هل أخطأنا عندما أعجبنا بـ”مايكل جاكسون”؟

مها عطاف

رؤية – مها عطاف

لم ننكر أبدًا مشوار أسطورة الغناء الأمريكي الراحل “مايكل جاكسون” وتأثيره في نفوس الملايين حول العالم، رغم غرابته وتفرده على خشبة المسرح بمظهر مختلف عن أيّ موسيقي آخر، فيراه الكثير نجمًا أسطوريًا، حتى أن منهم كان يحاول جاهدًا أن يتغير ليشبهه في الشكل والمظهر، ويراه البعض نموذجًا سيئًا للشباب بسبب اضطرابه الذي أثار الجدل طوال حياته وبعد مماته، وحينما توفي جاكسون في عام 2009، توافد الآلاف من عشاقه ومعجبينه إلى مقر المستشفى الذي نقل إليها وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، وآخرين أمام مقر إقامته في لوس أنجليس، وفي ميدان التايمز، ولم يقتصر الحزن عليهم فقط، بل ارتدى بعض الشباب العرب من محبيه، اللون الأسود حدادًا على رحيله، وعليه ترك “جاكو” في وجدان محبيه أثرًا لا يمكن إنكاره، ولكن بعد أكثر من خمسين عامًا، يعتقد الكثير أنه أخطأ حينما أعجب بملك البوب، بعد العرض الأول للفيلم الوثائقي “ليفنغ نيفرلاند”، والذي أعادت أحداثه الحياة لمزاعم الاغتصاب التي طالت “جاكسون” في التسعينات.

“ليفنغ نيفرلاند” وكشف المستور

كان العرض الأول للفيلم الوثائقي “ليفنغ نيفرلاند” البالغ مدة عرضه 4 ساعات، ومكون من جزئين، أول أمس في مهرجان صاندانس بولاية يوتا الأمريكية، ويحكي الفيلم قصة رجلين يزعمان أن جاكسون اعتدى عليهما جنسيا في طفولتهما، هما “وايد روبسون وجيمس سايفاشاك” عندما كان الأول في السابعة والثاني في العاشرة من العمر، وجاء الفيلم بمثابة دليلًا قويًا لا يمكن إنكاره، حيث أن تلك الإدعاءات كانت موجودة منذ عشرات السنين، وكان جاكسون دائمًا ما ينفي تلك المزاعم قبل وفاته.

وفي عام 2003 هاجمت الشرطة منزلًا لجاكسون في نيفرلاند، وفتح تحقيق في مزاعم تحرش النجم الأمريكي بصبي يبلغ من العمر 13 سنة،  وأحيلت القضية إلى المحكمة، ونفى وايد روبسون، الذي أدلى بشهادته في القضية، كل ما نسب من اتهامات لجاكسون الذي برأته المحكمة في 2005.

ومنذ أن أصبح روبسون أبا، وبعد إصابته بانهيار عصبي مرتين، كشف الرجل لطبيبه النفسي ما كان يخفيه، قائلا: “إنه الألم، والاشمئزاز والغضب يداهمني عندما أتصور أن يتعرض ابني لمثل هذه الممارسات”، ورفع روبسون دعوة قضائية ضد ورثة جاكسون في 2013 يزعم فيها أنه المغني الشهير اعتدى عليه جنسيا، لكن القاضي رفض الدعوى مستندا إلى صمته كل هذه السنوات قبل اللجوء إلى القانون.

وأخرج الفيلم الوثائقي دان ريد، وهو الفيلم الذي يقول ملخصه: “خلال اللقاءات المؤلمة مع أسر الأطفال، الذين أصبحوا رجالا اليوم، وأسرهم، كشف ليفنغ نيفرلاند عن مدى الاستغلال والخداع”.

ورثة جاكسون: الفيلم مؤلم ومثير للإزعاج

بالطبع قاموا ورثة جاكسون بالدافع عنه، ونفوا تلك المزاعم، ووصفوا العمل الفني بأنه “مؤلم ومثير للإزعاج”، و”استند إلى مزاعم غير مؤكدة لأحداث يفترض أنها وقعت منذ 20 سنة وتعامل معها كحقائق”.

وأضاف بيان ورثة جاكسون في هذا الشأن أن “الشخصين اللذين روجا لهذه المزاعم أدليا بشهادتيهما في هذا الشأن تحت القسم أمام المحكمة من قبل بما يفيد أن هذه الأحداث لم تقع، أما الآن فهو لا يقدم أية أدلة أو براهين تدعم ما يسوقون من اتهامات، ما يؤكد أن الفيلم يستند فقط إلى أقوال شاهدي زور.”

وبلغ ورثة جاكسون حد التشكيك في مصداقية الفيلم عندما أشاروا إلى أن المخرج لم يستضف في هذا الوثائقي سوى الرجلين وأسرتيهما، لذا يرون أنه “تجاهل التحقق من المعلومات حتى يتمكن من حبك رواية صارخة أحادية الجانب، ما يحول دون حصول المشاهدين على صورة متوازنة لما حدث.”

ردود أفعال صادمة

كان الفيلم بمثابة صدمة على الصحفيين عقب مشاهدة الفيلم، وقاموا بنشر ردود أفعالهم عبر حساباتهم الخاصة، على موقع التدوين المصغر “تويتر”، حيث غرد مراسل صحيفة “ديلي بيست”، كيفين فالون عنه: “بغض النظر عما تظن أنك تعرفه أو كنت على علم به، فإن محتوى هذا الفيلم أكثر إزعاجا مما يمكن تخيله، ومرة أخرى، نحن في منتصف الطريق فقط”.

وكتب الصحفي آدم بي فاري: “لقي وايد روبسون وجيمس سايفشانك إشادة وتصفيقا حارا من كل من شاهدوا وثائقي ليفنغ نيفرلاند، وهناك الكثير الذي يُقال عن هذا العمل، لكني أفضل التأكيد على أن إخراجه كان عميقا، ومؤلما، وصادقا.”

وقال الناقد السينمائي كينيث توران في صحيفة لوس أنجليس تايمز: “قدم مهرجان صاندانس السينمائي للمرة الأولى عرضا للفيلم الوثائقي المثير للانزعاج ‘ليفنغ نيفرلاند‘ الذي يتناول قصة عن مايكل جاكسون. إنه فيلم قيل عنه إنه يستدعي إحضار أطباء في استقبال المسرح المصري حال الحاجة إليهم أثناء عرض هذا الفيلم المثير.”

وقالت الناقدة السينمائية لدى يو إس ويكلي مارا راينستين: “لقد هزني هذا الوثائقي، والآن أدرك كم أخطأنا عندما أُعجبنا بمايكل جاكسون.، بينما غرد ديفيد إيرليخ الناقد السينمائي في موقع “إندي واير” أنه يحتاج إلى الاستحمام 400 مرة كي يشعر أنه نظيف مرة أخرى.

ربما يعجبك أيضا