فرق اغتيال إسرائيلية تستهدف قادة «حماس» بالخارج والحركة تتوعد.. ما القصة؟

هالة عبدالرحمن

حماس أبلغت أن "عودة سياسة الاغتيالات تعني عودة العمليات التفجيرية داخل المدن الإسرائيلية".. والموساد يحدد قياديين بالحركة لاستهدافهما.


توعدت حركة “حماس” الفلسطينية بالرد بهجمات غير مسبوقة على إسرائيل إذا استهدفت قادتها في الخارج، وفقًا لقائمة قتل تتضمن أهم قيادات الحركة كشف عنها مصدر استخباراتي.

ووفقًا لتايمز أوف إسرائيل، هددت حماس بـ”زلزال في المنطقة” وهجمات صاروخية مكثفة حال استهدفت إسرائيل رئيس الحركة في قطاع غزة، يحيى السنوار، وقادة آخرين، بحسب تقارير، إلا أن مصر توسطت بين الطرفين لمنع التصعيد، وسط أحاديث عن “فرق إسرائيلية للاغتيال والخطف والإعدام”.

فرق الاغتيالات الإسرائيلية

أبلغت إسرائيل حلفاءها، بأنها تستعد لإرسال “فرق اغتيال” لقتل قادة حركة حماس في الخارج، انتقامًا لسلسلة هجمات شنها فلسطينيون منذ منتصف مارس 2022، على مدنيين إسرائيليين، سقط خلالها 19 قتيلًا، لكنها لم تشر إلى عدد القتلى من الفلسطينيين، وفقًا لصحيفة التايمز البريطانية.

ورجحت الصحيفة البريطانية، في تقرير لها أمس الأحد 8 مايو 2022، أن حماس ربما تلقت تحذيرات من الضربات الوشيكة، بواسطة أجهزة استخبارات في الشرق الأوسط وأوروبا. ومن المهام الرئيسة لعملاء الموساد تنفيذ عمليات خاصة تتمثل في الخطف والإعدام والاغتيال، وقد خصص قادة الموساد هذه الوحدة الخاصة للاغتيال والقتل، وتتدرب الوحدة على الهدف مرارًا للوصول إلى عملية اغتيال ناجحة.

الرد الإسرائيلي على الهجمات الفلسطينية

أسفرت الهجمات الأخيرة عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 7 آخرين، في بلدة إلعاد وسط إسرائيل، يوم الخميس الماضي. وواحدة فقط من هذه الهجمات مرتبطة مباشرة بحركة حماس، وهي إطلاق نار على حارس أمن في مستوطنة بالضفة الغربية في 29 إبريل الماضي. وتتهم إسرائيل حماس بتحريض الفلسطينيين الذين ينفذون هجمات بمبادراتهم الخاصة، وكذلك بالمسؤولية عن العديد من الهجمات التي جرى إحباطها.

ونقل تقرير التايمز البريطانية عن مصادر استخباراتية أن “إسرائيل تسعى لإرسال رسالة واضحة بأنها تستعد لتصعيد الموقف بعد التصعيد الجديد للهجمات على المدنيين، وبعد عام التزمت فيه بوقف إطلاق النار، الذي جرى بوساطة مصرية أنهت الجولة الأخيرة من الحرب في غزة في مايو 2021”.

تهديدات حكومة الاحتلال الإسرائيلي

أوضح رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، نفتالي بينيت، السبت الماضي 7 مايو، أن بلاده تدخل مرحلة جديدة في الحرب على الإرهاب، مضيفًا أنها تنشئ حرسًا وطنيًّا مدنيًّا سيحري نشره في حالات الطوارئ. وأعلن أن “الهدف الرئيس للحكومة هو إعادة الأمن الشخصي للمواطنين الإسرائيليين”.

وذكرت الصحيفة البريطانية أن “حماس تدعو الفلسطينيين في الضفة الغربية لمهاجمة الإسرائيليين الذين يحاولون تدنيس المسجد الأقصى، وأشادت بعملية إلعاد، ووصفتها بالبطولية، لكنها لم تعلن مسؤوليتها عنها”.

قائمة اغتيالات قادة حماس بالخارج

استبعدت التايمز البريطانية إقدام إسرائيل على اغتيال قادة حماس في الداخل، لأن ذلك قد يؤدي إلى وابل متجدد من إطلاق الصواريخ باتجاه المدن الإسرائيلية، ويشعل حربًا على غرار ما حدث العام الماضي. ومن المرجح أن تجري الاغتيالات في دول أخرى في المنطقة حيث يعيش ويعمل أعضاء كبار من حماس، مثل لبنان أو قطر.

وكشف التقرير أن القيادي في حماس، صلاح العاروري، الذي قالت إنه “مدير الشبكات العسكرية السرية في الضفة الغربية” قد يكون مستهدفًا، إلى جانب المسؤول عن تمويل الشبكات والعاملين في الضفة الغربية، زاهر جبارين.

وأوردت الصحيفة أسماء عدد من قادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل خارج الأراضي الفلسطينية في السابق، ومنهم مصمم صفقات الأسلحة، محمود المبحوح، الذي اغتيل في دبي عام 2010، وخبير الطائرات دون طيار، محمد الزواري، الذي اغتيل في تونس  عام 2016، ومهندس الصواريخ، فادي البطش، الذي اغتيل في ماليزيا عام 2018.

توعد حماس للتهديدات الإسرائيلية

أشارت الصحيفة إلى حصيلة القتلى في حرب العام الماضي بين حماس وإسرائيل، معتبرة أن حماس أوقفت النار هذا العام “مفضلة تنظيم هجمات من قبل أفراد داخل إسرائيل والضفة الغربية”. واعتبرت الصحيفة أن حماس حذرة من إشعال جولة أخرى من الحرب مع إسرائيل، وأنها لم تستجب لدعوات من قبل إيران للرد على اشتباكات الأقصى بإطلاق صواريخ على إسرائيل،

وفي المقابل هددت حركة حماس الفلسطينية بالعودة لتنفيذ التفجيرات الانتحارية و”حرق” المدن الإسرائيلية إذا استأنفت إسرائيل سياستها المتمثلة في اغتيال قيادات الحركة.

دعوات داخل إسرائيل للتصعيد

وفقًا لهآرتس، حذرت حماس من أن “المقاومة ستحرق مدنًا، وستوجه ضربات كبيرة من الصواريخ لجوش دان، وتل أبيب، فوق تصور العدو في حال تنفيذه لتهديداته”، وأبلغت الوسطاء المصريين أن “عودة سياسة الاغتيالات تعني عودة العمليات التفجيرية داخل المدن الإسرائيلية”.

وبعد هجوم إلعاد اندلعت دعوات بالداخل الإسرائيلي لإجراء عملية ردع دفاعي، إثر غضب شعبي عبر وسائل التواصل الاجتماعي مطالبة بالرد عبر تصفية قيادات حماس، وعلى رأسهم زعيم الحركة يحيى السنوار. لكن هآرتس قالت إن اغتيال السنوار لم يكن على جدول الأعمال قبل الهجمات الأخيرة، وحذرت من أنه لا يوجد ما يضمن أن القضاء على السنوار سيوقف الموجة الحالية من الهجمات ضد تل أبيب.

ربما يعجبك أيضا