مكالمة بايدن وبوتين.. تحذيرات متبادلة وتلويح بالعقوبات

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

ملفات شائكة ترفع منسوب التوتر الروسي الأمريكي في الفترة الأخيرة، أبرزها التطورات في أوكرانيا. وفي محاولات للتهدئة اتصال جديد بين الرئيسين بوتين وبايدن، استبقه الرئيس الروسي بتأكيد قناعته بإمكان إجراء حوار فعال مع الولايات المتحدة اتصال سيمهد لقمة قال البيت الأبيض إنها ستبحث الملفات الأمنية بين الرئيسين الشهر المقبل.

جدير بالذكر أن روسيا تخضع لعقوبات اقتصادية على خلفية الملف الأوكراني وقمع المعارضة الداخلية، غير أن أيا من هذه التدابير لم تحمل الكرملين على تغيير سياسته، بل على العكس.

ملفات خلافية  متراكمة

بايدن وبوتين
بايدن وبوتين

تاريخيا لم تتوقف بوصلة الخلافات بين قطبي الحرب الباردة، روسيا وأمريكا، عن الدوران في أكثر من اتجاه. ملفات خلافية تراكمت في السنوات الأخيرة لتضع تلك العلاقة مجددا على فوهة بركان، أبرزها ضم روسيا لشبه جزيرة القرم، وبيع موسكو منظومة «إس 400» إلى تركيا وصولا إلى التحركات الروسية العسكرية على الحدود الأوكرانية.

لكن ذلك لا يمنع الحوار بين الجانبين قمة أخرى هي الثانية من نوعها خلال شهر جمعت الرئيسين الأمريكي والروسي تطرق خلالها الزعيمان إلى ملفات عدة أبرزها المحادثات الأمنية المرتقبة الشهر المقبل في جنيف قبيل مباحثات مماثلة مع حلف شمال الناتو.

من جهته، عبر الكرملين عن ارتياحه لنتائج المكالمة الهاتفية بين الزعيمين، وأوضح في بيانه، أن بوتين أبلغ نظيره الأمريكي، أن فرض عقوبات رئيسية على موسكو سيكون «خطأ جسيماً»، مشيراً إلى أن بايدن عبر عن قلق بلاده من الحشود الروسية على الحدود مع أوكرانيا.

بحسب الكرملين فإن اتصال بايدن بوتين بحث مسألة الضمانات الأمنية الروسية وبوتين أبلغ بايدن أن فرض عقوبات سيؤدي لعطل شامل في العلاقات. من بين العقوبات الأمريكية التي تلوح في الأفق، فصل روسيا تماما عن النظام الاقتصادي والمالي العالمي مع زيادة تسليح حلف الناتو.

تفضيل أمريكي للمسار الدبلوماسي

التوتر في أوكرانيا أحد الملفات الخلافية بين الجانبين الأكثر اشتعالا في الفترة الماضية. فموسكو تعتبر أن تنامي الحضور الأطلسي العسكري في محيطها الجغرافي يشكل مسعى للنيل من مكانتها فيما تعتبرها مناطق نفوذ حيوية لها.

بحسب البيت الأبيض فإن بايدن أبلغ نظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال الاتصال الهاتفي أن الولايات المتحدة «سترد بشكل حاسم” على أي غزو محتمل لأوكرانيا. وحث بايدن نظيره الروسي خلال الاتصال على «تهدئة التوترات» مع أوكرانيا، مشيراً إلى أن بايدن أكد دعمه للدبلوماسية والبدء بحوار بين روسيا وحلف «الناتو»، في يناير المقبل 2022.

وأفاد مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، بأن الاتصال الهاتفي الذي جمع بايدن وبوتين، كان جادا وموضوعيا، أوضح بايدن خلال الاتصال، أن الخطوات التي ستتخذها واشنطن في الفترة المقبلة، ستعتمد على، تصرفات روسيا. وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل مراقبة التحركات الروسية على الحدود الأوكرانية.

مفاوضات عالية المخاطر

على أية حال، يمثل الاتصال الأخير والذي جاء في ساعة متأخرة بالنسبة لموسكو ودام لمدة خمسون دقيقة، خطوة جديدة لتخفيف التوتر بين روسيا من جهة وأوكرانيا والغرب من جهة أخرى، قبيل ثلاث جولات من المفاوضات «عالية المخاطر» بين الغرب والكرملين أوائل الشهر الجاري.

وحسب ما نشر من محتوى المكالمة بين بايدن وبوتين، يظهر أن كلا الطرفين متمسك بمطالبه إلا أن روسيا أكثر صلابة حيث يمكن استنتاج ذلك من تأكيد بوتين على قطع العلاقات مع أمريكا في حال فرض عقوبات عليها إذا غزت أوكرانيا والبحث على نتائج ملموسة وهي الضمانات الامنية.

 يبدو أن بوتين يقول بطريقة غير مباشرة، «سنغزو أوكرانيا إذا لم نحصل على ضمانات أمنية واضحة وبطريقة قانونية ملزمة وسنقطع علاقاتنا معكم إذا فرضتم عقوبات». لذلك يبدو من كم التهديدات بين الطرفين حتى قبل وقت قصير من بدء اللقاءات التفاوضية في جنيف والتي تنذر بفشل مسبق للدبلوماسية والطرق السلمية مما قد يؤزم القضية أكثر وأكثر.

ربما يعجبك أيضا