بين المجلس العسكري والمعارضة المسلحة.. هل تفلح المصالحة في تشاد؟

محمود سعيد

اللجنة الحكومية المكلفة بالتحضير للحوار بين الحركات المسلحة والمجلس العسكري في تشاد شددت على أن الأطراف التشادية ستقرر نبذ العنف.. ما علاقة ليبيا؟


جاء مقتل الرئيس تشاد السابق، إدريس ديبي، في 20 أبريل 2021، بعد ساعات من إعلان فوزه بولاية سادسة، ليغير معالم المشهد السياسي التشادي بنحو دراماتيكي.

اغتيل ديبي خلال تفقد قواته المحاربة للحركات التشادية المعارضة، التي تحاول إسقاط نظامه الحاكم منذ عام 1990، وبعدها تشكل مجلس عسكري انتقالي برئاسة نجله محمد، لقيادة البلاد 18 شهرًا أعقبتها انتخابات.. فماذا يمكن أن تحقق مفاوضات الطرفين في العاصمة القطرية الدوحة؟

بداية التحضيرات لمؤتمر المصالحة التشادي

قال رئيس المجلس العسكري في تشاد، محمد إدريس ديبي، في خطاب إلى الأمة في يناير 2022، إن “الحوار الوطني الجامع سينطلق في 15 فبراير القادم بهدف تحقيق المصالحة في البلاد وتمهيد الطريق أمام إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية”، إلا أن الحوار تأجل إلى 13 مارس.

ديبي الابن شدد على أن قطر وافقت على مساعدة الأطراف التشادية في الحوار والمصالحة، ووصل وفد من بلاده للعاصمة القطرية الدوحة من أجل الإعداد لبدء حوار مع الحركات التشادية المسلحة. وقال ديبي حينها إن “الحوار مع الحركات المسلحة سيتيح التفاوض من أجل التوصل للسلام، وسيعود المسلحون التشاديون في ليبيا إلى بلادهم وتُنزع أسلحتهم”.

انطلاق الحوار التشادي وشروطه

عمل محمد إدريس ديبي إلى جانب إنشائه وزارة للمصالحة الوطنية مستشارًا للمصالحة والحوار برئاسة الجمهورية، وأطلق دعوة لجميع الأطراف السياسية بما فيها الحركات المسلحة والجماعات المتمردة للمشاركة في الحوار الوطني، وانطلقت المحادثات التشادية في العاصمة القطرية الدوحة الأحد 13 مارس 2022 .

وكانت اللجنة الحكومية المكلفة بالتحضير للحوار بين الحركات المسلحة والمجلس العسكري في تشاد، شددت على أن الأطراف التشادية التي ستشارك في هذا الحوار، ستقرر نبذ العنف وستعمل من أجل التمهيد للحوار الوطني الشامل.

المعارضة لم تتفق على وفد تفاوضي موحد

حتى اللحظة، أخفقت 52 حركة تشادية معارضة مسلحة وسياسية مشاركة في الحوار التمهيدي التشادي، في الاتفاق على وفد تفاوضي موحد. وقالت المعارضة التشادية إن أي تفاوض بين المعارضة والحكومة التشادية يجب أن يبدأ بالإعلان عن وقف شامل لإطلاق النار لإثبات حسن النوايا.

وأسفرت مفاوضات تشادية أولية لمؤتمر الدوحة، عن اتفاق على نشر قانون يقضي بالعفو العام عن جميع السجناء السياسيين وأسرى الرأي بمرسوم خاص، وقانون آخر بإعادة الممتلكات المصادرة لحركات المعارضة.

كما اتفق الفرقاء على أن من أهم الملفات المطروحة رسم خطة طريق تمهد لإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية مع نهاية الفترة الانتقالية التي يقودها محمد ديبي، ووقف جميع أنواع العداء، والإفراج الفوري عن جميع أسرى الحرب، وإعادة إدماج المقاتلين والنشطاء المدنيين المنفيين العائدين إلى تشاد في مؤسسات الدولة.

شروط الانسحاب.. وموقف ليبيا

قال رئيس وفد المعارضة التشادية في مباحثات الدوحة، محمد جكو، إن “المعارضة لن تسلم السلاح ولن تنسحب من مواقعها على الحدود مع ليبيا قبل تنفيذ النظام الحاكم لمطالبها”. وذكر جكو أن جبهة “فاكت” لديها مواقع على الحدود مع ليبيا منذ سنوات ولن تنسحب منها قبل حل سياسي شامل في تشاد، مشيرًا إلى أن مباحثات الدوحة “تواجه صعوبات قد تكون حجر عثرة أمام نجاحها”.

في المقابل، قالت وزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، نجلاء المنقوش، إن “الحكومة الليبية ستدعم الأطراف التي ستكون طرفًا في المصالحة خلال مفاوضات السلام التشادية، وأضافت أن “الحكومة الليبية ستدعم ما ينبثق عن هذا الاجتماع من اتفاقات، والدفع بعودة الفصائل الموجودة على الأراضي الليبية إلى بلادها، وحظر استخدامها لأراضينا كقاعدة تنطلق منها لزعزعة استقرار وأمن تشاد”.

ربما يعجبك أيضا