وزير خارجية بريطانيا زار طهران من أجل التفاوض حول “نازنين زاغري”

يوسف بنده

رؤية

ذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت بحث مع المسئولين في طهران مستقبل الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والصراع في اليمن وقضايا أخرى خلال اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين في طهران أمس الإثنين؛ لكنها لم تشر إلا أن زيارة جيرمي حملت ملفات أخرى، منها ملف الحقوقية نازين زاغري المعتقلة في إيران والحاملة للجنسية البريطانية من أصل إيراني.

فقد التقى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، في زيارته إلى طهران، أمس الإثنين 20 نوفمبر/ تشرین الثاني، مع ابنة نازنين زاغري، قبل عودته إلى لندن.

وكان وزير الخارجية البريطاني قد قال، في وقت سابق، إن اعتقال أصحاب الجنسيات المزدوجة واستغلال ذلك لضغوط دبلوماسية، سيكون مكلفًا لطهران.

وأضاف هانت -لصحيفة “الجارديان”- إن بريطانيا لن تسمح بأن يمر استغلال اعتقالات الأشخاص ذوي الجنسيات المزدوجة “دون عقاب ودون كلفة”، محذرًا إيران من أن “مثل هذا الوضع ليس وضعًا دائمًا”.

وذكرت صحيفة “الجارديان”، أن وزير الخارجية البريطاني طلب أيضًا مقابلة نازنين زاغري في السجن، لكن طلبه رفض.

وفي تغریدات لوزير الخارجية البريطاني -على “تويتر”- بعد أن أدرج صور لقائه مع ابنة نازنين زاغري، كتب: “لا ينبغي أن يكون أي طفل بعيدًا عن والدته كل هذه الفترة”.

وأشار هانت، في حواره مع “الجارديان” إلى أن نازنين زاغري قضت في السجن أكثر من نصف عمر طفلتها.

وأضاف: “إنها تتألم كثيرًا، وأعتقد أنه إذا أرادت إيران أن تكون دولة مقبولة في العالم، فلا ينبغي لها أن تسجن أشخاصًا مثل نازنين.. هذا غير مقبول”.

وأضاف: “في 26 ديسمبر، سيكون عيد ميلادها الأربعون وفي هذه المرحلة ستقضي قرابة ثلاث سنوات في السجن. يجب جمع شملها مع عائلتها والعودة إلى المنزل “.

وتابع: “إذا كانت لدى إيران سياسة احتجاز مواطنين مزدوجي الجنسية كأداة للضغط الدبلوماسي، فستكون هناك عواقب لإيران.. لن نسمح لهم بالإفلات من العقاب دون ثمن. عليهم أن يفهموا أن هذا ليس وضعاً دائماً”.

وكانت نازنين زاغري روتكيف قد تم اعتقالها في مطار الإمام الخميني الدولي بطهران، في أبريل (نيسان) 2016، عند مغادرتها إيران. وحكم عليها بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة المشاركة في “الإطاحة الناعمة”.

وهناك ثلاثة مواطنين بريطانيين–إيرانيين، قيد الاحتجاز حاليًا في إيران، وهم: نازنين زاغري، وعباس عدالت، وكمال فروغي.

وأدينت زغاري-راتكليف بالتخطيط للإطاحة بالمؤسسة الدينية في إيران وهي تهمة تنفيها أسرتها ومؤسسة تومسون رويترز الخيرية المستقلة عن شركة تومسون رويترز ووكالة رويترز للأنباء.

صفقة

وهناك بعض وسائل الإعلام أشارت إلى أن بريطانيا تعتزم إطلاق سراح نازنين زاغري، مقابل سداد ديون لإيران تعود إلى السبعينات من القرن الماضي، ثمن صفقات بيع دبابات تشيفتن.

وتم إيقاف تنفيذ هذه الصفقة بعد الثورة في إيران، في أعقاب “احتلال السفارة الأميركية”. وبعدها، أصدرت محكمة لاهاي حكمًا ألزم بريطانيا بدفع 500 مليون دولار لإيران.

ونفى الطرفان تقارير عن العلاقة بين دفع هذه الأموال وإطلاق سراح نازنين زاغري، لكن في العام الماضي ذكرت صحيفة “التلغراف” البريطانية أن لندن تهدف إلى إظهار “حسن نواياها” لطهران من خلال دفع هذه الأموال.

وكان جيريمي هانت، الذي سافر إلى إيران في رحلة تستغرق يومًا واحدًا، صباح أمس، قد التقى محمد جواد ظريف.

وفي وقت سابق، ذكرت وكالة أنباء “إرنا” أن ظريف وهانت تحدثا عن “جوانب مختلفة من الأواصر والعلاقات الثنائية”، بما في ذلك القضايا المتعلقة بالآلية المالية الأوروبية، وكذلك القضايا المتعلقة بالمنطقة، بما فيها الحرب في اليمن و”الصراعات الحالية الأخرى في المنطقة”.

كما ذكر مكتب هانت أنه سيضغط خلال الزيارة، وهي الأولى له منذ توليه منصب وزير الخارجية، من أجل تحسين سجل حقوق الإنسان في إيران وسيدعو للإفراج الفوري عن المواطنين الذين يحملون جنسية بريطانية إيرانية مزدوجة حينما تكون هناك أسباب إنسانية للقيام بذلك وهو ما لم تشر إليه وسائل الإعلام الإيرانية.

وفي تصريحات سابقة لزيارته، أشار هانت إلى موظفة الإغاثة البريطانية الإيرانية نازانين زغاري-راتكليف التي تعمل مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز والتي جرى اعتقالها في طهران، حيث كانت في زيارة عائلية، في أبريل نيسان 2016 لدى محاولتها العودة إلى بريطانيا بصحبة ابنتها التي صار عمرها الآن أربع سنوات.

وقال هانت ”لدينا قضية زغاري-راتكليف وغيرها من ذوي الجنسيات الأخرى هنا. هم سجناء ويجب ألا يكونوا كذلك. نريد إعادتهم إلى وطنهم (بريطانيا). وبالتالي فهناك أمور كثيرة سنتحدث بشأنها“.

الاتفاق النووي

وتخلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مايو أيار عن هذا الاتفاق الذي تفاوضت عليه واشنطن وخمس دول كبرى أخرى خلال إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وعاودت واشنطن في وقت سابق من هذا الشهر فرض عقوبات استهدفت قطاعات النفط والمصارف والنقل بإيران بهدف إجبارها على الحد من أنشطتها النووية ومن دعمها لفصائل تحارب بالنيابة عنها في المنطقة بدءا من سوريا وانتهاء بلبنان واليمن.

وتحاول الأطراف الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني، وهي الاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وروسيا والصين، التوصل لسبل لإنقاذ الاتفاق.

وحذرت إيران من أنها قد تلغي الاتفاق إذا أخفق الاتحاد الأوروبي في الحفاظ على المنافع الاقتصادية في مواجهة الضغوط التي تمارسها الولايات المتحدة.

وذكر التلفزيون الإيراني أن علي شمخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي أبلغ هانت بأن ”على الأوروبيين الإسراع بوتيرة جهودهم من أجل إنقاذ الاتفاق… نحن مستعدون لكل السيناريوهات بما في ذلك العودة لحقبة ما قبل الاتفاق“.

وذكرت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء أن هانت أكد التزام بريطانيا بالاتفاق النووي وأنه بحث الجهود الأوروبية للتخفيف من العقوبات المرتبطة بالأنشطة النووية.

وقال هانت -في بيان قبل الزيارة- ”الاتفاق النووي الإيراني ما زال يمثل عنصرا مهما للاستقرار في الشرق الأوسط من خلال التخلص من خطر امتلاك إيران أسلحة نووية. يحتاج الاتفاق إلى التزام بنسبة 100 في المئة من أجل استمراره“.

اليمن

كما بحث هانت ونظيره الإيراني محمد جواد ظريف الحاجة للإسراع في بذل الجهود الأوروبية لإنهاء الصراع في اليمن حيث يقاتل تحالف بقيادة السعودية جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران منذ ما يقرب من أربعة أعوام.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عن هانت قوله للصحفيين: ”هذا الجزء من العالم هو بصراحة برميل بارود وربما تسير فيه كثير من الأمور بشكل خاطئ. إيران هي أحد الأطراف الرئيسية ونحن حريصون للغاية على التحرك صوب السلام في اليمن. هذه أولويتنا الأولى الآن“.

ربما يعجبك أيضا