بايدن في ولاية ثانية.. كيف يتأثر الشرق الأوسط؟

محمد النحاس
الرئيس الأمريكي جو بايدن

كيف ستقود ولاية ثانية لللرئس الأمريكي إلى "شرق أوسط أكثر استقلالاً"، وما علاقة روسيا والصين؟


بعد طول انتظار، أطلق الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حملته الرسمية نحو الفوز بولاية جديدة، في الانتخابات المقررة في العام 2024.

ورغم أن فوز بايدن ليس حتميًّا، فإنه يبقى الاحتمال الأكبر وفق لما جاء في تقرير نشرته مجلة “ذا ناشونال” الإماراتية، ومن المتوقع أن تشهد السنوات الـ4، التي ستلي إعادة انتخابه، مزيدًا من الابتعاد عن الشرق الأوسط، وهي السياسة التي تبنتها إدراته.

شرق أوسط أكثر استقلالاً

نقل التقرير، الذي شارك به إيلي سينيت، وويلي لوري، وجيهان عبدالله، عن الزميل الأقدم، ونائب رئيس قسم السياسة في معهد الشرق الأوسط، بريان كاتوليس، أن تولي بايدن فترة رئاسية ثانية يسمح لدول الشرق الأوسط أن ترسم سياستها الخاصة في المنطقة، كذلك هو الحال بالنسبة لروسيا والصين، التي قال إن بإمكانهما رسم مساراتهما الخاصة بالمنطقة.

ولفت التقرير إلى أن إدارة بايدن في إقرارها لميزانية العام المقبل شددت على مزيدٍ من “خفض التصعيد” في الشرق الأوسط، في مقابل مزيدٍ من التركيز تجاه روسيا الصين، ما يلاءم ميول دول المنطقة، حسبما يعتقد مدير مركز معهد بروكينجز لسياسة الشرق الأوسط بواشنطن، ناتان ساكس، في تعليقه على أول عامين من حكم بايدن.

رسم المنطقة سياستها الخاصة

قال النقرير إلى أن ذلك يقود العديد من دول المنقطة إلى رسم مساراتها الخاصة، التي قد تكون في بعض الأحيان موافقة لسياسة واشنطن، وفي أحيان أخرى معارضة لها، ومتماشيةً في المقابل مع سياسات بكين وموسكو، وفقًا لبريان كاتوليس.

لكن ساكس أشار إلى أن دول المنطقة تواجه العديد من التحديات خلال هذا المسار، خاصةً في ظل التصعيد المتواصل بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، والأزمات المرتبطة بمجال الطاقة، وسلاسل الإمداد، وارتفاع التضخم على الصعيد العالمي.

اقرأ أيضًا| خبراء لـ«رؤية»: هكذا تؤثر نتائج الانتخابات الأمريكية في الشرق الأوسط

العلاقات الأمريكية السعودية

حسب معهد السلام الأمريكي، فإن زيارة بايدن للمنطقة في يوليو الماضي لم تسفر عن الكثير، ومع ذلك، ركزت على تعزيز بنية الهيكل الأمني للمنطقة للحدّ من النفوذ الإيراني، وفي ما يتعلق بالعلاقة بين الرياض وواشنطن، يرى المقال أنه يوجد “الكثير من الغموض” بشأن طبيعة تلك العلاقة مستقبلًا.

لكن من غير المتوقع، وفق المقال، أن تحدث أي تحولات كبرى في هذا الصدد، ورأى كاتوليس أنّ العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة قد تشهد “مزيدًا من المطبات”، غير أنه يأمل في أن يبني الجانبان “آليات لامتصاص الصدمات” في سبيل تعزيز علاقاتهما.

الحرب الروسية الأوكرانية

عن الحرب الروسية الأوكرانية، رأى المؤرخ الرئاسي، ليندسي تشيرفينسكي، أنّ بايدن أدار الأزمة ببراعة على المستوى الدبوماسي، وعزز من قدرة الناتو ومن وحدته، ومن المحتمل إذا ما استمر في هذا النهج أن يسهم ذلك أيضًا في تعزيز موقف تايوان في صراعها مع الصين.

وبحسب تقرير المجلة الإماراتية، كانت للحرب الروسية الأوكرانية تداعيات سلبية -خاصة اقتصادية- على العديد من دول الشرق الأوسط.

الموقف من فلسطين وإسرائيل

في حين يجمع بايدن، وسلفه، دونالد ترامب، السعي لتعميق الصلات بين دول المنطقة وإسرائيل، وترسيخ جهود السلام، يختلفان بشأن طبيعة العلاقة مع اليمين في إسرائيل، فترامب أحد أشد داعمي رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ونهجه المتشدد تجاه الفلسطينيين.

في المقابل، لدى بايدن مواقف أكثر اعتدالاً، ويدعم حل الدولتين. حسب ما يقول الزميل الأقدم للشؤون الإسرائيلية في معهد الشرق الأوسط، تيم ليندركينج، الذي رجح أن يواصل الرئيس الأمريكي -إذا ما فاز بولاية جديدة- هذا النهج، وأن يضغط بايدن على إسرائيل في ما يتوقع من حكومتها ألا تُقدم عليه. ويُأمل ليندركينج أن يدعم بايدن “الديمقراطية الإسرائيلية” في ظل التحديات التي تعيشها حاليًّا.

مزيد من الابتعاد عن المنطقة

في ما يتعلق باليمن، رأى المقال أنه الجهود الأمريكية الدبلوماسية لإرساء السلام ستتواصل، وبحسب كاتوليس حتى إذا ما خسر بايدن انتخابات 2024، لن تكون النتائج مختلفة كثيرًا، وأنه من المتوقع أن تسلك أي إدارة هذا المسلك.

ختامًا، يشدد المقال على أنّ نهج واشنطن “بات يبتعد أكثر فأكثر عن الشرق الأوسط، وتشعر دول المنطقة بهذا، لذلك تُبدي العواصم الشرق أوسطية استجابةً توافق هذا المسار، وتسعى لمزيد من الاستقلالية، ومزيد من تحديد مساراتهم الخاصة”.

اقرأ أيضًا| محللون يقدمون لـ«رؤية» توقعاتهم لانتخابات الرئاسة الأمريكية 2024

اقرأ أيضًا| لماذا تأخر بايدن في إعلان ترشحه للرئاسة الأمريكية؟

ربما يعجبك أيضا