حال فشل مفاوضات فيينا.. هل تبارك واشنطن ضربة إسرائيلية لمنشآت إيران؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

بالتوازي مع المفاوضات النووية المتعثرة نسبيا بين إيران والغرب، يدخل الاحتلال الإسرائيلي على الخط بقوة هذه المرة، ويسعى لتصعيد مواقفه وتكثيف تحركاته للتصدي لبرنامج طهران النووي.

رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي نفتالي بينيت حض في هذا الإطار، القوى العالمية على اتخاذ موقف متشدد إزاء إيران خلال المفاوضات.

تصعيد إسرائيلي ضد إيران

وبينما لا تزال أبواب الرد الأميركي على التصرفات الإيرانية مفتوحة، خصوصاً بعدما حذر البيت الأبيض مما سيحصل لو أخفقت الدبلوماسية بشأن برنامجها النووي، فإن وصول وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس إلى مبنى البنتاجون بعد وصول رئيس الموساد إلى واشنطن، حمل معه خطط إسرائيلية بضرورة العمل على جهوزية عسكرية عالية المستوى تضم تدريبات عسكرية مشتركة تحاكي استهداف المنشآت النووية الإيرانية كملاذ أخير لمواجهة الطموحات النووية الإيرانية، حال فشل المفاوضات في فيينا.

بعد وصوله لواشنطن، شرع وزير الجيش الإسرائيلي بيني جانتس في جولة مباحثات مع مسؤولين أمريكيين، وحسب مصادر مطلعة لوكالة رويترز فإن ممثلي الدولتين يدرسون الخيارات العسكرية المحتملة.

التهديد الأكبر

وشدد بيني غانتس، على أن “إيران هي التهديد الأكبر على المستوى الإقليمي والعالمي“.

وقال جانتس خلال محادثاته مع نظيره الأميركي في البنتاغون، إن “إيران لا تشكل تهديداً لأمننا فقط بل لقيمنا المشتركة”، مضيفا “برنامج إيران النووي هو مجرد وسيلة لتعزيز هيمنة طهران”.

الخيار العسكري جاهز

وأضاف جانتس أن البرنامج النووي هو وسيلة إيران لتحقيق هدفها وهو الهيمنة وفرض إيديولوجيتها المتطرفة وتهديد إسرائيل. مؤكدا أنه واثق تماما من الولايات المتحدة باعتبارها القوة العالمية بمنع إيران من الحصول على سلاح نووي.

ويريد الاحتلال الإسرائيلي أن يكون الخيار العسكري جاهزا وليس نظريا فقط، والتلويح باستخدامه قد يقنع إيران بالتزام الجدية في التفاوض وأن على واشنطن والمجتمع الدولي أن يفاوضا إيران من منطلق القوة وليس الضعف.

عدم تطابق في الرؤية الأمريكية الإسرائيلية

لكن الحفاوة التي استقبل بها وزير الجيش الإسرائيلي في واشنطن، قابلها وبحسب معلومات أمريكية، عدم تطابق في الرؤية حيال طرق وقف برنامج  النووي، حيث  تعهدت أمريكا على لسان وزير دفاعها لويد أوستن بالتزامها بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي مؤكدا أن هذا الأمر يخص الأمن القومي للولايات المتحدة وإسرائيل والعالم.

وأضاف وزير الدفاع لويد أوستن: “أنا قلق للغاية من تصرفات الحكومة الإيرانية في المجال النووي في الأشهر الأخيرة من استفزازاتها المتواصلة وعدم التزامها الدبلوماسي”.

الإبقاء على الدبلوماسية

يأتي ذلك فيما تتحرك الإدارة الأمريكية حسب مصادر صحيفة وول ستريت جورنال صوب الإبقاء على الدبلوماسية وتشديد تطبيق العقوبات على إيران ووقف المعاملات الخاضعة لها، والإبقاء على جانب الردع.

وفيما فرض عقوبات اقتصادية موجعة على إيران وعزلها سياسيا وتوجيه ضربات سريعة لوكلائها في سوريا والعراق والضرب بيد من حديد، ورغم النظر في بدائل عسكرية حقيقية، إلا أن الإدارة ما تزال تأمل في تحقيق بعض التقدم في المسار التفاوضي بفيينا، رغم اقتناع الولايات المتحدة بأن إيران تستغل الوقت لتطوير برنامجها النووي.  

الموساد الإسرائيلي يرفض طلباً أميركياً

وكانت مصادر مطلعة قد أفادت في وقت سابق بأن الموساد الإسرائيلي رفض طلباً أميركياً بإخطارها مسبقاً بأي ضربة لإيران.

وفي فيينا، استؤنفت الخميس الجولة السابعة من المفاوضات لإقناع الولايات المتحدة وإيران بالعودة للاتفاق النووي، بعد انسحاب الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، من الاتفاق، وتخفيض إيران التزاماتها النووية باستمرار.

تصميم على العمل بجد

غير أن إنريكي مورا، منسق الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا، أوضح أنه بعد “مشاورات مفيدة في العواصم (..) عادوا بتصميم متجدد على العمل بجد”، فيما ستستمر الآن اللقاءات الثنائية واجتماعات الخبراء، وفق فرانس برس.

كما أضاف مورا: “سنرى ما سيحدث في الأيام المقبلة. إنها مهمة صعبة. يجب أن نردم هوة الخلافات بين المواقف”، مؤكداً أن “الشعور بأن الأمر ملح”، وهو التعبير الذي يرد باستمرار في هذا الملف، “أكثر حدة مما هو عادة”.

ربما يعجبك أيضا