إقبال الصينيين على الأسهم الخارجية يهدد صناديق الاستثمار المتداولة

1.3 مليار دولار صافي التدفقات إلى صناديق الاستثمار في الأسواق الخارجية خلال العام الجاري

أحمد السيد

صعد إقبال المستثمرين في الصين وزاد إقبالهم على الأسهم في الأسواق الخارجية، بعد أعوام من ضعف أداء الأسهم المحلية الصينية، حتى أنهم تسببوا في تشوه كبير في أسعار الصناديق التي تتتبع تلك الأصول، وفق بلومبرج، اليوم الثلاثاء 30 يناير 2024.

يظهر المستثمرون الصينيون استعدادًا لدفع 40% إضافية على صافي قيمة أصول بعض صناديق الاستثمار المتداولة بهدف استثمار أموالهم في أسهم أجنبية، ما تسبب في وقف تداول عدد من هذه الصناديق، وكذلك فرض حدود على الشراء فيها.

مؤشرات الأسهم في اليابان عند مستوى قياسي

في ضوء ارتفاع مؤشر “إس أند بي 500” إلى مستوى قياسي، ووصول مؤشرات الأسهم في اليابان إلى أرقام لم تشهدها منذ عقود، يسهل معرفة أسباب تغير وجهة المستثمرين في الصين.

غير أن العلاوة السعرية المرتفعة في صناديق الاستثمار المتداولة التي تستثمر في الأسهم الأجنبية قد تتلاشى وتتبخر، وسط مخاطر مخاطرة بأن يتكبد المستثمرون خسائر مماثلة لتلك التي يحاولون تجنبها في السوق المحلية.

رأس المال يسعى وراء الأرباح

يقول لي مينج هونج، مدير محفظة في شركة “بكين ييكون أسيت مانجمنت” (Beijing Yikun Asset Management) لإدارة الأصول: “إن رأس المال يسعى وراء الأرباح، ومع ضعف أداء الأسهم في البر الرئيسي، من الطبيعي أن يبحث المستثمرون” عن فرص الاستثمار في أسواق أخرى.

ويضيف مسؤول الشركة التي تدير صندوقاً للصناديق: “إن الاستثمار في صناديق الاستثمار المتداولة لا يجذب أموال الأفراد فحسب، وإنما أموال مؤسسات استثمارية أيضاً”.

قفزة في أسعار الصناديق

قفزت العلاوة السعرية في صندوق الاستثمار المتداول “E Fund MSCI USA 50ETF QDII” الذي يتتبع أسهماً أميركية إلى أعلى مستوى في تاريخها عندما تجاوزت 40% الأسبوع الماضي، وسط تدفق المتعاملين على شرائه. وارتفعت علاوة الأسعار في صندوق مشابه يتتبع مؤشر “نيكاي 225” للأسهم اليابانية بنسبة تجاوزت 20%.

بسبب الضوابط المفروضة على حركة رأس المال، لا توجد منافذ أمام المستثمرين الأفراد داخل الصين الذين يحاولون شراء الأسهم في الأسواق الخارجية، لذلك، فإن صناديق الاستثمار المتداولة المنضمة إلى “برنامج مؤسسات الاستثمار المحلية المؤهلة” (Qualified Domestic Institutional Investor) وصناديق الاستثمار التي تستثمر أموالها فيها، من بين قنوات الاستثمار المتاحة التي تشهد إقبالاً واسعاً من المستثمرين الأفراد.

ويسمح برنامج “موسسات الاستثمار المحلية المؤهلة” لأي مؤسسة استثمار تنطبق عليها مجموعة معينة من الشروط، بالاستثمار في الأوراق المالية الأجنبية بحصص محددة سلفاً.

صناديق الاستثمار المتداولة

تحقق صناديق الاستثمار المتداولة قفزة في علاوتها السعرية عندما يرتفع الطلب القوي بين المستثمرين فيدفع سعر الصندوق إلى مستوى يتجاوز صافي قيمة الأصول الأساسية التي يمتلكها.

في أغلب الأحوال تستمر الزيادة في أسعار صناديق الاستثمار المتداولة والمندرجة في برنامج “مؤسسات الاستثمار المحلية المؤهلة” فترة طويلة، خلافاً للوضع في أسواق أخرى، بسبب غياب صانع السوق، واحتمال أن تؤدي أي مشتريات قوية إلى استنزاف سريع للحصة الاستثمارية المسموح بها لإدارة الصندوق.

 

 

ربما يعجبك أيضا