أرمينيا تبحث عن دعم اقتصادي أوروبي أمام روسيا

للتوازن الاقتصادي.. أرمينيا تراهن على الاتحاد الأوروبي

يوسف بنده

تسعى أوروبا إلى تحقيق توازن جيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز من خلال مساعدة أرمينيا، لدعم طريق إمدادات الطاقة وحركة التجارة بين أوروبا وأسيا.


يمضي رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان في سياسة جديدة تعتمد على التوازن في علاقات بلاده الخارجية بين روسيا والاتحاد الأوروبي.

وقد تشكل موقف جديد لـ يريفان من القوى الإقليمية بعد حرب تحرير مرتفعات ناغورني قره باغ، بين أذربيجان وأرمينيا، حيث نجحت باكو بالسيطرة على تلك المرتفعات بعد دعم من تركيا وإسرائيل، ووسط اتهامات من أرمينيا لروسيا بالتقاعس، خاصة أن الأولى عضو في منظمة معاهدة الأمن الجماعي.

اقرأ أيضًا: بعد اقترابها من الناتو.. إيران تحذر أرمينيا من خطورة الخطوة

اجتماع بروكسل 1

الاجتماع الثلاثي بين أرمينيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل الجمعة 5 إبريل

اجتماع بروكسل

جاء اجتماع بروكسل، الجمعة 5 إبريل 2024، مؤشر على جدية يريفان في تحقيق هذا التوازن، خاصة أن أرمينيا غاضبة من روسيا من خلال انتقاد دورها كضامن للأمن الإقليمي، وتسعى للتقرب من الغرب، بل وحتى طرح فكرة التقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.

وحسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، فإن اجتماع بروكسل شارك فيه رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لايين، ووزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن ومسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل.

وقال باشينيان إن هذا الاجتماع كان دليلًا على توسيع شراكة بلاده مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

اقرأ أيضًاإيران تعمل على جذب روسيا نحو ممرها التجاري

رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين

الاجتماع الثلاثي بين أرمينيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الذي عقد في بروكسل الجمعة 5 إبريل

حزمة مساعدات

خلال اجتماع بروكسل، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، عن منح حزمة “الصمود والنمو” الاقتصادية إلى أرمينيا على أربع سنوات، وذلك برهانًا أن الاتحاد الأوروبي يقف إلى جانب أرمينيا.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، إن بلاده ستعزز أيضًا دعمها الاقتصادي ليريفان إلى 65 مليون دولار هذا العام لمساعدة الجهود الرامية إلى جعل أرمينيا “دولة قوية ومستقلة تعيش في سلام مع جيرانها”.

وقد أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية: “سنقوم باستثمارات حتى يصبح اقتصاد أرمينيا ومجتمعها أقوى وأكثر استقراراً ضد الصدمات”، مشيرة إلى منحة بقيمة 270 مليون يورو والتي ستساعد الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل خاص.

وبحسب فون دير لاين سيستثمر الاتحاد الأوروبي في أرمينيا خاصة في مشاريع البنية التحتية وخاصة في مشروع الكابلات الكهربائية في البحر الأسود وكذلك في إنتاج الطاقة المتجددة ورحبت فون دير لاين بمشروع “مفترق طرق السلام” للحكومة الأرمنية وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي سيدرس أيضاً النقل عبر الحدود عندما تسمح الظروف بذلك.

اقرأ أيضًا: «موانئ أبوظبي» تستحوذ على 60% في ميناء تبليسي الجاف

باشينيان في البرلمان

رئيس الوزراء الأرميني، نيكول باشينيان

دعم اقتصادي أوروبي

في حوار مع وكالة أرمن برس، الثلاثاء 9 إبريل، قال المحلل السياسي أرمين بيتروسيان، أن أرمينيا تحتاج دعماً مالياً كبيراً، وكذلك شروطاً اقتصادية تفضيلية ملموسة أكثر للأعمال الأرمنية من الاتحاد الأوروبي والدول الفردية المدرجة فيه. ومن الضروري التركيز على البنية التحتية والخدمات اللوجستية، حتى يتمكن المنتج والمصدر الأرمني أولاً من البحث بسهولة وإيجاد بدائل للسوق الروسية، وبعد ذلك ستكون طرق الوصول إلى الأسواق الغربية سلسة.

وأوضح أن بيتروسيان، أن التعاون الاقتصادي مع الاتحاد الأوروبي لا يجب أن يكون محدودًا، لأن بلاده يمكن أن تواجه بعض التدابير المضادة المتوقعة من الاتحاد الروسي، لأن تعاونها مع الغرب يجري على خلفية التوتر الجيوسياسي، ورد فعل العديد من اللاعبين الإقليميين، مثل تركيا وأذربيجان.

اقرأ أيضًا: تقارب أرمينيا من القوى الغربية يثير قلق دول جوارها

9ecde8eedcbac330c494b8ed35296685b5fa98ed

الصراع بين أذربيجان وأرمينيا

دعم الممر الأوسط

تسعى أوروبا إلى تحقيق توازن جيوسياسي في منطقة جنوب القوقاز لدعم إمدادات الطاقة وحركة التجارة بين أوروبا وأسيا، لكن لا تسعى إلى استفزاز روسيا بما يتسبب في عزلها عن تلك المنطقة المهمة في طريق حركة التجارة، ولذلك تأتي المساعدات الأوروبية في إطار تحقيق التوازن بين أرمينيا وأذربيجان البلدين المتصارعين في منطقة جنوب القوقاز.

وتدعم أوروبا طريق الممر الأوسط وهو طريق تجاري يربط أسيا بالأسواق بشرق أوروبا، مستفيداً من مجموعة موانئ بحرية وجافة في كازاخستان وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا وتركيا.

ربما يعجبك أيضا