مظاهرات وغضب شعبي في الصومال.. هل يلحق فرماجو بـ”البشير”؟

محمود طلعت

رؤية – محمود طلعت

شهدت العاصمة الصومالية مقديشو احتجاجات شعبية غاضبة جابت بعض الشوارع الرئيسة في العاصمة إثر مقتل سائق عربة “توك توك” وخاله المرافق له لدى محاولته عبور نقطة تفتيش على يد شرطي.

وأشعل المتظاهرون الغاضبون النار في إطارات السيارات في بعض شوارع العاصمة مقديشو احتجاجا على اعتداءات القوات الحكومية المستمرة على سائقي عربات التوك توك الذين قتل الكثير منهم خلال الأشهر القليلة الماضية دون اتخاذ الحكومة الصومالية أي إجراءات لمحاسبة المسئولين عن قتلهم.

عنف الشرطة ضد المتظاهريـن

على الرغم من أن الاحتجاجات قد صاحبها بعض أعمال الشغب إلا أنها لم تكن ترقى إلى  مستوى يستدعي القلق أو حصول انفلات أمني في العاصمة، ومع ذلك استخدمت الشرطة الذخائر الحية ضد المتظاهرين العزل مما أدى إلى مقتل مدنيين في بعض الأماكن حسبما أفادت الصحافة المحلية.

وبحسب الإحصائيات، قُتل أكثر من 9 أشخاص وأصيب ما يزيد على 20 مدنيا، بعد اشتباكات اندلعت في العاصمة بين قوات الشرطة والمدنيين المحتجين على مقتل سائق توك توك على يد عناصر الشرطة.

الناشط الحقوقي ديني محمد ديني، قال: إن 90 من سائقي عربات التوك توك قتلوا خلال عامين في العاصمة الصومالية مقديشو، معربا عن قلقه حيال الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها المواطنون وخاصة سائقو عربات التوك توك على يد جنود من قوات الأمن.

وأوضح ديني أن “الإفلات من العقاب” أمر شائع، منوها بأنه لم يتم محاكمة واحد من الجناة المتورطين في حوادث مقتل سائقي عربات التوك توك في مقديشو، رغم ازدياد عدد ضحايا هذه الجرائم.

المعارضة تندد بـ “قمع الشرطة”

السياسي المعارض عبدالرحمن عبدالشكور، شدد على أن الشرطة فشلت في التعامل مع المتظاهرين وتحولت إلى “جهاز قمعي”، مؤكدا أن حكومة فرماجو مسؤولة عن أحداث العنف التي جرت في مقديشو.

وبحسب عبدالشكور فإن فرماجو عين أشخاصا غير أكفاء في مناصب حساسة، خاصة قائد الشرطة الحالي المتورط في جرائم تصفية السياسيين، وتم منحه صلاحيات لقمع المدنيين، وسط مطالب بعزله وتقديمه للمحاكمة وتعويض المتضررين.

وتزايدت مطالب بالقبض على جميع الشرطيين المتورطين في قتل المدنيين وتقديمهم للمحاكمة، وإعادة تأهيل القوات، خاصة بعض عناصر الميليشيات السابقة قبل دمجهم في أوقات سابقة في الجيش والشرطة.

من جانبه، قال الباحث الصومالي سعيد ناجدي يماني: إن حكومة فرماجو اتخذت إجراءات قاسية بحق سائقي التوك توك، ومنعتهم من عبور بعض الشوارع، ما تسبب في أضرار اقتصادية لهم.

وشدد يماني على أن شباب صوماليين كثر باتوا يعتمدون على هذه الوسيلة لكسب الرزق؛ بسبب البطالة، موضحا أن حوادث القتل التي تعرضوا لها على يد عناصر تابعة للشرطة وعدم خضوع المتورطين للمحاسبة، وراء تصاعد الغضب الشعبي.

كيف رد الرئيس على التظاهرات؟

استهل الرئيس فرماجو الذي كان يستشيظ غضبا كلامه بوصف ما جرى بأنه شيء قبيح تجاوزه الشعب الصومالي، وراح يمتدح القوات المسلحة الصومالية التي تم تدريبها حسب الرئيس للرحمة والشفقة على الشعب وكأنه يمهد لتبرير قتل الأبرياء العزل مع أنه قدم تعازيه لذوى الضحايا.

وكان يبدو من ردة فعل الرئيس أنه كان ممتعضا ويمكن ملاحظة ذلك من خلال وصفه لما جرى من الاحتجاجات بأنها أعمال غير قانونية الهدف منها إشاعة الفوضى والإرهاب وبث الرعب في نفوس المواطنين، وأن عناصر من حركة الشباب انضمت أو اندست في صفوف المحتجين.

ووصف الاحتجاج بأنه دعم للإرهابيين حسب تعبيره، وفي معرض حديثه عن حرق إطارات السيارات من قبل بعض المتظاهرين قال: “إن حرق الإطارات يعني وجود حكومة ديكتاتورية ونحن لسنا كذلك”.

وأضاف “نحن جئنا برغبتكم وأنتم تعرفون كيف رحبتم بنا عند انتخابنا ولا زلتم تحبوننا، والسبب أن الحكومة التي انا رئيسها حكومة جيدة لها أمانة”.

مطالبات بتنحي الرئيس فرماجو

رفع المحتجون شعارات تطالب بتنحي الرئيس فرماجو “فورا”، ومحاسبة المسؤولين والجناة. فيما كشفت مصادر أمنية خاصة أن توجيهات صدرت من جهات عليا طلبت من الشرطة قمع الاحتجاجات بالرصاص.

وحذر مراقبون صوماليون، من اتساع دائرة المظاهرات التي تشهدها العاصمة مقديشو، وسط ارتفاع مستوى الاحتجاجات الشعبية المطالبة بتنحي الرئيس محمد عبدالله فرماجو.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، تجددت دعوات المطالبة باستقالة وتنحي فرماجو من منصبه؛ لفشل حكومته في حفظ الأمن وارتفاع الاعتداءات على المدنيين في شوارع العاصمة مقديشو.

وعبر صوماليون عن خيبة أملهم من قيام وحدات الشرطة الحكومية بالاعتداء على سائقي التوك توك والتهاون في محاربة حركة الشباب الإرهابية، واندلاع مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين في أحياء بمقديشو.

ربما يعجبك أيضا