نشاط سري.. ماذا تفعل القوات الخاصة البريطانية في 19 دولة؟

آية سيد
«نشاط سري».. ماذا تفعل القوات الخاصة البريطانية في 19 دولة؟

انتشرت القوات الخاصة البريطانية بنحو متكرر بتوجيهات من رئيس الوزراء ووزير الدفاع لتنفيذ مهام عالية الخطورة، عادةً عندما لم تكن بريطانيا في حالة حرب.


كشف تقرير لمنظمة “العمل ضد العنف المسلح” أن القوات الخاصة البريطانية نفذت عمليات سرية في 19 دولة.

وحسب ما نقلت صحيفة الجارديان البريطانية عن التقرير، اليوم الثلاثاء 23 مايو 2023، شملت الدول التي جرى تنفيذ هذه العمليات فيها على مدار الـ12 عامًا الماضية “أفغانستان، ونيجيريا، والفلبين، وروسيا، وسوريا، وأوكرانيا، ومؤخرًا، السودان”.

نشاط سري

أوضحت صحيفة الجارديان أن وحدات النخبة العسكرية تعمل في السر، دون أن يؤكد الوزراء نشاطها علنًا. لكن منظمة “العمل ضد العنف المسلح”، وهي منظمة بريطانية معنية بالأبحاث المتعلقة بحوادث العنف المسلح العالمية وتداعياتها، جمعت قائمة بأنشطة هذه الوحدات منذ 2011 بناءً على التسريبات الإعلامية.

وفي التقرير، المنشور أمس الاثنين 22 مايو 2023، أفادت المنظمة بأن أفراد القوات الجوية الخاصة، وقوات القوارب الخاصة، ووحدة الاستطلاع الخاصة، انتشروا بنحو متكرر بتوجيهات من رئيس الوزراء ووزير الدفاع لتنفيذ مهام عالية الخطورة، عادةً عندما لم تكن بريطانيا في حالة حرب.

ما دورها في سوريا؟

وفق الجارديان، كانت القوات الخاصة نشطة بنحو خاص في سوريا. وأشار تقرير المنظمة إلى دخولها البلاد منذ 2012 لمساعدة الجماعات المتمردة التي تحارب الرئيس بشار الأسد. وزعم التقرير أيضًا أنه جرى إرسال القوات في 2013 لتحديد الأهداف العسكرية قبل القيام بعمل عسكري، لكن نواب البرلمان صوتوا ضده.

وحافظت بريطانيا على سرية عمليات قواتها الخاصة لدرجة أنه عندما قُتل أحد أفرادها، ويُدعى مات تونرو، في سوريا في 2018، وصفته رسميًّا بأنه فرد في كتيبة المظلات. ثم اتضح لاحقًا أنه لم يُقتل بسبب عبوة ناسفة، وإنما نتيجة لانفجار عرضي لقنبلة يدوية يحملها زميله الأمريكي، حسب التقرير.

قوات في أوكرانيا

أشارت الوثائق الاستخباراتية الأمريكية المسرّبة إلى وجود 50 فردًا من القوات الخاصة البريطانية في أوكرانيا، على الرغم من أن بريطانيا ليست طرفًا في الصراع. ووفق التقرير، يمثل هذا العدد أكثر من نصف القوات الخاصة الغربية الموجودة في أوكرانيا في الفترة بين فبراير ومارس 2023.

ولم توضح الوثائق الغرض من وجودهم، ولم يتسن التحقق من صحتها. ولفتت الجارديان إلى وجود 14 فردًا من القوات الخاصة الأمريكية و15 فردًا من القوات الخاصة الفرنسية في أوكرانيا.

اقرأ أيضًا| القوات الخاصة البريطانية على الأرض في أوكرانيا.. ما القصة؟

أفغانستان وروسيا

في مارس الماضي، بدأ تحقيق عام في الاتهامات بأن القوات الجوية الخاصة كانت مسؤولة عن قتل 54 شخصًا دون محاكمة في 2010 و2011، في مداهمات ليلية، وفق ما نقلت الجارديان. وكان الجنود يفصلون الرجال عن عائلاتهم ثم يقتلونهم رميًّا بالرصاص على خلفية مزاعم بأنهم أشهروا أسلحتهم.

وحسب تقرير منظمة “العمل ضد العنف المسلح”، الانتشار الوحيد في روسيا الذي ذكرته وسائل الإعلام كان في 2014، عندما أوردت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية أن جنود القوات الجوية الخاصة “حاضرين” لحماية أمن الرياضيين البريطانيين في الألعاب الأوليمبية الشتوية في سوتشي.

اقرأ أيضًا| بريطانيا تمنح أوكرانيا ذخائر تحوي «اليورانيوم المنضب».. ما مدى خطورته؟

عمليات إنقاذ

شاركت القوات الخاصة البريطانية أيضًا في إنقاذ 24 دبلوماسيًّا بريطانيًّا وعائلاتهم من الخرطوم في إبريل الماضي، بعد اندلاع الاشتباكات في السودان، عن طريق إجلائهم إلى مطار شمالي العاصمة. وحينذاك، أشاد وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، بالجهد العسكري المبذول، على الرغم من عدم ذكره لمشاركة القوات الخاصة في العملية.

ووفق الجارديان، تشارك القوات الخاصة باستمرار في عمليات إنقاذ الرهائن والنقل السري للأشخاص. وكشف تقرير منظمة “العمل ضد العنف المسلح” أن مجموعة من جنود قوات القوارب الخاصة حاولوا إنقاذ مواطنين بريطاني وإيطالي احتجزتهما جماعة إرهابية في نيجيريا في 2012، لكنهم فشلوا.

لكن قوات القوارب الخاصة نجحت في إنقاذ زوجين محتجزان في الفلبين في 2019، في مهمة ساعدت القوات الخاصة البريطانية في التخطيط لها، ودربت الجيش الفلبيني من أجل تنفيذها.

غياب الشفافية

أفاد معدو التقرير أن القائمة الموسعة لانتشار القوات الخاصة البريطانية جاءت على الرغم من غياب الرقابة. وبينما ينص العُرف على أن نواب البرلمان يجب أن يصوتوا على قرار الحرب، يمكن نشر القوات الخاصة دون موافقتهم، وأفعالهم لا تخضع لتحقيق أي لجان برلمانية.

وفي هذا الصدد، قال المدير التنفيذي لمنظمة “العمل ضد العنف المسلح”، إيان أوفرتون، “إن النشر الموسع للقوات الخاصة البريطانية في عدة دول على مدار العقد الماضي يثير مخاوف خطيرة بشأن الشفافية والرقابة الديمقراطية،” مضيفًا أن “غياب الموافقة البرلمانية على هذه المهام ومراجعاتها بأثر رجعي مُقلق للغاية”.

وتعليقًا على التقرير، قال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية لصحيفة الجارديان: “إن السياسة القديمة للحكومات المتعاقبة هي عدم التعليق على مهام القوات الخاصة البريطانية”.

ربما يعجبك أيضا