معارك إثيوبيا.. أديس أبابا على حافة الهاوية

أسماء حمدي
الحرب في إثيوبيا

كتبت – أسماء حمدي

مع اقتراب الصراع المستمر منذ عام من العاصمة أديس أبابا، تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، بقيادة قوات بلاده «على جبهة القتال»، وهي الخطوة الدراماتيكية الأخيرة للحائز على جائزة نوبل للسلام في الحرب المدمرة مع الجماعات المتمردة.

آبي يتوجه إلى جبهة القتال

قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي في بيان نشر عبر تويتر في ساعة متأخرة من، مساء أمس (الإثنين): «ابتداء من الغد سأحشد للجبهة لقيادة قوات الدفاع، أولئك الذين يريدون أن يكونوا من بين أبناء إثيوبيا الذين سيشيد بهم التاريخ، انتفضوا من أجل بلدكم اليوم، دعونا نلتقي في المقدمة، الحقوا بنا على الجبهة».

يأتي ذلك بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم لمناقشة الحرب، وصرح وزير الدفاع لوسائل إعلام محلية بعد الاجتماع أن قوات الأمن ستبدأ في «إجراء مختلف» بشأن الصراع.

جاء بيان آبي أحمد في الوقت الذي واصلت جبهة تحرير تيجراي الشعبية الضغط نحو أديس أبابا، مدعية السيطرة على بلدة شيوا روبت، على بعد 220 كيلومترًا فقط شمال شرق العاصمة عن طريق البر.

كما رجحت وسائل إعلام، سقوط مدينة دبربرهان الإثيوبية أمام قوات جبهة تحرير تيجراي خلال الساعات المقبلة، وقالت صفحة «تيجراي بالعربي» على «تويتر» إن مدينة دبربرهان أصبحت قاب قوسين أو أدنى من السقوط بعد تقدم القوات المتحالفة على أربعة محاور.

وأشارت إلى أنه في الجبهة الخامسة المتجهة غربا، سوف تلتقي قوات تيجراي قريبا بأكبر جبهة لقوات جبهة «تحرير أورومو» المتمركزة في غرب العاصمة أديس أبابا.

وتبعد مدينة دبربرهان عن العاصمة الإثوبية أديس أبابا 130 كيلومترا فقط.

نبرة تحد

جاء إعلان آبي أحمد المذهل في الوقت الذي ادعت فيه قوات المتمردين أنها تتقدم على أربع جبهات على الأقل، باتجاه العاصمة أديس أبابا.

ونفت الحكومة الإثيوبية أن المتمردين، الذين يقودون قوات من المناطق التي دمرتها الحرب والمجاعة في تيجراي شمال البلاد  يحرزون تقدما.

لكن نبرة خطاب رئيس الوزراءالذي هاجم أعداء لم يسمهم في الداخل والخارج، اتسمت بالتحدي، وبالنسبة للبعض، باليأس.

وأعلنت حالة الطوارئ في البلاد بالفعل، وهناك تقارير تفيد بأن المتمردين على وشك قطع طريق الإمداد الرئيسي إلى العاصمة.

على حافة الهاوية 

يرى الكاتب لوران لارشيه في مقال نشرته صحيفة لاكروا الفرنسية، أن آبي أحمد الحاصل على جائزة نوبل للسلام تقديرا لجهوده في تحقيق السلام والتعاون الدولي، أصاب المجتمع الدولي بخيبة أمل كبيرة بعد التطورات الأمنية التي تعيشها أثيوبيا، مضيفا أن آبي أحمد لن يتراجع في حربه ضد التيجراي وهو أمر خطير لأنه سيؤدي بالبلاد إلى حرب دامية سيموت فيها الآلاف. 

من جانبها قالت عالمة الأنثروبولوجيا كاتيل موراند، إن ما يحدث غير مفهوم، حيث بدأ آبي أحمد بالفعل في إصلاحات لبدء مسار الديمقراطية في أثيوبيا، لكن حركة التحرر التي ألهمها انقلبت ضده.

يقول أحد مسؤولي مؤسسة مساعدات دولية، أن الحصار المفروض على منطقة تيجراي يمنع وصول المساعدات إلى المدنيين، وعجز الأطباء عن الوصول إلى ضحايا الحرب لإغاثتهم.

أزمة إنسانية

قتل عشرات الآلاف، في الحرب بين القوات الإثيوبية والقوات المتحالفة والمقاتلين من منطقة تيجراي، وتسبب الحصار الفعلي المفروض على تيجراي في أزمة إنسانية ومنع إيصال الإمدادات الطبية الأساسية.

وحذرت الولايات المتحدة ودول أخرى من أن ثاني أكبر دولة في إفريقيا من حيث عدد السكان يمكن أن تتسبب بتصدع منطقة القرن الأفريقي بأكملها وزعزعة استقرارها.

وهددت واشنطن بفرض المزيد من العقوبات على أطراف متورطة في الحرب، إذا لم يتم إحراز تقدم نحو عملية التفاوض لإنهاء الصراع.

حصل أبي على جائزة نوبل للسلام في عام 2019 بعد أن وقع اتفاقًا لإنهاء ما يقرب من 20 عامًا من الجمود العسكري مع إريتريا بعد حرب الحدود 1998-2000.

لكنه أرسل في نوفمبر الماضي، قوات إلى منطقة تيجراي الواقعة في أقصى شمال إثيوبيا للإطاحة بجبهة تحرير تيجراي، قائلا إن هذه الخطوة جاءت ردا على هجمات الجبهة على معسكرات الجيش.

على الرغم من وعده بتحقيق نصر سريع، إلا أنه بحلول أواخر يونيو، أعادت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تجميع صفوفها واستعادت معظم أراضي تيجراي بما في ذلك عاصمتها ميكيلي، مما دفع الجيش الفيدرالي إلى الانسحاب إلى حد كبير من المنطقة.

ومنذ ذلك الحين، توغلت الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي في منطقتي عفار وأمهرة المجاورتين، وشكلت أيضًا تحالفًا مع مجموعات متمردة أخرى بما في ذلك جيش تحرير أورومو (OLA)، الذي ينشط في منطقة أوروميا المحيطة بأديس أبابا.

دفعت المخاوف من تقدم المتمردين في العاصمة العديد من البلدان بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لسحب الموظفين الدبلوماسيين غير الأساسيين، كما حثت هذه الدول مواطنيها على مغادرة إثيوبيا بينما لا تزال الرحلات التجارية متاحة.في غضون عام، انتقلت حكومة أبي من وصف الصراع بأنه «عملية لإنفاذ القانون» إلى «حرب وجودية».

ربما يعجبك أيضا