لماذا توسّع إسرائيل عملياتها ضد أهداف نووية إيرانية؟

أحمد ليثي

بعد تركيز جهودها السرّية على البرنامج النووي الإيراني لسنوات، توسع إسرائيل حملتها مع الاعتراف بأن إيران قد أحرزت تقدمًا كبيرًا في إنتاج اليورانيوم.


قال أشخاص مطلعون، إن إسرائيل تكثف حملتها لإحباط برامج إيران النووية والصاروخية والطائرات بدون طيار من خلال سلسلة من العمليات السرية التي تستهدف مجموعة أوسع من الأهداف الرئيسة.

ووفقًا لتقرير ديون نيسنباوم في 20 يونيو الجاري، في وول ستريت جورنال، تعتبر التحركات الإسرائيلية الجديدة أحدث تطور لاستراتيجية عقيدة الأخطبوط التي أطلقها رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، والتي تهدف إلى نقل معركة إسرائيل ضد إيران إلى الأراضي الإيرانية.

السلاح النووي إيران

تصعيد إسرائيلي

بحسب تقرير نيسنباوم، صعّدت إسرائيل حملتها العام الماضي، بتوجيه ضربات بالطائرات المسيرة لضرب منشآت نووية إيرانية، وهجوم على قاعدة إيرانية للطائرات المسيّرة، وبحسب أشخاص مطلعين، ألقت إيران باللوم على إسرائيل في مقتل ضابط عسكري إيراني كبير في طهران الشهر الماضي، وادّعى الإسرائيليون أنه يدير فرق قتالية في الخارج تستهدف الإسرائيليين.

وقال بينيت أمام لجنة برلمانية في وقت سابق من هذا الشهر: “في العام الماضي، اتخذت دولة إسرائيل إجراءات ضد إيران نفسها”، متابعًا: “لقد ولّت أيام الحصانة التي تهاجم فيها إيران بلادنا وتنشر الإرهاب عبر وكلائها الإقليميين دون رد”.

اغتيال علماء إيرانيين

في تقرير صدر بصحيفة ذا تايمز أوف إسرائيل في21 يونيو، زعمت إيران أنها ألقت القبض على عملاء الموساد الذين كانوا يخططون لاغتيال علماء نوويين في البلاد، ولم يذكر الإعلان بالتفصيل جنسيات العملاء المزعومين أو عدد الأشخاص المعتقلين. ولم يعط مزيد من التفاصيل.

وذكر المدعي العام لمحافظة سيستان وبلوتشستان، مهدي شمسبدي، بحسب مهر نيوز الإيرانية، ن القبض على عناصر الموساد جاء بعد عملية استخباراتية معقدة استمرت ثمانية أشهر من المراقبة”، موضحًا أن القضية حاليًا في مرحلة التحقيق الأولي وسيتم إصدار لائحة اتهام وإرسالها إلى المحكمة قريبًا”.

نطنز

إيران تستهدف إسرائيليين في الخارج

بعد تركيز جهودها السرّية على البرنامج النووي الإيراني لسنوات، توسع إسرائيل حملتها مع الاعتراف بأن إيران أحرزت بالفعل تقدمًا كبيرًا في إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة، والهدف الآن منع طهران من تطوير رأس حربي نووي وصاروخ قادر على حمله.

وردّت إيران على الحملة الموسعة التي شنتها إسرائيل عليها، بعديد الهجمات المتصاعدة داخل أراضيها واستهداف جديد لعدد من المواطنين الإسرائيليين في جميع أنحاء العالم، وفقًا للقادة الإسرائيليين، وحذرت إسرائيل مواطنيها من السفر إلى عدة دول منها تركيا بسبب استهدافهم.

أمريكا تمتنع عن التدخل

بحسب تقرير سي إن إن في 22 يونيو، امتنعت إدارة بايدن عن التدخل في الاغتيالات المستهدفة والأنشطة التخريبية المزعومة، فلا تسمح إسرائيل للولايات المتحدة بمعرفة ما تنويه من اغتيالات، ونادرًا ما تعترف بها بعد ذلك في محادثات مغلقة، وقال مسؤول أمريكي إن إسرائيل كانت وراء اغتيال العقيد في الحرس الثوري الإيراني، حسن صياد خدايارى، الشهر الماضي.

رحلة بايدن إلى الشرق الأوسط

قال مسؤول أمريكي للشبكة، إن رحلة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في يوليو المقبل إلى الشرق الأوسط ستركز على طمأنة الحلفاء بأن الإدارة تأخذ التهديد الإيراني على محمل الجد، لأن الوضع يزداد سخونة، في إشارة إلى قرار إيران الأخير بتفكيك عدة كاميرات مراقبة في أحد مواقعها النووية، بالإضافة إلى سلسلة الهجمات التي نفذتها إسرائيل.

وأضاف متحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: “ملتزمون بالتشاور عن كثب مع شركائنا الإقليميين بخصوص سياسة الولايات المتحدة بشأن إيران، وعمومًا ندعم الحوار بين دول المنطقة حول قضايا الأمن والاستقرار الإقليميين”.

الخليج أكثر قلقًا

وفق التقرير، تعتبر دول الخليج أقل قلقًا من إسرائيل بشأن السلاح النووي، وأكثر قلقًا بشأن تخفيف عقوبات الاتفاق النووي الذي يمكن أن يساعد في تمويل أنشطة إيران الخبيثة الأخرى، والسعودية تريد أكبر قدر ممكن من المشاركة من واشنطن في تقييد إيران.

وأوضح علي الشهابي، ناشط سعودي مقرب من الرياض: “يريد الخليج أن يشعر بأن أمريكا تقف إلى جانبهم، لكن أكبر علامة استفهام في الوقت الحالي تتمثل في إمكانية الاعتماد على أمريكا، ونقاش هذه النقطة سيهيمن على اجتماع مجلس التعاون الخليجي وبايدن”.

ربما يعجبك أيضا