تحذير من الطبيعة.. النباتات تنذر باقتراب حدوث انفجار بركاني

كشفت دراسة حديثة عن أن مراقبة سلوك النبات يعطي مؤشرًا مبكرًا لحدوث نشاط بركاني، ما يسمح بالتحذير والاستعداد، قبل وقت طويل من الطرق التقليدية لرصد ثورات البراكين.

ولاحظ الباحثون وجود علاقة بين زيادة خضرة النباتات، ما يدل على النمو المعزز من ثاني أكسيد الكربون الإضافي، والتحول إلى اللون البني اللاحق مع وصول النشاط البركاني إلى ذروته.

مؤشر للنشاط البركاني

أوضح موقع Interesting Engineering، في تقرير نشره الأربعاء 27 ديسمبر 2023، أن المؤشرات التقليدية، مثل زيادة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، غالبا ما تسبق الاضطرابات البركانية. ومع ذلك، فإن اكتشاف هذه الانبعاثات يمثل تحديًا بسبب مستويات التركيز الطبيعية للغاز وعدم إمكانية الوصول إلى العديد من المواقع البركانية.

وأضاف أن فريقًا من جامعة ماكجيل، بقيادة روبرت بوج، أجرى تحقيقًا في ما إذا كانت صحة النبات يمكن أن تكون بمثابة مؤشر للنشاط البركاني، وحلل صور الأقمار الصناعية من حديقة يلوستون الوطنية على امتداد ثلاث فترات متميزة من عام 1984 إلى عام 2022.

نظام إنذار مبكر

ذكر الموقع العلمي أن بحيرة تيرن، التي تقع داخل القطاع الشمالي الشرقي من حديقة يلوستون، اكتسبت شهرةً مؤخرًا، بسبب نشاطها الحراري المائي، والذي ظهر من خلال صور الأقمار الصناعية التي تظهر التربة المتغيرة، والأشجار الميتة، والشذوذ في درجة حرارة الأشعة تحت الحمراء.

ودعت الدراسة إلى استخدام صور الأقمار الصناعية لمراقبة صحة النبات كنظام إنذار مبكر محتمل للنشاط البركاني، محذرةً من أن نهج المراقبة قد يواجه تحديات في المناطق التي تحتوي على أنواع متعددة من الأشجار أو ضغوط عوامل أخرى غير البركانية مثل الجفاف أو حرائق الغابات.

تأثيرات بيئية خفية

قال الدراسة، التي نشرتها مجلة Geochemistry, Geophysics, Geosystems، إن هذا النهج مناسب لرصد البراكين الطبقية ذات الشكل المخروطي الواسع الموجودة في مناطق الغابات، مثل بركان تال في الفلبين أو جبل إتنا في إيطاليا.

وشددت الدراسة على أهمية أن تكون التأثيرات البيئية خفية، وغالبًا ما يتم تجاهلها من قبل المراقبين البشريين، ففي حين تكون الحالات الشاذة الكبيرة ملحوظة، إلا أن التأثيرات الأكثر دقة تتطلب بيانات مكثفة وتحليلات إحصائية أو تحليلات تعلم الآلة المتقدمة لاكتشافها.