مليونية كورونا ترعب العالم.. وطبول الحرب ما زالت تدق!

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

رعب كبير يجتاح العالم في الأسابيع الأخيرة، مع استفحال أمر فيروس كورونا المستجد والذي أضحى وباءً عالميًا يهدد حياة الملايين وينذر بمزيد من الخسائر الاقتصادية الرهيبة بعد أن ضرب الكثير من الدول، وأصبح تفاقم الفيروس القاتل هاجسًا كبيرًا في الكثير من دول العالم التي لا تستطيع المواجهة خاصة في دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

العجيب أن رُحى الحرب لا تزال تدق في العديد من بؤر الصراع، خاصة المنطقة العربية، رغم أنها تعاني من تفاقم أوضاع كورونا وارتفاع أعداد المصابين بالوباء أو صعوبة تسجيل أي حالات كما في اليمن نتيجة الحرب التي أشعلها الحوثيون وميليشيات تدعمها إيران.

وتخطت أعداد ضحايا فيروس كورونا المستجد “كوفيد 19″، مليون إصابة، حول العالم، فيما توفي أكثر من 51 ألف و338 شخصًا، وفي المقابل تعافى من المرض القاتل حوالي 210 ألف و191 حالة، بحسب إحصائيات جامعة جونز هوبكنز الأمريكية، وسجلت الولايات المتحدة الأمريكية رقمًا قياسيًا في أعداد الوفيات جراء فيروس كورونا المستجد، “كوفيد 19″، خلال الـ24 الماضية بلغ 884 شخصًا، بحسب ما أعلنت جامعة “جونز هوبكنز”.

ووفق موقع “سكاي نيوز” عربي، فإن الجامعة التي تعتبر مرجعًا في تتبّع الإصابات والوفيات الناجمة عن كوفيد-19 قالت إن العدد الإجمالي للمصابين بالوباء الذين توفوا في الولايات المتحدة بلغ حتى أمس الخميس، 4475 شخصًا، في حين وصل إجمالي عدد الإصابات في البلاد إلى 213 ألفًا و372 إصابة، بعدما تأكّدت قبل الساعات الأربع والعشرين الماضية إصابة 25 ألفًا و200 شخص إضافي بالفيروس.

أبشع الكوارث

كان رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس قال في آخر مؤتمر صحفي له إنه منذ دخولنا الشهر الرابع، أشعر بقلق كبير حيال الوتيرة السريعة والتفشي العالمي للعدوى، مشيرًا إلى أن عدد الوفيات ازداد أكثر من مرتين في الأسبوع الماضي، وفي الأيام القليلة المقبلة سنصل إلى مليون إصابة مؤكدة و50 ألف وفاة.

وأضاف رئيس منظمة الصحة العالمية، أن كورونا هو الوباء الأول الذي يتسبب به فيروس يكون سلوكه غير معروف، ونوه بأنه علينا أن نتوحد لمكافحة هذا الفيروس المجهول والخطير، حيث أسفر الفيروس عن وفاة أكثر من 43 ألف شخص في العالم، ثلاثة أرباعهم في أوروبا، ويهدد الوباء خصوصًا الولايات المتحدة، وقد وصفته الأمم المتحدة بأنه أسوأ أزمة تواجهها البشرية منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية.

أول وفاة في ليبيا

سجلت ليبيا، صباح اليوم الجمعة، أول حالة وفاة لمصابة بفيروس كورونا المستجد، فيما تسعى السلطات الليبية جاهدة إلى استيراد الإمدادات الطبية إلى طرابلس التي مزقتها المعارك، ولا يزال القتال في البلاد محتدمًا بين مقاتلي حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج المدعومين من تركيا، وقوات الجيش الوطني الليبي بزعامة المشير خليفة حفتر.

ووسط تسجيل حالات للإصابة بفيروس كورونا في ليبيا، قال مسؤولو حكومة الوفاق إن طاقمهم الطبي ليس مدربًا على التعامل مع الجائحة ومضغوط بالفعل بإصابات المعارك من القصف اليومي والغارات الجوية.

وقال مسؤولو الهلال الأحمر الليبي إنهم تبرعوا بكل معداتهم الخاصة بالوقاية مثل قفازات اللاتكس، والأقنعة لمستشفيات طرابلس تحسبًا لارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19.

سوريا في مأزق

سجلت سوريا ثاني حالة وفاة من “كوفيد-19″، الإثنين الماضي، وهو رقم وصفته الأمم المتحدة آنذاك بأنه “رأس جبل الجليد” لأنه قد يكون أقل بكثير من الرقم الحقيقي.

مع دخول سوريا عامها العاشر من الحرب، لم تقترب سوريا بعد من إيجاد حل سلمي، ويحتاج ما لا يقل عن 11 مليون شخص في البلاد بالفعل إلى مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة، ويواجه 8 ملايين شخص صعوبة في الحصول على الغذاء.

وتقول منظمة “أطباء من أجل حقوق الإنسان” (PHR) إنه منذ بداية الحرب عام 2011، كان هناك ما لا يقل عن 595 هجومًا موثقًا على أكثر من 300 مستشفى في جميع أنحاء البلاد، معظمها من قِبل الحكومة السورية وحلفائها، روسيا، وإيران.

ولم يتم إصلاح معظم آثار هذا الدمار، لا سيما في معاقل المعارضة السابقة، وحاليًا لا يعمل سوى نصف المرافق الطبية في البلاد، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

مصير اليمن

مع تزايد القتال في اليمن بين الحوثيين المدعومين من إيران وقوات تحالف دعم الشرعية في اليمن منذ نهاية الأسبوع، لم يتم تسجيل أي حالات إصابة بفيروس كورونا، لأن البلاد تم إغلاقها بالكامل بسبب الحصار البري والجوي والبحري، إلا أن الأطباء والجمعيات الخيرية الطبية تحذر من أنها مسألة وقت فقط، حيث لا تملك البلاد القدرة على الاستجابة، فقد أدت الحرب التي استمرت 5 سنوات إلى أكبر أزمة إنسانية من حيث العدد.

ويقدر أن 80% من السكان (24 مليون نسمة) يحتاجون إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية من أجل البقاء، ويعتبر ثلثا الدولة على شفا المجاعة.

كان فيروس كورونا المستجد، ظهر للمرة الأولى أواخر العام الماضي في مدينة ووهان الصينية، ومنها انتقل إلى باقي المدن الصينية، ثم وصل إلى عدد كبير من دول العالم، وتسعى كبرى شركات الأدوية ومعامل الأبحاث في كافة أنحاء العالم للتوصل إلى لقاح أو علاج لهذا الفيروس في أقرب وقت ممكن.

ربما يعجبك أيضا