هل تقوم سلطنة عُمان بدور وساطة بين واشنطن وطهران؟

يوسف بنده

رؤية
 
يعتقد المراقبون أن إيران تتخوف من تأثير العقوبات على اقتصادها وزيادة الغضب الشعبي في البلاد أكثر مما تتخوف من أي ضربة مفاجئة وتأثيراتها.
 
وكانت الولايات المتحدة قد انسحبت من الاتفاق النووي العالمي مع إيران في أيار/ مايو الماضي، وقالت إنها ستعيد فرض عقوبات يبدأ سريان بعضها في السادس من آب/ أغسطس القادم، بينما تسري بقية العقوبات، لاسيما في قطاع البترول، في الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر.
 
وساطة عمانية
 
بعد تصريحات قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، وتحديه قبل أيام للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التقى وزير خارجية عُمان مع وزير الدفاع الأمريكي.
 
وقال دبلوماسيون إن إيران تسعى للتهدئة مع واشنطن، رغم التصريحات المتشددة للمسؤولين الإيرانيين.
 
ويحسب وكالة الأنباء الألمانية، أوضحت الأوساط الدبلوماسية، أن زيارة وزير الخارجية العُماني، يوسف بن علوي، إلى واشنطن ولقائه وزير الدفاع جيمس ماتيس الجمعة الماضية، تأتي بمساع إيرانية للتهدئة وفتح قناة تواصل مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
 
هذا، وتأتي زيارة الوزير العماني بعد قيام وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بزيارة سلطنة عمان قبل أسبوع، وهو ما يؤكد أن طهران بحثت عن توسيط مسقط لإخراجها من الأزمة، وفتح قناة تواصل مع الأمريكيين مثلما حصل في 2013، والذي أفضى إلى الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في صيف 2015.
 
واعتبرت تلك الأوساط أن إيران، التي تبحث عن التهدئة بأي ثمن لتجنب العقوبات المقررة في تشرين الثاني/نوفمبر القادم، تريد أن تغطي عليها بتصريحات قوية لخداع الشارع الإيراني، فضلاً عن أذرعها في المنطقة.
 
ورغم أن المسؤولين الإيرانيين يلوحون بأن بلادهم لن تقبل حواراً تحت التهديد، إلا أن مراقبين سياسيين يعتقدون أن التصريحات شيء والواقع شيء آخر، وأن إيران ستعمل ما في وسعها لتجنب العقوبات الأمريكية التي ستكون هذه المرة قاسية وملزمة للجميع.
 
وجاء الرد على لسان ماتيس حين أعلن أن بلاده لا تسعى إلى تغيير النظام في طهران، وإنما دفعه إلى تغيير أسلوبه، ومن ضمن ذلك تهديداته في المنطقة وتغيير أسلوب وكلائه، وهو ما قد يهدئ من المخاوف في إيران من تلميحات ترامب بالرد القوي وغير المتوقع.
 
نفي إيراني
 
وقد نفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي، اليوم الإثنين، أن تكون طهران كلفت وزير الخارجية العُماني يوسف بن علوي القيام بدور الوسيط مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتخفيف حدة التوترات بين البلدين.
 
وقال قاسمي خلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي، “لا يمكن التفاوض مع الإدارة الأمريكية الحالية، ولن يكون هناك بالتأكيد أي إمكانية للحوار مع واشنطن، وقد أظهرت أنها غير موثوقة وليست جانبًا مأمونًا لأي شيء”.
 
وردًا على سؤال حول زيارة يوسف بن علوي إلى واشنطن للتوسّط بين إيران والولايات المتحدة، قال قاسمي “لا أعرف مضمون المحادثات وأغراض سفر السيد يوسف بن علوي إلى الولايات المتحدة”، مضيفًا “أن علاقتنا مع عُمان مستمرة ومتواصلة، ونحن على اتصال دائم”.
 
وعن حزمة المقترحات الأوروبية، بيَّن المسؤول الإيراني أن “هناك تفاؤلًا بين الإيرانيين والأوروبيين بشأن الحزمة المقدمة إلى طهران، وقد ظهرت علامات إيجابية وسيتم اتخاذ خطوات أخرى ومناقشات بين مسؤولين إيرانيين ونظرائهم الأوروبيين”.
 
وعادة ما تتكتم طهران على المفاوضات السريّة التي تجريها مع الولايات المتحدة، كما في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، إذ كانت مسقط هي الوسيط بين الطرفين.
 
وكشف موقع “ديبكا” الإسرائيلي أنَّ إيران وأمريكا بصدد فتح حوار غير مباشر، بوساطة سلطنة عمان، للتوصل إلى اتفاق نووي جديد.
 
وجاء في تقرير نشره الموقع اليوم الاثنين، أن المرشد الأعلى، خامنئي، أمر في بداية الشهر الجاري ببحث شروط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للتوصل إلى صفقة نووية جديدة، تجنب إيران العقوبات إثر قرار واشنطن الانسحاب من الاتفاق الحالي.
 
وقال “ديبكا” نقلًا عن مصادر لم يكشف عنها، إن “خطوة خامنئي جاءت بعد تحذير مساعديه من أنَّ طهران ستتأثر بشدة من الحظر الأمريكي على صادرات إيران النفطية في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المقبل”.
 
ولفت التقرير إلى “تصريحات وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، التي تحدّى فيها العقوبات الأمريكية” مشيرًا إلى أنها “تزامنت بشكل متعمّد مع زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي إلى واشنطن، ولقائه مع وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس”.
 
  وجاء في التقرير أن “اجتماع الوزيرين تركز على سبل تخفيف حدّة التوتر بين واشنطن وطهران، بعد أن أعطى ترامب الضوء الأخضر لوزير خارجيته الأسبوع الماضي للطلب من بن علوي أن يساعد في فتح قناة حوار غير مباشرة مع طهران”.

ربما يعجبك أيضا