«الردع الإسرائيلي».. هل سينجح في وقف التصعيد الإيراني؟

هل ستنجح واشنطن فى تغيير سياسة الردع الإسرائيلي؟

شروق صبري
الهجوم الإيراني على إسرائيل

إسرائيل وإيران تسعىان إلى الردع لكنهما تخاطران بتصعيد الأمر ويريد كلا البلدين تجنب الظهور بمظهر الضعيف، مما يزيد من المخاطر ويجعل المنطقة أقرب إلى الحرب.


اتخذت تل أبيب سياسة واضحة منذ عدة سنوات وهي عند مهاجمتها، يردع الجيش الإسرائيلي العدو بقوه حتى لا يكرر هذا الهجوم مجددا، لكن من الواضح أن هذا الردع لم يعد فعالًا.

الضابط الإسرائيلي السابق والباحث في دراسات الحرب في كينجز كوليدج لندن، عوفر فريدمان، يقول إن الردع، وهو المبدأ القائل بأن أي هجوم سيقابل برد أكبر بكثير، هو  أساس الدفاع في معظم البلدان، وهو  أحد الركائز الثلاث للثقافة الإسرائيلية منذ عقود.

هجوم إيراني

يرى فريدمان إنه إذا فشل الردع، فإن إسرائيل ستعتمد على الإنذار المبكر لأي هجوم، وإذا فشل كلاهما، فإنها ستسعى إلى إلحاق هزيمة ساحقة، بل ومهينة، بسرعة في ساحة المعركة حتى استعادة الردع بحيث لا يجرؤ الخصم على ضربها مرة أخرى، على الأقل لسنوات عديدة. ذلك حسب صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إيران التي هاجمت بالصواريخ وطائرات دون طيار إسرائيل يوم 13 أبريل 2024، وتهدد بشن هجومًا آخر  إذا انتقمت إسرائيل، وتطلق مليشيا حزب الله اللبنانية النار على الاحتلال يوميا رغم القصف الإسرائيلي المتكرر.

الهجوم الإيراني على إسرائيل

الهجوم الإيراني على إسرائيل

ردود انتقامية

قبل الهجوم الإيراني، هددت إسرائيل برد انتقامي كبير إذا شنت طهران هجومًا، وبعد أطلقت إيران طائرات مسيرة ولكن قبل انطلاق صواريخها الباليستية الأخطر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مصور “من أضر بنا سنؤذيه”.

وتستخدم إيران الآن مصطلحات مماثلة بشأن الانتقام الإسرائيلي المحتمل، وقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي: “إن أصغر عمل ضد مصالح إيران سيقابل بالتأكيد برد شديد وواسع النطاق ومؤلم ضد جميع مرتكبيه”.

حرب إقليمية

مع عدم استعداد أي طرف للتنازل خوفا من إظهار الضعف، ومع سعي جميع اللاعبين إلى قدر أعظم من الردع، فإن خطر التعثر في حرب إقليمية يتزايد. ويرى فريدمان أنه “إذا استمروا في تبادل الضربات، فسيكون ذلك منحدرًا زلقًا نحو تصعيد حقيقي”.

وأوضح أنه قد انحرف هجوم إيران بالطائرات بدون طيار والصواريخ على إسرائيل عن استراتيجية عسكرية إقليمية استمرت لسنوات، حيث قامت ببناء شبكة من الميليشيات الوكيلة التي سمحت لها بضرب خصوم أقوى عسكريا، وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل، مع تقليل مخاطر الهجمات، على الأراضي الإيرانية.

مخاطر تصعيد

قال رئيس الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، اللواء حسين سلامي: “لقد قررنا إنشاء معادلة جديدة”، مضيفًا أن أي ضربة على مصالح إيران في المنطقة ستقابل بهجمات مباشرة من إيران. وقال محللون عسكريون إن الهجوم زاد الآن من خطر الرد الإسرائيلي والمزيد من دورات العنف بين البلدين.

وقال  الزميل المشارك في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى والخبير في شبكة الميليشيات الإيرانية، حمدي مالك “إن إيران ليست بعيدة عن المخاطر. ولكن في الوقت نفسه، مستعدة لخوض بعض المخاطر المحسوبة”.

خطط الردع فشلت

لقد أصبح فشل إسرائيل في الردع واضحاً بشكل مؤلم في 7 أكتوبر عندما فوجئت بغزو الآلاف من المسلحين من غزة. وحتى ذلك اليوم، كان التقييم السائد في المستويات الأمنية والسياسية في إسرائيل هو أن حماس لم تكن مهتمة بالقتال مع إسرائيل. كما قال نتنياهو وقادة أمنيون إن حماس تلقت ضربة قوية في معركة عام 2021 وتم ردعها. وكانت هذه التقييمات خاطئة.

وتحولت إسرائيل، الواثقة من أنها نجحت في كبح جماح حماس، إلى سياسة زادت فيها ببطء تصاريح العمل لسكان غزة. وكانت إسرائيل تأمل أن يؤدي نفوذها الاقتصادي إلى ردع حماس عن المزيد من الصراع. ما فشل نتنياهو ومستشاروه في إدراكه هو أن الاقتصاد لم يؤثر على حماس.

تغيير النهج الإسرائيلي

تدعو واشنطن الآن إسرائيل لتغيير نهجها، الأمر الذي قد يؤدي إلى إبطاء التصعيد. لكن في إسرائيل هناك رغبة قوية في استعادة الردع، وليس الاعتماد فقط على العيون الحادة والدرع الكبير. وقال داني دانون، أحد كبار المشرعين من حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو: “لقد تجاوزت إيران الخط الأحمر”، أعتقد أن المعضلة الآن تكمن في كيفية الرد بطريقة لا تؤدي إلى تصعيد الوضع”.

وقال فريدمان إن إسرائيل بحاجة إلى الابتعاد عن فكرة قدرتها على ردع أعدائها بشكل دائم، فمنذ إنشاء إسرائيل، وهي تنتقل من صراع إلى آخر، على افتراض أنها إذا هزمت اعدائها بقوة فسيتوقفون عن مهاجمتها، وبالتالي فهي بحاجة لإيجاد حل سياسي.

ربما يعجبك أيضا