هل تستعد الصين للحرب مع الولايات المتحدة؟

آية سيد
«صواريخ معيوبة».. الاستخبارات الأمريكية تكشف سبب حملة تطهير الجيش الصيني

خوض حرب مع الولايات المتحدة على تايوان سيظل محفوفًا بالخطر للحزب الشيوعي والصين.


نشرت مجلة فورين أفيرز تحليلًا لتحركات الرئيس الصيني شي جين بينج الأخيرة، وما إذا كان يستعد لخوض حرب مع الولايات المتحدة.

وفي التحليل، الذي نشر يوم أمس الثلاثاء 6 يونيو 2023، ناقش الزميل غير المقيم بالمجلس الأطلسي وضابط الاستخبارات السابق، جون كولفر، تحليلًا سابقًا للكاتب جون بومفريت، ومدير برنامج الصين بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، مات بوتينجر.

ما الدوافع؟

لفت كولفر إلى أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين مشحونة بشدة، وكل منهما تستعد للمنافسة الاستراتيجية، وتعزز القوات العسكرية، وتنسق مع الشركاء من أجل التنافس الاقتصادي والدبلوماسي والعسكري المحتمل في المستقبل.

لكن الدوافع وراء ذلك قديمة وهيكلية، وليست نتيجة لمجموعة من الخطابات التي ألقاها شي مؤخرًا، كما طرح بومفريت وبوتينجر في تحليلهما السابق. وقال كولفر إن التحليل السابق قد يترك انطباعًا لدى القراء بأن شي اتخذ قرار الحرب، وأنه واثق في أن جيشه مستعد للقتال، وهو على الأرجح لم يفعل.

اقرأ أيضًا| الرئيس الصيني يعلن تجهيز بلاده للحرب.. من سيقاتل؟

ما بين القتال والنضال

في التحليل السابق، كتب بومفريت وبوتينجر أن شي أخبر جنرالاته بأن “يمتلكوا الجرأة على القتال”. لكن كولفر يوضح أن العبارة كانت جزءًا من توجيه شامل عند افتتاح المجلس التشريعي للصين في 6 مارس الماضي، وليس فقط للجيش الصيني. كما أن الكلمة المستخدمة تعني “الجرأة على النضال”، وفق خبراء في اللغة الصينية استشارهم كولفر.

وأشار كولفر إلى أن تحليل بومفريت وبوتينجر أغفل عن تفاعلات الزعيم الصيني مع الجيش، منذ توليه المنصب في 2012. هذا لأن شي حبس 2 من أكبر ضباطه، وحاكم آلاف الضباط بتهمة الفساد، وقاد عملية إعادة تنظيم موجعة ومستمرة للجيش.

وحسب ضابط الاستخبارات السابق، هذا قد يدل على عدم ثقة شي في قدرة الجيش، الذي لم يخض صراعًا كبيرًا منذ 1979، على “القتال والفوز” ضد خصم عسكري قوي.

ميزانية الجيش

ذكر بومفريت وبوتينجر أن حكومة شي أعلنت عن “زيادة 7.2% في الميزانية الدفاعية للصين، التي تضاعفت على مدار العقد الأخير”. لكن برغم أن الصين بنت جيشًا حديثًا وهائلًا من ناحية المعدات، والمرافق، والقاعدة الصناعية الدفاعية، ولديها ثاني أكبر قوة بحرية في العالم، فإنها فعلت هذا على مدار 20 عامًا، حسب كولفر.

ومنذ 2009، انخفض النمو الحقيقي في ميزانية الجيش الصيني إلى النصف في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي للصين، وانخفضت ميزانية الجيش كنسبة من الإنفاق الإجمالي للحكومة المركزية.

ولفت كولفر إلى أن هذا لا ينفي التهديد الذي يشكله الجيش الصيني، لكن النمو في قدراته كان نتيجة لعملية مطولة، وليس استعدادًا مكثفًا للحرب.

اقرأ أيضًا| رحلة سرية.. ماذا فعل رئيس المخابرات الأمريكية في الصين؟

حشد القوات

استشهد بومفريت وبوتينجر بالقوانين التي جرى الموافقة عليها أو اقتراحها مؤخرًا، التي تحكم الشؤون العسكرية والتعبئة، مثل تنظيم قوات الاحتياط وإدارة الجيش للقوانين الجنائية أثناء وقت الحرب، وكذلك فتح مراكز جديدة للتعبئة والتجنيد.

لكنهما، وفق كولفر، لم يذكرا 8 قوانين على الأقل جرى سنها منذ 1997 لتقنين الحقوق والمسؤوليات العسكرية، والخدمة العسكرية، والعلاقات المدنية العسكرية.

هذه القوانين تبدو مصممة لتحسين قدرة الصين على إجراء حرب مطولة أو التعامل مع التحديات الكبرى، والتكيف مع الجيش الصيني المعاد هيكلته وتعزيز تبني الجيش للابتكارات التكنولوجية المدنية. لكنها لا تشير إلى قرار بخوض الحرب في المدى القريب.

تهديد تايوان

اتفق كولفر مع تحذير بومفريت وبوتينجر بشأن التعامل بجدية مع شي عندما يتعلق الأمر بتايوان والحرب المرتقبة مع الولايات المتحدة. لكن الصين لم تتخذ قرار الحرب بعد، وتايوان، بالنسبة لشي، تظل أزمة ينبغي تجنبها وليس فرصة ينبغي انتهازها.

وأشار المحلل الأمريكي إلى أن شي والمسؤولين الصينيين الآخرين يأخذون بايدن والأصوات المتطرفة في أمريكا على محمل الجد. وإذا تجاهلت تايوان أو الولايات المتحدة الخطوط الحمراء الصينية، ستنفذ بكين سريعًا أعمالًا عدائية لفرض العودة إلى الوضع الراهن، أو، في حالة الفشل في ذلك، توحيد تايوان مع البر الرئيس بالقوة.

وقال كولفر إن الاستعداد المتنامي للجيش الصيني قد يزيد من احتمالية خوض بكين للمخاطرة، سواء بحلول 2027 أو بعدها. لكن خوض حرب مع الولايات المتحدة على تايوان سيظل محفوفًا بالخطر للحزب الشيوعي الصيني والصين، وهي خطوة سيتخذها شي فقط إذا استنفد الخيارات الأخرى.

اقرأ أيضًا| تكلفة الصراع كارثية.. هل اقتربت حرب أمريكا والصين بسبب تايوان؟

كيف رد المحللان؟

من جهتهما، اتفق بومفريت وبوتينجر مع معظم ما جاء في تحليل كولفر. لكن من منظور صنع السياسات، رأيا أنه من الحكمة أن تفترض تايبيه، وطوكيو، وواشنطن، وغيرها من العواصم وجود احتمالية جادة بأن شي سيقرر شن الحرب خلال عهده كقائد أعلى.

هذا لأن الديكتاتوريين أحيانًا يشنون العدوان عندما يظن المراقبون الخارجيون أنهم لن يفعلوا، مثلما حدث في حالة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وحربه على أوكرانيا. ونظرًا للفشل الجماعي لأوروبا والولايات المتحدة في ردع حرب بوتين، يجب على واشنطن وحلفائها الإسراع لتعزيز الردع في غرب الباسيفيك.

اقرأ أيضًا| اقتراب سفينة صينية من مدمرة أمريكية بمضيق تايوان.. هل يقع الصدام؟

ربما يعجبك أيضا