دليل الفرص: كيف تدخل إفريقيا مستثمرًا؟

رنا أسامة

الاستثمار في إفريقيا عمل تجاري مربح والقارة السمراء هي المنطقة الأكثر ازدهارًا في العالم.


توفّر القارة الإفريقية فرصًا استثمارية واعدة بمواردها الطبيعية والبشرية الغنية وقواها العاملة الشابة، ما يجعلها جاذبة للمستثمرين الجُدد، وسط توقعات بتوسع الاستثمار الأجنبي في إفريقيا على مدار السنوات المقبلة.

ونظرًا لأن الدول الإفريقية ذات الاقتصاديات النامية جزء لا يتجزأ من التنمية الاقتصادية العالمية، يعتقد خبراء أن الوقت الحالي الأمثل للاستثمار في إفريقيا، فهل حان الوقت حقًا للاستثمار في القارة السمراء؟ وما أبرز القطاعات الجاذبة للمستثمرين؟

إفريقيا موطن الاستثمار الأجنبي

توقع 46% من المستثمرين المشاركين في دراسة أجرتها شركة «وورلد موبايل» تحت إشراف شركة الأبحاث المستقلة «بيور بروفايل»، نموًا كبيرًا في الاستثمار الأجنبي بالقارة الإفريقية خلال السنوات الخمس المقبلة، وفق موقع نيوز بيزنس إثيوبيا.

وعزت الدراسة ذلك إلى جاذبية الأجزاء المستقرة من إفريقيا للمستثمرين، باعتبارها موطن الاستثمار الأجنبي المباشر، وقال ميكي واتكينز، الرئيس التنفيذي لشركة وورلد موبايل، إن “الاستثمار الأجنبي المباشر تضرر بشدة في جميع أنحاء العالم بسبب جائحة كوفيد-19، وعانت إفريقيا ومناطق أخرى جراء ذلك. لكن يظل الاستثمار في القارة كبيرًا ويدرك المستثمرون المحترفون ذلك”.

وجهة استثمارية حيوية للخليج

القارة السمراء تُعد كذلك وجهة استثمارية جاذبة لدول الخليج العربي. بحسب تقرير أصدرته غرفة دبي بالتعاون مع مجلة ذي إيكونوميست البريطانية في أكتوبر 2021، التي أوضحت أن شركات خليجية استثمرت أكثر من 1.2 مليار دولار في إفريقيا بين يناير 2016 ويوليو 2021، لا سيّما في قطاعات النقل والخدمات اللوجستية والأغذية والخدمات المالية والضيافة، كان 88% من هذه الاستثمارات مصدرها إماراتي.

وبلغ إجمالي الصادرات الإفريقية لمجلس التعاون الخليجي 24.58 مليار دولار خلال العام 2019، وفق مركز التجارة الدولية، وصدّرت دول التعاون الخليجي بضائع قيمتها 47.70 مليار دولار لإفريقيا خلال العام نفسه.

لماذا الاستثمار في إفريقيا الآن؟

ثمّة أسباب تجعل الوقت الحالي مثاليًا للاستثمار في إفريقيا، ويعتقد مستثمرون أن القارة لديها إمكانيات هائلة، لعل أبرزها عدد سكانها الكبير ومواردها الطبيعية وإصلاحاتها الاقتصادية.

وسجّلت المنطقة الإفريقية نموًا بنسبة 11.4% في عوائد الاستثمار الأجنبي بين عامي 2006 و2011. وفق تقرير صادر عن الأمم المتحدة، في حين أظهرت بيانات انخفاضًا في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بإفريقيا بنسبة 16% في العام 2020 بسبب وباء فيروس كورونا، لكن في العام التالي 2021 نما ناتجها الاقتصادي 3.5% وباتت جاهزة للاستثمار.

الأسرع نموًا للاستثمار

أظهر تقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة أن إفريقيا مثالية للمستثمرين باعتبارها الأسرع نموًا للاستثمار الأجني المباشر، لغِناها بالموارد الطبيعية والمواد الخام، في الوقت الذي تضم فيه 40% من الذهب و30% من احتياطيات المعادن في العالم، وفق تقرير لصحيفة بيزنس إنسايدر الأمريكية.

علاوة على ذلك، يُمكن للمستثمرين الاستفادة من تردّي البنية التحتية من خلال الشراكات الخاصة والعامة في مناطق البنية التحتية الفقيرة، كذلك الأسواق والموارد البشرية والطبيعية غير المُستغلة بقدر كافٍ. وتمتلك القارة أكثر من 800 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، تتصدرها نيجيريا والجزائر والسنغال، وسط توقعات بزيادتها بنسبة 80% عام 2035.

ما القطاعات الجاذبة للاستثمار في إفريقيا؟

توجد عدة قطاعات جاذبة للاستثمار في القارة السمراء، عدّدت بيزنس انسايدر أبرزهم فيما يلي:

الزراعة

وفق مجموعة أكسفورد للأعمال، تمثل الزراعة 14% فقط من الناتج المحلي الإجمالي لجنوب الصحراء الكبرى، في الوقت الذي تضم فيه القارة الإفريقية 60% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، ما يجعلها مُكتفية ذاتيًا وقادرة على إطعام بقية العالم.

وفي هذا الصدد، بلغت فاتورة الواردات الغذائية للمنطقة إلى مستوى قياسي في العام 2021. وتظهر بيانات البنك الدولي أن إفريقيا تستورد ما قيمته 35 مليار دولار من المواد الغذائية سنويًا، لكن من الآمن القول إن قطاع الزراعة بإفريقيا يقدم للمستثمرين مكاسب وفرصًا للنمو تدفع المنطقة نحو السيادة الغذائية.

التكنولوجيا الناشئة

ربما بات من المعروف أن النظام البيئي التكنولوجي أحد أسرع النظم البيئية نموًا في العالم. ففي العام 2021، جمعت الشركات التكنولوجية الناشئة الإفريقية تمويلات بما يقرب من 5 مليارات دولار.

وذكر تقرير الصحيفة أن مصر ونيجيريا وجنوب إفريقيا وكينيا ورواندا من أبرز البلدان الإفريقية ذات النظم الإيكولوجية التكنولوجية الأكثر حيوية، مُشيرًا إلى أن القطاعات الفرعية الأفضل أداءً تشمل التكنولوجيا المالية، والتكنولوجيا الصحية، وتكنولوجيا التعليم ، والتكنولوجيا الزراعية.

العقارات

ترتبط الفرص الاستثمارية بنسبة السكان. وفقًا لإحصاءات شركة ستاتيسا الألمانية للأبحاث، بلغ عدد سكان إفريقيا 1.37 مليار اعتبارًا من مايو 2021، وسط توقعات باستمرار النمو السكاني. على سبيل المثال، تُقدّر الأمم المتحدة بأن عدد سكان القارة سيصل إلى 2.5 مليار شخص بحلول عام 2050.

وتُظهر بيانات مِنصة وورلد ميتر الدولية أن نيجيريا (206 ملايين نسمة)، وإثيوبيا (114 ملون نسمة)، ومصر (102 مليون نسمة)، والكونغو (89 مليون نسمة)، وجنوب إفريقيا (60 مليون نسمة) أكثر دول القارة اكتظاظًا. وتمثل هذه الأرقام الأشخاص الذين يحتاجون إلى سكن لائق بأسعار معقولة، ما يمنح المستثمرين العقاريين فرصًا مُجزية بالقارة السمراء.

الموارد الطبيعية

تضم القارة الإفريقية 10% من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي في العالم. ووفق مِنصة إنيرجي كابيتال آند باور للطاقة، تبلغ احتياطيات الغاز الطبيعي في إفريقيا أكثر من 800 تريليون قدم مكعب، وسط توقعات بزيادته 80% بحلول عام 2035، ما يجعل القارة نقطة جاذبة للمستثمرين.

علاوة على ذلك، فالقارة السمراء غنية بالذهب والماس والبلاتين واليورانيوم وغيرها. قيّمت الأمم المتحدة الاستثمار إفريقيا بأنه سيكون بمثابة عمل تجاري مُربح، واصفة إيّاها بأنها المنطقة الأكثر ازدهارًا في العالم في الوقت الذي تشكل فيه  إمكاناتها من الطاقة الشمسية حوالي 40% من الإجمالي العالمي، و32% من إجمالي طاقة الرياح، و12% من إجمالي الطاقة الكهرومائية.

ربما يعجبك أيضا