بكين تدعو نتنياهو لزيارة الصين.. هل تغضب واشنطن؟

محمد النحاس
بنيامين نتنياهو

الزيارة المحتملة تأتي في توقيت تحتدم فيه التوترات.. فهل تحاول الصين تقديم نفسها كوسيط للسلام؟


يومًا بعد آخر، تبدي الصين اهتمامًا متزايدًا بمنطقة الشرق الأوسط، وتحاول لعب دور سياسي، علاوةً على حضورها الاقتصادي. 

كان آخر هذه المحطات، دعوة بكين لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لزيارة الصين، في خطوة ربما تكون لها تداعيات على علاقات الحليفين المقربين، الولايات المتحدة وإسرائيل، لتضاف لسجل الخلافات.  

خطوة لا ترضي واشنطن

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه تلقى دعوةً رسميًّا لزيارة الصين، وفقًا لما نقل تقرير لوكالة بلومبرج الأمريكية، الثلاثاء 27 يونيو 2023.

وهي خطوة قد لا ترضي واشنطن خاصةً في وقتٍ تحتدم فيه التوترات مع الصين، وتزداد به مجالات التنافس. وفي بيان، قالت الحكومة الإسرائيلية إن نتنياهو أبلغ وفدًا يزور إسرائيل من ممثلي الكونجرس الأمريكي بالعرض. 

إبلاغ إدارة بايدن

لم يحدد البيان ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي، قد قبل العرض أم لا، ولفت إلى أنه أبلغ إدارة بايدن قبل نحو شهر. 

وحسب البيان، الزيارة -حال تمت- ستكون الرابعة لبنيامين نتنياهو، خلال فترات متفرقة من توليه السلطة.

علاقات وثيقة 

جمعت الولايات المتحدة وإسرائيل علاقات وثيقة وتاريخية، وشدد نتنياهو على أن التعاون الأمني والاستخباراتي بين البلدين “بلغ ذروته”، لافتًا إلى أن الولايات المتحدة حليف “لا يمكن تعويضه”.

وسرعان ما تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنباء الزيارة المحتملة، ويرى خبراء تحدثوا لوسائل إعلام محلية أن الحكومة الإسرائيلية سوف تستغل الزيارة بغرض الضغط على الولايات المتحدة.

انتقادات وخطورة التوقيت

حسب بلومبرج، انتقد مدير معهد دراسات الأمن القومي، ومقره تل أبيب، تامير هايمان، تلميح الحكومة الإسرائيلية بقبول العرض. 

وأشار إلى أهمية العلاقات الإسرائيلية الصينية، لكن الفارق الذي يراه هو السياق وطبيعة التوقيت، معتبرًا أن هذه العوامل تجعل الزيارة “خطأً فادحًا” في هذا التوقيت.

الصين وتعميق الحضور في الشرق الأوسط

تأتي الزيارة المحتملة في وقتٍ تشق الصين فيه طريقها تجاه الشرق الأوسط، بينما تبدي الولايات المتحدة اهتمامًا أقل بالمنطقة. 

وتوسطت الصين هذا العام في اتفاقية بين إيران والسعودية، وتشهد العلاقات الصينية الأمريكية مزيدًا من التوتر والاستقطاب يومًا بعد آخر، وحسب هايمان، زيارة نتنياهو للصين في هذا التوقيت قد تثير غضب واشنطن.

خلاف علني بين إسرائيل والولايات المتحدة

ظهر للعلن، مارس الماضي، خلاف بين الإدارة الأمريكية، والإسرائيلية بسبب مساعي الحكومة اليمينية في إسرائيل لإقرار الإصلاحات القضائية المثيرة للجدل التي من شأنها أن تحد سلطة القضاء واستقلاليته.

وحذر الرئيس الأمريكي، جو بايدن، من اتباع هذه السياسة، وقال إنه لن يدعو نتنياهو للبيت الأبيض على المدى القريب.

آنذاك، أعرب مساعدو نتنياهو عن غضبهم، وقالوا إن خيارات إسرائيل الداخلية، ليست من شأن الولايات المتحدة. في حين ظلت واشنطن على موقفها الرافض لـ”إلحاق الضرر بالديمقراطية الإسرائيلية”، وهو موقف تبنته بريطانيا وفرنسا، وألمانيا. 

هل تكون الصين وسيط السلام؟

منتصف الشهر الحالي، زار الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الصين، في زيارة استمرت 3 أيام، وتبدي الصين اهتمامًا متزايدًا بأن تكون وسيطًا محتملًا لإرساء السلام بين فلسطين وإسرائيل.

ويُعد الرئيس الفلسطيني أول رئيس دولة عربية تستقبله الصين العام الحالي، بعد انتخاب شي رئيسًا للمرة الثالثة على التوالي في مارس الماضي. 

كانت الصين أعلنت في إبريل نيتها تسهيل محادثات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. وتحاول الصين تقديم نفسها وسيطًا محايدًا منفتحًا على جميع الجوانب، ولا يتخذ موقفًا مسبقًا.

وفي حين ظهر هذا واضحًا في التسوية بين الرياض وطهران، بدا الأمر أكثر صعوبة في مساعي ترسيخ السلام في أوكرانيا، إذ تنظر كثير من دوائر صناع القرار الغربية لبكين على أنها ليست طرفًا محايدًا في الحرب الروسية الأوكرانية. 

اقرأ أيضًا| دعم مادي ومعنوي.. ما أهداف زيارة الرئيس الفلسطيني إلى الصين؟

اقرأ أيضًا| الرئيس الفلسطيني: نرحب بأي وساطة صينية بيننا وبين إسرائيل

 

ربما يعجبك أيضا