«يوم الصحة» في COP28.. فرصة لإنقاذ ملايين الأرواح

COP28 يبحث الحلول لمعالجة فجوة الموارد في الدول المتضررة من تغير المناخ

آية سيد
«يوم الصحة» في COP28.. فرصة لإنقاذ ملايين الأرواح

التلوث والضباب الدخاني الخانق الذي حصد أرواح الملايين دفع قضية مشكلات الصحة المرتبطة بتغير المناخ إلى قمة الأجندة.


تشهد فعاليات مؤتمر المناخ COP28 اليوم الأحد 3 ديسمبر 2023، انطلاق “يوم الصحة”.

وفي هذا السياق، قال خبراء لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية إن التضافر العالمي لدعم الدول الضعيفة المتضررة بشدة بسبب وفاة 250 ألف شخص جراء تغير المناخ يُعد ضروريًا لمنع انهيار المنظومات الصحية.

فرصة للدول المتضررة

أشار التقرير، المنشور أمس السبت 2 ديسمبر، إلى أنه سيجري مناقشة مجموعة من الحلول التي تهدف لمعالجة فجوة الموارد المناخية للمجتمعات الأكثر ضعفًا، وهشاشةً، وتأثرًا بالصراعات كجزء من “يوم الإغاثة، والتعافي، والسلام” على هامش COP28.

وحسب الصحيفة، فإن التمويل والتكنولوجيا الناشئة يقدمون فرصَا لتوسيع نطاق الخدمات الصحية في الدول الواقعة في مرمى نيران تغير المناخ، والأكثر تضررًا من نزوج المجتمعات، والصراع، والاضطراب.

بقيادة الإمارات. أبرز المساهمات في صندوق كوارث المناخ باليوم الأول لـ COP28

أهمية التمويل

شدد مدير مركز الصحة والرعاية الصحية بالمنتدى الاقتصادي العالمي، شيام بيشن، على أن التمويل لحماية المنظومات الصحية الضعيفة يجب أن يكون أساسيًا في المحادثات. وقال: “كانت الرئاسات السابقة تركز على إزالة الكربون وصفر انبعاثات، وهي أمور بالغة الأهمية”.

وتابع: “والآن نشهد التأثير الكبير لتغير المناخ في صحة الإنسان، وأخيرًا أصبح لدينا أجندة للصحة (في COP28)”، مضيفًا أن ما يصل إلى “7 مليون شخص يموتون بسبب تلوث الهواء الناتج عن تغير المناخ”.

علاقة معقدة

حسب ذا ناشيونال، كشفت بيانات منظمة الصحة العالمية العلاقة المعقدة بين تغير المناخ والصحة العالمية. وفي الوقت الحالي، يسكن 3.6 مليار شخص في مناطق معرضة بشدة لعواقب تغير المناخ.

وفي الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، في يناير الماضي، أطلق مركز الصحة والرعاية الصحية مبادرة، بالعمل من كثب مع مركز الطبيعة والمناخ بالمنتدى ومنظمات خيرية، مثل مؤسسة روكفيلر، لإيجاد حلول لتحسين جودة الهواء.

وفي هذا الشأن، قال بيشن: “الموت المبكر بسبب تلوث الهواء هو أعلى قاتل في العالم الآن. ومع تلوث الهواء، لا يقتصر التأثير على إنتاج الغذاء، بل أيضًا تلوث المياه والظواهر الجوية المتطرفة. وهذا له تأثير كبير في صحة الإنسان، وأخيرًا أصبح العالم يدرك أن الوقت حان للتركيز على هذه القضية”.

المزيد من الوفيات

تؤدي قائمة طويلة من الشكاوى الصحية المرتبطة بتغير المناخ إلى ارتفاع متوقع في الوفيات، بـ250 ألف وفاة متوقعة كل عام في الفترة من 2030 حتى 2050، نتيجة لتغير البيئة. إلا أن صناعة الرعاية الصحية نفسها مسؤولة عن 6% تقريبًا من كل انبعاثات الكربون، وتواصل تلويث العالم.

إنفوجراف| الدول صاحبة أعلى انبعاثات لغاز الميثان

إنفوجراف| الدول صاحبة أعلى انبعاثات لغاز الميثان

وأشارت الصحيفة الإماراتية إلى أن التلوث والضباب الدخاني الخانق الذي حصد أرواح الملايين دفع قضية مشكلات الصحة المرتبطة بتغير المناخ إلى قمة الأجندة.

وفي هذا الصدد، قال رئيس شركة برجيل القابضة، إحدى أكبر مجموعات الرعاية الصحية في المنطقة، شمشير فاياليل، إن تغير المناخ “يشكل أزمة صحة عامة كبيرة، إذ أنه من الصعب تقدير حجم عواقبه الفورية والمطولة”.

انتشار الأمراض

أضاف فاياليل أن مختصي الرعاية الصحية “يرصدون مظاهر تغير المناخ على صحة الإنسان، ومنها ارتفاع المواليد منخفضي الوزن، والإجهاض، والحالات الطبية التي تشمل أطفال يعانون خللًا في وظائف الرئة بسبب تلوث الهواء”.

واستطرد: “يوجد ارتفاع في المرضى الذين يعانون أمراض جلدية التهابية مرتبطة بالحساسية، والحرارة، وتلوث الهواء، وتفاقم الأعراض لدى مرضى القلب، وتقارير عن ارتفاع الوفيات الناتجة عن مرض السرطان المرتبط بتغير المناخ”.

ووفق ذا ناشيونال، من المتوقع حدوث الملايين من الوفيات الإضافية في العقود المقبلة، بسبب سوء التغذية، والملاريا، والإسهال، والإجهاد الحراري الناتجين عن تغير المناخ. وهذه الآثار تمتد أبعد من قطاع الصحة، وتؤثر في مجالات حيوية مثل الزراعة، والمياه، والصرف الصحي.

ارتفاع التكاليف

حسب توقعات منظمة الصحة العالمية، من المتوقع ارتفاع التكاليف المرتبطة بالمشكلات الصحية الناتجة عن تغير المناخ بواقع 4 مليارات دولار سنويًا بحلول 2030. وفي هذا السياق، أشار فاياليل إلى أن تعزيز البنية التحتية للرعاية الصحية يبرز كجانب محوري من تمويل الصحة.

وقال: “هذا يشمل تعزيز قدرات العاملين في مجال الرعاية الصحية، وضمان الإمداد المستمر للموارد الطبية وتعزيز مرونة منشآت الرعاية الصحية”، مضيفًا “بينما نلاحظ الآثار المتصاعدة لتغير المناخ في الصحة، لم تكن ضرورة التضافر العالمي أكثر وضوحًا من الآن”.

تحت الضغط

يتعامل المختصون في مجال الصحة حول العالم مع العواقب الشخصية والإكلينيكة لتغير المناخ. ورغم هذه التحديات، لا يزال التفاؤل موجودًا. فالحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والاستثمار في منظومات رعاية صحية قوية يمكن أن يخففوا ما يصل إلى 90% من عبء الأمراض المتوقعة.

وفي تصريح للصحيفة الإماراتية، قال مدير عيادة التحكم في الوزن بمدينة برجيل الطبية في أبوظبي، محمد فتيان: “الآثار الصحية لتغير المناخ مباشرة وغير مباشرة، وتؤدي إلى دورة مؤذية، وتعرّض الرفاه والاستقرار الاقتصادي للخطر”.

وأضاف: “التركيز على الوقاية وتشجيع أساليب حياة صحية أكثر يمكن أن يقللوا انبعاثات الغازات الدفيئة. وهذا الجهد التحولي لا يعالج فقط تغير المناخ، بل أيضًا الأمراض التي نواجهها اليوم”، مشددًا على أنه بعد إدراك ذلك “يجب على صناع السياسة منح الأولوية للعمل المناخي”.

ربما يعجبك أيضا