وسط تعهدات بدعم المصريين.. مجلس الشيوخ يبدأ رحلته التشريعية

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – عقد مجلس الشيوخ المصري، اليوم الأحد؛ جلسته الافتتاحية باختيار رئيسه ووكيليه، تمهيدا لبدء دوره التشريعي المنوط به، وفقا للدستور والقانون، وسط تأكيد على أن المجلس سيؤدى مهمته ورسالته بكل أمانة وسيكون عند حسن ظن الشعب المصرى العظيم ويعمل جاهدا لتحقيق أماله وطموحاته.

“الجلسة الافتتاحية”

مجلس الشيوخ بدأ جلسته الافتتاحية والتي ترأسها الفريق جلال هريدي باعتباره أكبر النواب سنا، وعاونه النائبان الأصغر سنا عمرو نبيل ومحمود عبد الجليل، بتلاوة قرار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بدعوة المجلس للانعقاد، فضلا عن قرارات الهيئة الوطنية للانتخابات في شأن انتخابات الشيوخ لاسيما إعلان النتيجة، وتلاوة قرار الرئيس بتعيين أعضاء مجلس الشيوخ (100) عضوا.

وأدى أعضاء المجلس البالغ عددهم 300 عضو اليمين الدستورية، والتي يشترط أن يؤديها العضو قبل مباشرة منصبه، كما ترشح الرئيس الأسبق للمحكمة الدستورية العليا المستشار عبد الوهاب عبد الرازق حسن، وحده لرئاسة مجلس الشيوخ، بعد دعوة هريدي الراغبين لرئاسة المجلس للترشيح، قائلا: “أنا توليت الرئيس الأسبق للمحكمة الدستورية العليا، وأمضيت وقتا طويلا في القضاء المصري بأنواعه المختلفة وأشرف بترشحي لهذا الموقع”.

وأعلن رئيس الجلسة تشكيل لجنة خاصة للإشراف على عملية الانتخاب برئاسة سامح عاشور، وعضوية إبراهيم حجازي وهانى سري الدين وعايدة نصيف ومحمد لطفي الساعي، وبعد التصويت وفرز الأصوات كشف هريدي فوز المستشار عبد الوهاب عبد الرازق برئاسة مجلس الشيوخ، حيث أسفرت نتيجة الانتخابات عن فوزه برئاسة المجلس بعدد أصوات 287 صوتا.

وأوضح جلال هريدى أن عدد الأعضاء الذين أدلوا بأصواتهم بلغ 299 عضوا، وبلغت عدد الأصوات الباطلة 12 صوتا، وبلغ عدد الأصوات الصحيحة 287 صوتا، مقدما التهنئة للمستشار عبد الوهاب الرازق بفوزه برئاسة مجلس الشيوخ، متمنيا له التوفيق والسداد.

“رسالة المجلس”

وفي كلمته، عقب اعتلائه المنصة، أكد عبد الرازق أن المجلس سيؤدى مهمته ورسالته بكل أمانة وسيكون عند حسن ظن الشعب المصرى العظيم ويعمل جاهدا لتحقيق أماله وطموحاته، متابعا: “إن شعب مصر وضع على كاهلكم مسئولية كبرى وبات يتطلع إلى مجلسكم وينتظر منه الكثير ناظرا إليه نظرة الرجاء والأمل في ظل ظروف يبنى فيها الوطن بعد أن كان يمر بظروف صعبة في ظل ما يتعرض له من مؤامرات من قوى شر وأعداء استغلت طيش بعض أبناء الوطن وحمقهم ووجهتهم نحو دمار هذا البلد”.

وأكمل: “الله حمى الوطن وهيأ له من بين أبناءه فارسا وطنيا مغوارا امتثل لأهله وبلده، ونجح في إدارة دفة السفينة فقادها بثبات وحكمة مستلهمها من إرادة الشعب وها هو يسير بها في بحر تراطمها الأمواج ويتربص بها قراصنة جبنوا عن المواجهة ويمارسوا إرهابهم وجندوا من ضل الطريق من أبناء الوطن فتصدى لهم زعيما مناضلا جسورا ورد الله به كيدهم إلى نحورهم”.

“اكتمال البناء الدستوري”

وقال رئيس مجلس الشيوخ، في كلمته أمام المجلس: “إنه ليوم مشهود تشهد فيه مصر مجلسكم الموقر الذي اكتمل فيه بناؤه الدستوري بعودة الغرفة الثانية للتشريع، وسيعمل من أجل مصلحة الشعب”، مكملا: “لقد اختص الدستور مجلسكم بمهام جسيمة، فمنحه اختصاصات وهي دراسة واقتراح ما يراه كفيلا بتوسيع دعائم الديمقراطية، ودعم السلام الاجتماعي والمقومات الأساسية للمجتمع وقيمه العليا والحقوق والحريات والواجبات العامة، وتعميق النظام الديمقراطي وتوسيع مجالاته، وأن يؤخذ رأي مجلس الشيوخ في الاقتراحات الخاصة بتعديل مادة أو أكثر من مواد الدستور”.

وأشار إلى أن المجلس يؤخذ رأيه في مشروع الخطة العامة للتنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومعاهدات الصلح والتحالف وجميع المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة، ومشروعات القوانين ومشروعات القوانين المكملة للدستور التي تحال إليه من رئيس الجمهورية أو مجلس النواب، وما يحيله رئيس الجمهورية إلى المجلس من موضوعات تتصل بالسياسة العامة للدولة أو بسياستها فى الشئون العربية أو الخارجية، وأن يبلغ رئيس الجمهورية ومجلس النواب برأيه فى هذه الأمور على النحو الذي تنظمه اللائحة الداخلية للمجلس”.

 وتابع: “كما اختص الدستور المجلس بمعالجة الظواهر الاجتماعية التي برزت مؤخرا وإعلاء مبدأ التآلف بين أبناء الأمة، والحفاظ على قيم المجتمع، فضلا عن اختصاصات تشريعية وأحكام أخرى تسري على مجلس النواب بما فيها من أدوات رقابية وتقديم طلبات لطرح موضوع للمناقشة وإبداء اقتراح برغبة”.

واستطرد: “إن مهمتكم ليست يسيرة بل هي عظيمة تحتاج العزم من أولى العزم، وأنتم أولى العزم بعلمكم وخبراتكم في شتى مجالات الحياة، التي اثق أنكم ستدخروها وتقدرونها حق قدرها وأنكم ستباشرونها مبتغين بعملكم وجه الله ومصلحة الوطن وما دمتكم كذلك فإن توفيق الله حليفكم”.