مع اقتراب زيارة بايدن.. استعداد إيراني لمعاودة المحادثات النووية

يوسف بنده

العودة إلى المحادثات النووية فرصة لإيران لدعم اقتصادها بعد رفع العقوبات، وفرصة لروسيا لتجاوز العقوبات الغربية عبر إيران.


أعلن منسق الخارجية الأوروبية جوزيف بوريل، ووزير الخارجية الإيراني حسين عبداللهيان، التوصل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات النووية في الأيام المقبلة.

الإعلان جاء بعد زيارة منسق الخارجية الأوروبية المفاجئة للعاصمة الإيرانية طهران، الجمعة 24 يونيو 2022، ترمي إلى إحياء محادثات الملف النووي المتعثرة منذ مارس الماضي.

العودة إلى اتفاق 2015

قبل زيارته كتب بوريل في تغريدة: “الدبلوماسية هي الوسيلة الوحيدة للعودة إلى التطبيق الكامل للاتفاق النووي وتجاوز التوترات الحالية”. وأتاح اتفاق 2015، الذي سمي بـ”خطة العمل الشاملة المشتركة”، رفع عقوبات فرضت على إيران مقابل تقييد أنشطتها وضمان سلمية برنامجها.

وتهدف المفاوضات المعلقة حاليًّا إلى إعادة واشنطن إلى الاتفاق ورفع عقوبات فرضتها على طهران بعد انسحابها في مقابل عودة الأخيرة إلى الامتثال لالتزاماتها النووية التي تراجعت عنها بعد الخطوة الأمريكية.

وأعلن عبداللهيان، يوم السبت، أن المحادثات غير المباشرة بين طهران وواشنطن لإحياء اتفاق 2015 النووي ستُستأنف قريبًا. وقال الوزير الإيراني: “نحن مستعدون لاستئناف المحادثات في الأيام المقبلة. ما يهم إيران هو الاستفادة الكاملة من المزايا الاقتصادية لاتفاق 2015″، مضيفًا أنه عقد “اجتماعًا مطولًا لكنه إيجابي” مع بوريل، حسب وكالة «ايسنا».

لقاء مع شمخاني

التقى بوريل مع مسؤول الأمن القومي الإيراني، علي شمخاني، الذي أوضح أن “إجراءات إيران الانتقامية في المجال النووي هي مجرد ردود قانونية تتسم بالعقلانية على الممارسات الأحادية الأمريكية والتقاعس الأوروبي وسوف تستمر طالما لم تتغير ممارسات الغرب غير القانونية”.

وقال بوريل: “نتوقع استئناف المحادثات في الأيام المقبلة، وأن نكسر حالة الجمود، مرت 3 شهور ونحن في حاجة إلى تسريع العمل، وأنا سعيد للغاية بالقرار الذي اتخذ في طهران وواشنطن”. وأضاف بوريل، خلال مؤتمر صحفي، إن “الهدف الأساسي لزيارته هو كسر الدينامية الحالية، أي دينامية التصعيد”، حسب موقع “صراط“.

FWHP3U7XgAMGkfC

انتظار رد إيران

أعلنت أمريكا، في وقت سابق الشهر الحالي، أنها تنتظر ردًّا إيرانيًّا بنّاء بشأن إحياء الاتفاق الذي قيّد برنامج طهران النووي، مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، دون الخوض في قضايا غير جوهرية. أي تراجع إيران عن مطالبتها برفع اسم الحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

وأبدت إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رغبتها في العودة إلى الاتفاق النووي، شرط امتثال طهران مجددًا لبنوده.

روسيا على الخط

يبدو أن روسيا باتت تدفع إيران إلى العودة إلى المحادثات النووية لرفع العقوبات عن طهران، فقد زار وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف، طهران، الخميس الماضي، وقال: “ركزنا على القضايا الاقتصادية وتطوير العلاقات الثنائية، وكذلك الخطوات غير الشرعية الأمريكية ضد روسيا وإيران”.

وموسكو التي كانت تتخوف من رفع العقوبات عن طهران، بما يؤدي إلى وصول النفط الإيراني إلى أوروبا، باتت تتشجع الآن إلى رفع هذه العقوبات، لأنها تراهن على إيران في مساعدتها على تخطي العقوبات الغربية. وقال لافروف: “إن موسكو تدعم بقدر كامل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والقوى الكبرى”.

زيارة بايدن

يأتي الإعلان عن الاستعداد للعودة إلى المحادثات النووية، قبيل زيارة بايدن للمنطقة، منتصف يوليو المقبل، فالملف النووي الإيراني أحد الموضوعات التي سيناقشها مع قادة الشرق الأوسط في إسرائيل والسعودية.

وهذه الزيارة تبدو كأنها استعداد للإجابة على سؤال: ماذا لو فشل التوصل إلى اتفاق مع إيران؟ خاصة أن واشنطن تدعم قيام تحالف أمني في المنطقة مع إسرائيل لمواجهة التهديدات الإيرانية.

كبح تقدم إيران

تأتي جهود العودة إلى المفاوضات النووية لكبح تقدم إيران النووي، فقد أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية لأعضائها، أن إيران قامت بتركيب سلسلة جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة IR 6 للقيام بمزيد من التخصيب في منشأة “فوردو” تحت الأرض.

وفي منشأة أخرى، تخصب إيران بالفعل اليورانيوم لدرجة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة قريبة من 90% اللازمة لصنع أسلحة، حسب وكالة “رويترز“.

ربما يعجبك أيضا