أنباء عن فرار البشير من سجن كوبر السوداني.. ما القصة؟

أفادت تقارير صحفية سودانية بهروب الرئيس السوداني السابق عمر البشير، من محبسه في سجن كوبر بالعاصمة السودانية الخرطوم.

جاء هذا بعد اقتحام السجن، خلال الاشتباكات الجارية بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع التي يقودها محمد حمدان دقلو (حميدتي).

فرار عمر البشير

قالت تقارير سودانية إن عددًا كبيرًا من المساجين فروا من سجن كوبر، أمس الأحد 23 إبريل 2023، بعدما عمت الفوضى من جراء تبادل إطلاق النار، وكان من ضمنهم البشير الذي يقضي عقوبته داخل السجن الشهير.

ويقضي عدد من الشخصيات البارزة عقوبتهم في سجن كوبر رفقة البشير، ومن بينهم نائبه بكري حسن صالح، ووزير الدفاع الأسبق عبدالرحيم محمد حسين، وقيادات أخرى من ضباط الجيش السوداني.

اقرأ أيضًا: عمر البشير بأولى جلسات محاكمته: أتحمل مسؤولية انقلاب 1989

ويواجه البشير والقيادات المذكورة سلفًا اتهامات تصل عقوبتها إلى الإعدام، منها تقويض النظام الدستوري، على خلفية المشاركة في انقلاب 30 يونيو 1989، والذي حكم بموجبه البشير البلاد 30 عامًا، بغطاء كامل من جماعة الإخوان الإرهابية بالسودان، بمعرفة الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي حسن الترابي.

بعد فوضى سجن كوبر .. تضارب الأنباء حول فرار عمر البشير ورفاقه

محاكمة البشير .. ماذا حدث؟

تحدث البشير أمام محمكة مديري انقلاب 1989 بالخرطوم، وقال إنه يتحمل المسؤولية كاملة عن أحداث انقلاب 30 يونيو 1989، واصفًا نفسه بأنه “قائد ومفجر ثورة الإنقاذ الوطني”.

وادعى البشير في شهادته أمام المحكمة إن السلطة لم تكن تعنيه، مضيفًا أن كل أعضاء مجلس الثورة لم يكن لهم دور في التخطيط أو التنفيذ، بل جاء اختيارهم لتمثيل وحداتهم، وهم خيرة قوات الشعب المسلحة.

اقرأ أيضًا: دفاع عمر البشير يرفض مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية

وفي 11 إبريل من عام 2019، رحل البشير بسبب الاحتجاجات الشعبية التي طالبت بعزله، ليكون أول رئيس سوداني يقدّم للمحاكمة منذ استقلال السودان في عام 1956.

بعد فوضى سجن كوبر.. تضارب الأنباء عن فرار عمر البشير ورفاقه

تاريخ السودان مع الانقلابات

كان السودان على موعد مع 3 انقلابات انقلابات عسكرية، قادها إبراهيم عبود في 1959 وبقي في السلطة حتى 1964، وجعفر النميري من 1969 إلى 1985، ثم عمر البشير من 1989 إلى 2019.

وسيطر البشير على السلطة من الحكومة المنتخبة برئاسة الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة، أكبر الأحزاب السودانية، وبقي البشير في السلطة 30 عامًا.

اقرأ أيضًا: وفاة زوجة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير

ولم يقتصر الأمر للبشير فقط على محاكمته داخليًّا، لأن الرئيس السوداني السابق مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب جرائم إبادة جماعية وتطهير عرقي، خلال النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في العام 2003. وتسبب الصراع في الإقليم الواقع غربي البلاد في مقتل 300 ألف شخص، ونزوح الملايين.

العنف يدخل يومه العاشر

تدخل الأزمة الواقعة في السودان يومها العاشر، اليوم الاثنين، إذ تستمر الأطراف المتشابكة في تبادل اطلاق النار، وتحاول القوى الأجنبية إنقاذ موظفي سفاراتها الذين حوصروا في القتال الدامي في السودان.

وقال مسؤولون أمريكيون إن القوات الأمريكية الخاصة ساعدت في جلب ما يقرب من 100 شخص، معظمهم من موظفي السفارة الأمريكية، بالإضافة إلى عدد صغير من الدبلوماسيين من دول أخرى، إلى بر الأمان، يوم أمس الأول السبت.

القتال مستمر في السودان

الشعب السوداني يعاني

يقبع المواطنون السودانيون محاصرين في المنازل بسبب إطلاق النار المستمر، ويعانون بسبب نقص الغذاء، ويبحث بعضهم عن طريقة للفرار من البلاد عبر الحدود البرية، خاصة مع استمرار إغلاق المطارات الرئيسة في البلاد.

وتسبب هذا الصراع في مقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة 3700 حتى الآن، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. ويتدهور الوضع الإنساني في ظل نقص الخدمات الطبية، مع ترك العديد من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل دون طعام أو ماء.