة، وستجعلهم يستنتجون أن روسيا عاجزة عن تقديم ما يحتاجون إليه.

وحضر القمة 17 رئيس دولة فقط، من أصل 49 دولة إفريقية أرسلت وفودًا إلى روسيا. وكانت القضية الرئيسة للقادة الأفارقة هي تأثير الحرب الروسية الأوكرانية في اقتصادات القارة، خاصة أسعار الغذاء، بعد انسحاب الرئيس فلاديمير بوتين من اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، ما أثار استياء الكثير من القادة الأفارقة.

وفي القمة، أعلن بوتين أنه سيمنح أطنانًا من الحبوب المجانية لـ6 دول إفريقية، وأنه سيوزع الأسمدة المخزنة في موانئ البلطيق. لكن الكثير من القادة الأفارقة أعربوا عن الحاجة إلى تمديد اتفاق الحبوب.

وفي مؤتمر صحفي بعد القمة، ذكر بوتين أن مبادرة السلام التي قدمها القادة الأفارقة ليس لها علاقة باتفاق الحبوب. لكن الحضور المنخفض للقادة الأفارقة والحديث المباشر عن الحاجة إلى السلام واتفاق الحبوب سيرسل إشارة واضحة إلى موسكو. وفق الباحثين.

اقرأ أيضًا| القمة الروسية الإفريقية.. هل توفر موسكو بديلًا لاتفاق الحبوب؟

انسحاب إيطاليا من «الحزام والطريق»

مرصد مراكز الأبحاث

أشار الزميل بمجلس العلاقات الخارجية، ديفيد ساكس، إلى أن انسحاب إيطاليا من مبادرة الحزام والطريق مدفوع بالواقع الجيوسياسي الذي يواجه أوروبا أكثر من الاعتبارات الاقتصادية، لافتًا إلى أن انسحاب روما من المبادرة سيعكس تقاربًا متناميًّا عبر الأطلسي بشأن التحدي الذي تشكله الصين.

ويشكل انسحاب إيطاليا ضربة أخرى لمبادرة الحزام والطريق، التي تقلصت في الوقت الذي تكافح البلدان المستفيدة مع ضائقة الديون، وتسعى البنوك الصينية لتقليل تعرضها للقروض المحفوفة بالمخاطر، وتصارع بكين مع التحديات الاقتصادية الداخلية المتصاعدة.

ووفق الباحث، الحرب الروسية الأوكرانية، واصطفاف بكين مع موسكو، أعاد الجيوسياسة إلى الواجهة وجعل الدول الأوروبية أكثر تشككًا في نوايا الصين. وأوضحت خطط بوتين لحضور منتدى الحزام والطريق المقبل في بكين الطبيعة الجيوسياسية للمبادرة.

اقرأ أيضًا| بعد لقاء بايدن وميلوني.. إيطاليا تخطط للخروج من الحزام والطريق

ربما يعجبك أيضا