هجوم موسكو.. كيف يستغله بوتين لصالحه؟

تحليل: محاولة ربط الهجوم بأوكرانيا تثير القلق في كييف والغرب

آية سيد
حصاد 2023| تحديات داخلية تؤرق بوتين وزيلينسكي

يسلط هجوم موسكو الضوء على فشل روسيا في توفير الحماية من التهديدات والانتباه للتحذيرات الأمريكية لمنع الهجوم.


شهدت العاصمة الروسية موسكو انفجارًا ضخمًا في قاعة حفلات موسيقية، يوم الجمعة الماضي 22 مارس 2024، ما أسفر عن سقوط أكثر من 130 قتيلًا.

وأعلن تنظيم “داعش خراسان” الإرهابي مسؤوليته عن الهجوم، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ربط بينه وبين الهجوم بأوكرانيا، ما أثار المخاوف بشأن استغلاله المأساة لتعبئة المزيد من القوات وتصعيد الحرب ضد كييف.

التصعيد ضد أوكرانيا

أشار تحليل بصحيفة “ذا هيل” الأمريكية، اليوم الثلاثاء 26 مارس 2024، إلى أن محاولة ربط الهجوم بأوكرانيا تثير القلق في كييف والغرب في الوقت الذي يحاول المسؤولون درء مزاعم المسؤولين الروس بأنهم دعموا المهاجمين.

إنفوجراف| ماذا نعرف عن داعش خراسان؟

معلومات عن تنظيم داعش خراسان

وفي هذا الشأن، قالت الزميلة ببرنامج روسيا وأوراسيا بمؤسسة تشاتام هاوس، سامانثا دي بينديرن، إن بوتين يرى نقاط ضعف متزايدة لدى أوكرانيا بسبب تعطيل المساعدات الأمريكية، وكان يتطلع لتصعيد الهجمات الصاروخية على البلاد في ظل ضعف الدفاعات الجوية.

وفي الوقت نفسه، يسلط هجوم موسكو الضوء على فشل روسيا في توفير الحماية من التهديدات والانتباه للتحذيرات الأمريكية لمنع الهجوم. وقالت: “بوتين لا يملك خيارًا سوى إلقاء اللوم على الأوكرانيين، لأنه إذا لم يفعل، سيتعين عليه مواجهة حقيقة أنه لم ينتبه للتحذيرات الأمريكية”.

تعبئة القوات

في سياق متصل، رأى مدير مركز أوراسيا بالمجلس الأطلسي، جون هيربست، أن روسيا تستغل الفرصة لحشد الدعم العام ليس فقط للحرب في أوكرانيا بل أيضًا للتعبئة العسكرية المستقبلية. وقال: “إنه يحاول تغيير النظرة للحرب في المجتمع كي يمضي قدمًا في تلك التعبئة، وهذه إحدى الطرق لفعل ذلك”.

واتفقت معه دي بينديرن، وقالت: “لديه مبرر آخر للتعبئة”. ولفت التحليل إلى أن هذه احتمالية قائمة خاصة أن وزارة الدفاع الروسية دعت لإنشاء جيشين بريين جديدين بنهاية العام.

موسكو

الهجمات الإرهابية في موسكو

وفي حين أن الروس موحدون إلى حد كبير وراء موسكو ضد أوكرانيا، قد يتغير هذا إذا حدثت تعبئة جديدة للقوات. وتسببت الحرب كذلك في خسائر فادحة. وتشير التقديرات الأمريكية إلى أن خسائر روسيا بلغت 315 ألف من القوات في حربها المستمرة منذ أكثر من عامين.

إخفاء الفشل

على صعيد آخر، أشار التحليل إلى أن هجوم موسكو كشف عن وجود ثغرة في قلب روسيا. وفي هذا الصدد، وصف الزميل غير المقيم بمؤسسة بروكنجز، بافل بايف، ما حدث بأنه “فشل فادح لأجهزة الأمن” في روسيا بسبب تركيزها على أوكرانيا وعدم تركيزها بالقدر الكافي على الإرهاب.

وقال: “من المهم لبوتين المواجهة بشيء لاستعادة مصداقية القيادة، لإظهار أنه قوي وليس ضعيفًا. ومن الممكن إلقاء اللوم على أوكرانيا، لكن ماذا بعد؟”

ربما يعجبك أيضا