صناعة السيوف وأدوات المائدة في لبنان.. مهنة تقاتل من أجل البقاء

رؤية

في بلدة جزين بجنوب لبنان، لا يزال قلة من الحرفيين يحملون شعلة صناعة السيوف وأدوات المائدة التقليدية في محاولة للحفاظ على حرفة يدوية يعود تاريخها إلى قرون.

صانع السيوف والخناجر وأدوات المائدة التقليدية في القرية، أنطوان شاهين، يقول لرويترز: “هذا الصناعة بدأت مع مطلع القرن السابع عشر عندما جاء أهلنا على المنطقة”.

صناعة السيوف تطورت وتحولت من صناعة سيوف حربية إلى صناعة سيوف مزخرفة للديكور لتتعلق بالبيوت وبالصالونات.

ويؤكد شاهين أن الحرفيين في يتابعون عملهم بشغف ويحسنون أداءهم بمرور الوقت، مضيفا “بالنسبة لهذه الصناعة لازلنا مستمرين الحمد لله، وعم نحسن فيها لتكون تحفة تنحط على موائد العظماء والكبار من الملوك والرؤساء”.

وعبر شاهين عن قلقه من اتجاه الحرفة نحو الانقراض لعزوف الأجيال الجديدة عن تعلمها، قائلا: ” المشكلة التي تواجهنا هي الاستمرارية ، يعني ما فيه أشخاص عم بيجوا يتعلموها، بجيب شباب بيشتغلوا خمس ست شهور ويرجعوا على المدارس، ولا يعودون مرة ثانية لتعلمها، وهذا يجعل المهنة في طريقها للانقراض”.

وتشتهر جزين بصناعة الخناجر والسيوف وأدوات المائدة التقليدية، وكان من نتيجة ذلك إنتاج قطع مميزة بيع بعضها لملوك ورؤساء دول، بحسب كثيرين بينهم شاهين.

ويشدد حرفي آخر في جزين، هو صانع السيوف والخناجر وأدوات المائدة التقليدية أيضا، مارون عون، على الأثر السيء للأزمة المالية في لبنان على الصناعة التقليدية التي يعمل بها وما ألحقه ذلك بأرباح من يعملون بها.

وقال عون “أنا وقت اللي فُتت عليها ها المصلحة وكنا هيك نشتغل فيها وكان فيه أجانب، كان لبنان مرتاح، يوصل مثلا الأجنبي يأخذ قطع. يعني ما نلحق لأنه كان كلها شغل يدوي، كنا نبيع كان فيه إفادة، كان فيه ازدهار. لكن حاليا الجميع يعرف حال الاقتصاد، بالمرة يعني وإذا بدو يجي واحد مثلا بعطيك نبذة صغيرة مثلا، كان يجي يأخذ قطعتين، أربع قطع للعرس حقهن 80، 90 دولار يعني، 120 ألف ليرة (لبنانية)، حاليا صار ثمنهن مليون، مليونين ليرة ثلاثة مليون، مليون ونص مثلا”.

ربما يعجبك أيضا