مطالب وتحذيرات.. مصر تضع روشتة إنهاء الأزمة الليبية

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – بعثت مصر على لسان وزير خارجيتها سامح شكري، في المؤتمر الوزاري بشأن ليبيا، بالعديد من الرسائل بشأن الوضع الراهن، والمطالب الضرورية الواجب تنفيذها لإعادة ليبيا إلى سابق عهدها، محذرة من اضطرارها إلى التحرك لحماية مصالحها وأمنها القومي بالشكل الذي تراه كما صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقاعدة سيدي براني في 20 يونيو الماضي، مشيرة إلى أن أي حل سياسي حقيقي في ليبيا لا بد وأن يستند إلى رؤية وطنية وحصرية للشعب الليبي دون إملاءات أو ضغوط مغرضة من هنا أو هناك.

“رؤية مصر”

وزير الخارجية المصري، سامح شكري أكد أنه خلال السنوات الماضية، زادت معاناة الليبيين بشكل غير مسبوق حيث تتفاقم يوماً بعد يوم مشكلات جمة على صعيد توافر الاحتياجات والخدمات الأساسية، فضلاً عن هدرّ واستنزاف ثروات الليبيين، وغيابّ الأمن في ظل سيطرة الجماعات المسلحة على بعض المناطق وانتشار الجماعات الإرهابية والمرتزقة والقوات الأجنبية في بقاع من ليبيا.. وقد آن الأوان لأن تتعافى ليبيا بعد مشقة طالت وثقُلت.

وشدد، في بيان عبر صفحة وزارة الخارجية بـ”فيس بوك”، على أن مصر لم تتوقف منذ اندلاع الأزمة الليبية عن التحرك الدؤوب والمخلص في كافة الاتجاهات مرتكزة فى ذلك على علاقات تاريخية وروابط شعبية ومصير مشترك مع أشقائنا الليبيين، منوهًا بأنها دعمت كل جهد جاد لإعادة الأمن والاستقرار في ليبيا بدايةً من جهود الأمم المتحدة فى الصخيرات وصولاً إلى مؤتمر برلين.

وتابع: “لم تنقطع اتصالات مصر مع كافة الأطراف الليبية لتقريب الرؤى.. ولم يكن (إعلان القاهرة) الصادر في السادس من يونيو الماضي إلا بناءً على المرجعيات المُجمع عليها دولياً، وقد جاء هذا الإعلان في وقت بالغ الحساسية بهدف حقن الدماء وتمهيداً لما نحن اليوم على مشارفه من حل سياسي برعاية الأمم المتحدة”.

وبين أن مصر كثَفت منذ ذلك التاريخ من جهودها واتصالاتها.. فاستضافت ممثلي القبائل الليبية من كافة المناطق للتأكيد على أن أحداً لا يمكن أن يقرر لليبيا مصيرها سوى أهلها.. ثم استضافت وفداً من الغرب الليبي ضم أعضاء من مجلسي النواب والدولة للتأكيد مجدداً على أن مصر هي وجهة كل الليبيين.. ثم استقبلت القاهرة كلاً من المستشار عقيلة صالح رئيس مجلس النواب، والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي، لتشجيعهما على التعاطي بكل روح إيجابية وبناءة مع جهود الأمم المتحدة الرامية لتثبيت وقف إطلاق النار والتوصل لحل سياسي وعلى التنسيق فيما بينهما بشكل أفضل.

ولفت إلى احتضان مدينة الغردقة أول اجتماع ينعقد منذ فترة طويلة بين وفدين ممثلين للجيش الوطني ولحكومة الوفاق لبناء الثقة بينهما دعماً لجهود بعثة الأمم المتحدة في ليبيا لاستئناف اجتماعات اللجنة العسكرية المشتركة 5 5 التي نشأت بالبناء على مقررات مؤتمر برلين.. وما اجتماعنا اليوم إلا للتأكيد على التمسك بهذه المقررات لترجمتها إلى واقع ملموس.

“فرصة مثالية”

وزير الخارجية المصري، نبه إلى أن الفرصة الآن مثالية من أجل التوصل إلى تسوية سياسية تراعي كافة الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية للأزمة الليبية، مع الأخذ في الاعتبار التوزيع العادل للسلطة والثروة، وإنهاء أية تدخلات خارجية تقضي على تواجد الإرهابيين والمرتزقة والقوات الأجنبية على الأراضي الليبية.

وشدد على أن الاجتماع يتحتم عليه إرسال رسالة واضحة لا لبس فيها بأنّ المجتمع الدولي جاد في إنهاء الأزمة الليبية وفق إرادة ورؤية الليبيين، مكملا: “لا مصلحة لأحد في أن تتحول ليبيا إلى بلد تتخطفه الأزمات وتمزقه الصراعات وأن تتحول إلى بلد مصدّر للتهديدات الإرهابية والهجرة غير الشرعية، ولا مصلحة لكافة الأطراف الليبية في أن يطول أمد الصراع أكثر من ذلك فتستّمر معاناتهم ويستمر معها استنــزاف ثرواتهم التي ينبغي أن يتم توجيههــا لبنــاء ليبيـا ولخيـر شعبها”.

“مطالب وتحذيرات”

وطالب وزير الخارجية بأن إرادة الدول في إنفاذ توصيات وخلاصات برلين، جميعها دون استثناء، في إجراءات فعلية ملموسة لدفع الأطراف الليبية لاحترام ما التزم به الجميع في برلين وفي مجلس الأمن سواء تعلق ذلك بوقف إطلاق النار أو بحظر استيراد السلاح من جانب، أو بتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها ومكافحة التنظيمات الإرهابية من جانب آخر بما يقتضيه ذلك من وقف فوري لجلب الإرهابيين من سوريا إلى ليبيا وخروج كافة القوات الأجنبية من ليبيا.

ونبه الوزير بأن المطالب هي التزامات قطعها الليبيون والمجتمع الدولي على أنفسهم دون أن وجود أثر فعلي لها على الأرض، أو مواقف رادعة لمن يخالفها، مستطردا: “كلي أمل ألا تصل مصر إلى مرحلة تضطر فيها إلى حماية مصالحها وأمنها القومي بالشكل الذي تراه كما صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بقاعدة سيدي براني في 20 يونيو الماضي، ومن هنا تواصل مصر جهودها عبر اتصالات مع الأشقاء الليبيين ومن خلال التنسيق الكامل مع الأمم المتحدة والمجتمع الدولي حتى يعود الأمن والاستقرار إلى كافة ربوع ليبيا.”

ربما يعجبك أيضا