هزة مستمرة في الداخل التركي.. زعيم المافيا يهدد عرش أردوغان

كتب – حسام عيد

أصبح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه الحاكم “العدالة والتنمية”، هدفان مكشوفان لزعيم المافيا سادات بكر والذي لا تزال سلسلة مقاطع الفيديو التي يبثها عبر قناته على “يوتيوب” تحتوي على اتهامات واعترافات كفيلة بهز عرش أردوغان الذي يرسخ نفسه حاكمًا مطلقًا لتركيا عبر سياساته السلطوية القمعية.

وصباح يوم الأحد الموافق 30 مايو 2021، قال سادات بكر الذي يواصل فضح قيادات الحكومة في مقطع فيديو جديد، «سأعلمكم كيف تكونون مديري أردوغان».

ووجه سادات الحديث خلال الفيديو للشعب التركي، قائلًا: «أنتم مديرو طيب أردوغان، نعم.. لأنكم أنتم من تعطونه راتبه، أقسم لكم.. فكما تعملون في الشركات ولكم مدراء هناك، فبالمثل أنتم جميعًا مديرو أردوغان، ولا تعلمون هذا. وسأشرح لكم هذا أيضًا. سنشرح الكثير، ولكن الأسبوع القادم، إذ سنتحدث عن الأخ طيب أردوغان».

سلسلة فضائح جديدة بعد 55 مليون مشاهدة

في الأسبوع الماضي، بث سادات بكر 7 فيديوهات عن جرائم أردوغان ونظامه غير الشرعية، حصدت مشاهدات تجاوزت الـ55 مليون، حيث جاءت كـ”القنبلة”، لما فيها من اتهامات مباشرة لبعض المسؤولين الحكوميين أو أفراد النظام الحاكم وعائلاتهم المتورطين في تهريب المخدرات والاغتصاب والقتل سقطت في تركيا.

الفساد والادعاءات التي طالت دائرة أردوغان المقربة دنست حزب العدالة والتنمية الذي وصل إلى السلطة قبل عشرين عاما بشعار كسر هيمنة المافيا على السياسة.

الفضائح التي كشف عنها سادات بكر، على مدار أكثر من شهر، جددت لدى الأتراك الشكوك في تعامل الحكومة مع عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.

أردوغان وتجارة السلاح مع تنظيمات جهادية

استهدف سادات بكر زعيم المافيا التركي، حكومة الرئيس رجب أردوغان، كاشفا عن المزيد من الفضائح، وتوعد أردوغان بالكشف عن فضائح تخصه.

في مقطع فيديو جديد سلط زعيم المافيا التركية سادات بكر الأضواء على تجارة السلاح بين النظام الحاكم في تركيا والتنظيمات الجهادية في سوريا.

اعترف سادات بكر بأن حكومة حزب العدالة والتنمية أرسلت الأسلحة إلى تنظيم النصرة، الذي يعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة، في شاحنات تابعة له عبر الحدود باعتبارها تحمل مساعدات غذائية إلى تركمان سوريا.

تأتي تلك التصريحات الصادمة بعد أن توعد زعيم المافيا بأنه سوف يقتلع “أذرع وأرجل” نظام أردوغان، على خلفية دعم الرئيس التركي لوزير الداخلية سليمان صويلو، رغم الاتهامات التي وجهت إليه من قبل سادات بكر.

زعيم المافيا سادات بكر الذي برز مؤخرًا بعد كشفه فضائح صادمة ارتكبها كبار المسؤولين الأتراك، تناول حادثة استيقاف شاحنات الأسلحة المزعوم بأنها تابعة للمخابرات التركية، قائلا: “كنت أرسل باسمي شاحنات محملة بالمواد الغذائية والملابس والسترات الفولاذية والعربات المدرعة إلى إخواننا التركمان في سوريا. وفي وقت لاحق اقترحت علي شركة سادات الأمنية (برئاسة عدنان تانري فردي، مستشار أردوغان السابق)، ضمّ شاحناتهم إلى أسطول شاحناتي لإرسالها إلى قبائل التركمان في سوريا، لكن علمت فيما بعد أن هذه الشاحنات المحملة بالأسلحة تم تسليمها لجبهة النصرة بدلا من التركمان”.

وأكد سادات بكر أن الشاحنات المحملة بالأسلحة لم تكن تابعة للجيش التركي والاستخبارات الوطنية وإنما كانت تابعة لشركة “صادات” الأمنية التي توصف في تركيا بأنها “جيش أردوغان الموازي”.

وزعم سادات أن فريق وزير المالية السابق برات ألبيراق، صهر أردوغان، وذكر من بينهم “متين قيراط”، رئيس الشؤون الإدارية التابعة للرئاسة التركية، يتعاونون مع المجموعات الإرهابية في سوريا ويكسبون مليارات الدولارات من خلال تجارة الأسلحة والنفط الخام والنحاس والشاي.

صادات” تتنصل من أسلحة “النصرة”

من جانبها، نفت شركة الأمن التركية الخاصة «صادات»، التهمة التي وجهها لها زعيم المافيا التركي، سادات بكر، في مقطع الفيديو الثامن، إذ اتهمها بإرسال السلاح إلى جبهة النصرة السورية.

ووفقًا لما ذكره موقع «تي 24» التركي، قالت شركة «صادات» في تصريح لها: «استهدف زعيم التنظيم الإرهابي الهارب، الذي ثبتت جرائمه، المؤسسة الرسمية لجمهورية تركيا، وجهاز المخابرات الوطني، وشركتنا المتميزة للدفاع وبعض البيروقراطيين».

ودعت شركة «صادات»، في إطار ذلك، زعيم المافيا التركي، إلى إثبات اتهاماته بالوثائق، وقالت: «ندعو من يلقون الافتراءات إلى تسليم المستندات إلى النيابة العامة. اعترف سادات بكر في مقطع الفيديو الخاص به، أنه يبيع أسلحة للجماعات الإرهابية، لكن ليست لنا علاقة بالسلاح الذي سلمه بكر للجماعات الإرهابية».

مناقصات ليبيا

أكد زعيم المافيا التركي، سادات بكر، أن المناقصات التركية التي حددها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في ليبيا، كانت وراء قرار رئيس الوزراء الليبي فايز السراج بالاستقالة فجأة.

وقال في الفيديو الثامن له عبر «يوتيوب»: «أخبرني أحد الوزراء الليبيين، ولن أذكر اسمه، حتى لا يحدث له أي مشكلات، أنه قد حدث في ليبيا حادث مثير، أعلم أن وجودنا في ليبيا مهم والوطن الأزرق مهم للغاية، وينبغي أن نكون هناك، ولكني تعرفت على أحد الوزراء الليبيين، قال إن الرئيس أردوغان قد اختار المناقصات لبعض الشركات التابعة له».

وأوضح بكر خلال الفيديو متابعًا شهادته: «أتعلمون لماذا استقال السراج؟ أنا كنت لا أعلم أيضًا، ولكني علمت حديثًا، استقال بسبب تلك المناقصات، لأنه ومن يدعمونه من المحاربين ورجال الأعمال الليبيين، كانوا يريدون المناقصات، ولكن لم يأخذوها، ولهذا استقال فجأة. وأنا أنقل هذا الكلام عن الوزير».

ازدواجية أردوغان تجاه فلسطين

سادات بكر تطرق إلى التطورات الأخيرة في فلسطين أيضًا، ساخرًا من ازدواجية المعايير التي يتبعها نظام أردوغان في هذا الصدد، قائلا: “يتهمونني بعدم دعم القضية الفلسطينية.. الواقع أنني أدعمها في حدود طاقتي وقوتي. لكن بالله عليكم من يمكنه تفسير هذا المشهد: إنهم يقدمون لأذربيجان وليبيا كل أنواع الدعم، بما فيها طائرات بدون طيار، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر.. وهذه الخطوات أنا أدعمها كذلك وأعتقد بضرورتها بلا شك.. لكن لماذا لا يفعلون الشيء ذاته مع فلسطين يا ترى؟ إنهم يرسلون تلك الطائرات إلى أذربيجان وليبيا؛ لأن هناك تجارة الغاز والنفط، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر لأن هناك الأموال.. هذا هو سبب اكتفائهم بالتصريحات الحماسية تجاه القضية الفلسطينية، فليس هناك أموال.. من وراء دعم فلسطين”.

ولفت سادات بكر إلى أن نظام الرئيس أردوغان يدعو إلى مقاطعة إسرائيل دون أي رغبة في تطبيق ذلك، قائلا: “الجميع يعلم جيدًا من هو مالك أسطول السفن التي تقوم بالتجارة مع إسرائيل.. يقولون: لنقاطع الحكومة الإسرائيلية.. الذي يرغب في مقاطعة إسرائيل يجب عليه قبل كل شيء التراجع عن حمل البضائع الإسرائيلية عبر سفنه.. لا جدوى من وراء هذه المسرحية”.

جهاز كشف الكذب

بينما هاجم زعيم المافيا التركي، سادات بكر، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بعد أن أشار الأخير إلى أن هناك مؤامرة دولية تحاك ضد تركيا وأنه زعيم المافيا طرف فيها.

ووجه زعيم المافيا حديثه للرئيس التركي: «هل سيغير العثور علي الحقائق يا أخ أردوغان؟!». وأضاف في مقطع الفيديو الثامن الذي نشره عبر قناته الخاصة على «يوتيوب»، «أوضح السيد أردوغان أن هناك مؤامرة دولية وأنني كنت في قلبها، ومن ثم ستحضرني الدولة، ليس لدينا مشكلة في ذلك، ولكن هل العثور علي سيغير الحقائق يا أخ طيب؟!».

وتابع: «إذن أنا عميل دولي! لنجلس يا سيد أردوغان أمام بعضنا البعض كأخوة، ولأحك أمامك، متى التقينا ومتى تعرفنا، لا أقل ولا أكثر»، داعيًا الرئيس التركي للجلوس وجهًا لوجه، أمام جهاز كشف الكذب، وقال: «لنضع أسلحتنا جانبًا، وليكن هناك محققان، وجهاز كشف الكذب، مع العلم أن أجهزة الكذب تخطأ بنسبة 1.5% ولكن مع علمي أنني أقول الحقيقة ومع نسبة خطأ جهاز كشف الكذب، إلا أنه إذ أثبت أنني أكذب، سأفرغ المسدس في رأسي».

ولام زعيم المافيا أردوغان على أنه قال عليه إنه عميل دولي بشكل غير مباشر، مشيرًا إلى أن الأخير لا يعرف ماهية ما يدور حوله، وأضاف: «بما أنني عميل…فهذا يعني أننا عميلان معًا، أنتظر الاعتذار يا أخي. قلت كل ما يحدث، وكل شيء واضح، والشعب يعرف كل هذا، ولكن من يحيطون بك لا يخبرونك».

وأشار زعيم المافيا في إطار ذلك إلى أن أردوغان يعرف جيدًا أنه ليس خائنًا، وأنه من أعطاه القوة عندما لم يمتلكها، وقال، «أنا لست خائنًا، أنت تعرف ذلك جيدًا، كنت هناك عندما لم يكن لديكم قوة، لم أنتظر التصفيق أو أن أكون في المقدمة، ولكنني فعلت كل ما بوسعي»، متابعًا، «سأتحدث في الفيديو التالي، وسيسمع الناس، ولنتسامح حينها يا أخي!».

ربما يعجبك أيضا