اختراق القضايا العالقة.. لماذا تريد إثيوبيا الانضمام لجامعة الدول العربية؟

إسراء عبدالمطلب

قال الباحث في العلاقات الدولية، رامي إبراهيم، إن انضمام إثيوبيا لجامعة الدول العربية، هي محاولة لاختراق القضايا العالقة منذ عقود من الداخل.


أعرب رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، عن أمله في دخول إثيوبيا جامعة الدول العربية “لأنه سيعود عليها بالفائدة”، داعيًّا مواطني بلاده إلى تعلم اللغة العربية التي قال إنه سيطلب تدريسها في المدارس الحكومية الإثيوبية.

وخلال لقائه بقادة المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، قال “إن تصنيف مسلمي إثيوبيا مواطنين من الدرجة الثانية مسألة عفا عليها الزمن وأن حكومته تعتبر كافة الإثيوبيين مواطنين متساوين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن دينهم”.

سياسة توسعية

من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، رامي إبراهيم، في تصريحات لـ “شبكة رؤية الإخبارية”، إن رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، لديه سياسة توسعية، تجاه دول الجوار وخاصة الدول العربية، المحيطة حيث أن بلاده لديها مشاكل وقضايا عالقة مع الصومال والسودان وإريتريا منذ عقود وأيضًا قضية سد النهضة الذي تصر أديس أبابا على فرض سياسة الأمر الواقع دون أي اعتبارات لحقوق مصر والسودان المائية والأضرار التي قد تلحق بهما ما لم يتم التوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول مليء وإدارة وتشغيل السد.

وأضاف الباحث في العلاقات الدولية، أن إثيوبيا تواجه الكثير من الأزمات الخارجية والتي عمقتها سياسة آبي أحمد، منها الاتفاقية التي وقعها مع إقليم “أرض الصومال” الانفصالي.

بهدف جذب المستثمرين... إثيوبيا ستسمح للأجانب بتملك العقارات

قضايا عالقة

تابع إبراهيم أنه من ضمن القضايا العالقة مع السودان، النزاع الحدودي بين السودان وإثيوبيا على منطقة الفشقة الزراعية الخصبة التي تنص اتفاقيتا 1902 و1907 بتبعيتها للسودان، واعترفت إثيوبيا عام 1995 بتبعيتها للسودان، ثم عادت المشكلات بشأنها مرة أخرى وقيام رئيس الوزراء الإثيوبي بإلغاء الاتفاق.

وبشأن سد النهضة الإثيوبي، قال إبراهيم، إن مصر خاضت العديد من جولات التفاوض منذ الإعلان عن بدء بناءه عام 2011، وأيضًا بعد اتفاق 2015 والذي نص على عدم الإضرار بمصالح دول المصب مصر والسودان، إلا أن الجانب الإثيوبي تعنت طوال تلك السنوات خلال المفاوضات ولم يبدِ أي مرونة من جانبه، ما عمق الأزمات بين أديس أبابا والقاهرة، التي تريد الوصول إلى اتفاق قانوني ملزم يضمن حقوق الدول الثلاثة.

تهدئة مرحلية

أضاف أن آبي أحمد، عمل منذ قدومه للسلطة على تهدئة مرحلية، للصراع الدائر مع إريتريا ومحاولة لعب دور الوسيط في السودان بين الأطراف المتصارعة، مستغلًا بذلك وجود مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا.

وقال الباحث في العلاقات الدولية، أن مسألة انضمام إثيوبيا لجامعة الدول العربية، هي محاولة لاختراق القضايا العالقة منذ عقود من الداخل، حتى تكون أديس أبابا على دراية بجميع ما يتم داخل جامعة الدول العربية بشأنها والتأثير في سير القرارات الصادرة بهذا الخصوص، وهو الهدف الأول إلى جانب الاستفادة من التعاون الاقتصادي العربي.

مصالح توسعية

تابع: يأتي هذا ضمن تحولات نسبية في السياسة الخارجية الدولية والإقليمية لتحقيق العديد من مصالحه التوسعية والتي يرغب من خلالها أن تكون “أديس أبابا” هي الدولة المحورية في قلب القرن الإفريقي من خلال تحالفتها الخارجية، قائلا: لو كانت إثيوبيا جادة في حل مشاكلها مع دول الجوار لكان انضمامها مع الجامعة العربية إضافة حقيقية للعمل العربي والإفريقي المشترك.

ورأى الباحث في العلاقات الدولية، أن مساعي رئيس وزراء إثوبيا، تضمن لبلاده الاستمرار في تحقيق العديد من الأهداف والمصالح، منها اتاحة الفرصة أمام الملايين من العمالة الإثيوبية من اختراق سوق العمل العربي، وتغيير الرؤية الشعبية العربية حول معاملة إثيوبيا للمسلمين كمواطنين من الدرجة الثانية.

وقال إبراهيم إن إثيوبيا لديها خلل في النظام التعليمي بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل الداخلية والخارجية، حيث أن معظم الاستثمارات الأجنبية في إثيوبيا تأتي من الولايات المتحدة والصين وأوروبا والأهم من ذلك هو حجم الاستثمارات العربية الضخمة خاصة من دول الخليج، والتي تتطلب عمالة مؤهلة للعمل فيها سواء من حيث المهارة الفنية أو من حيث التحدث بلغات الدول المستثمرة وأصبحت الاستثمارات العربية تحظى بترتيب متقدم جدًا في إثيوبيا ما يجعل هناك ضرورة ملحة لتعلم اللغة العربية.

ربما يعجبك أيضا