خفض «أوبك+» لإنتاج البترول يدعم ميزانيات دول الخليج ..وأمريكا تبحث عن بدائل 

سارة هشام
منظمة أوبك

ستصل حصة السعودية بعد الخفض ،وهى المنتج الأكبر للنفط في العالم إلى 10.4 مليون برميل مقابل 11 مليون برميل قبل قرار الخفض ،كما ستخفض حصة روسيا إلى 10.4 مليون برميل مقابل 11 مليون برميل.


قررت منظمة ” أوبك +”، مساء يوم الأربعاء الماضي، خفض الإنتاج مليوني برميل ليعد بذلك أكبر خفض للإنتاج منذ بداية جائحة كورونا، ما أدى إلى توقُّع عديد من بنوك الاستثمار الكبرى ارتفاع الأسعار للسلع والخدمات الفترة المقبلة.

وفقًا لـ”أوبك بلس”، ستصل حصة السعودية بعد الخفض، المنتج الأكبر للنفط في العالم، إلى 10.4 مليون برميل مقابل 11 مليون برميل قبل الخفض، وستخفض حصة روسيا إلى 10.4 مليون برميل مقابل 11 مليون برميل، ويصف محللون في بنوك الاستثمار أن القرار بهدف الحفاظ على مكاسب الدول المصدرة للنفط بالتزامن مع تخوفات من ركود اقتصادي.

لماذا خفضت أوبك بلس الإنتاج؟

تأتي سياسة خفض الإنتاج من قبل “أوبك بلس” نتيجة تنامي القلق من حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي، نتيجة السياسات النقدية المتشددة، التي تعتمدها البنوك المركزية وعلى رأسها الفيدرالي الأمريكي، والمتعلقة برفع أسعار الفائدة.

وقال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن الخفض الحقيقي للإمدادات سيكون بين مليون و1.1 مليون برميل يوميًّا، استجابة لارتفاع أسعار الفائدة في الغرب، وضعف الاقتصاد العالمي. وأشار إلى أن خفض الإنتاج بمقدار مليوني برميل يوميًّا، أي ما يعادل 2% من الإمدادات العالمية ضروري.

 توقعات بتجاوز أسعار النفط 100 دولار

توقع عدد من بنوك الاستثمار الكبرى وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل مع نهاية العام الحالي، مع توافر توقعات أكثر تشاؤمًا بأن السوق العالمي للنفط سيعاني نقصًا في المعروض.

توقعات كل من بنك “جولدمان ساكس” و”يو بي إس جروب” و”أي إن جي جروب” جاءت بأن سعر النفط سيتخطى مستوى 100 دولار. وأوضحت هذه التوقعات أن هذا القرار سيحدث تغييرًا في معدلات توافر خام النفط خلال العام المقبل في الأسواق العالمية، ما يصيبها بحالة من العجز في المعروض.

ما العائد على الاقتصاد السعودي؟

قال الكاتب والمحلل الاقتصادي السعودي، فايز الرابعة، في تغريدة على تويتر، إن الاقتصاد السعودي والخليجي سيحقق عوائد جيدة من ارتفاع أسعار النفط، وهذه العوائد تعزز المكاسب والخطط الاقتصادية والتنموية.

ويرى الرابعة: “لدى المملكة العربية السعودية رؤية تريد تنفيذها، والقرارات الاقتصادية التي تُتَّخذ تتوافق مع تلك الرؤية”. وأوضح الرابعة أن شعوب الدول المنتجة للنفط لها الحق في الرفاهية والتنمية “فالنفط ثروتها”.

إيرادات تريليونية متوقعة لميزانية السعودية

تتوقع وزارة المالية السعودية تحقيق إيرادات تصل إل 1.222 تريليون ريال (320 مليار دولار) ووصول النفقات إلى 1.13 تريليون ريال (301 مليار دولار) مع تحقيق فائض يصل إلى 90 مليار ريال (24 مليار دولار) عبر دعم الإيرادات النفطية.

وكانت ميزانية المملكة في العام الماضي قد سجلت إيرادات تصل إلى 849 مليار ريال (226 مليار دولار) مدعومة بارتفاعات غير مسبوقة لأسعار النفط فوق مستويات 100 دولار، وحققت الموازنة 782 مليار ريال إيرادات، (208 مليار دولار) في عام 2021 بزيادة 67 مليار ريال (17.8 مليار دولار).

منظمة أوبك 1

دول ” أوبك بلس ” كيف تستفيد من الخفض؟

أسهم الارتفاع الكبير في أسعار النفط منذ بداية الحرب الروسية الأوكرانية في تحقيق عوائد ضخمة لدول أعضاء منظمة “أوبك بلس”. وتوقع تقرير صادر من شركة “كامكو إنفست” للاستثمار المدرجة في بورصة الكويت، أن تحقق دول التعاون الخليجي فائضًا ماليًّا هذا العام بنحو 152.2 مليار دولار، يليه فائض 147.8 مليار دولار في العام 2023، بفضل عائدات النفط المرتفعة.

وفي المقابل توقع معهد التمويل الدولي، في يونيو الماضي، نمو إجمالي فائض الحسابات الجارية لدول الخليج بأكثر من 230% إلى نحو 360 مليار دولار بنهاية 2022. وفى مارس الماضي توقع المستشار المالي لرئيس الوزراء العراقي، مظهر محمد صالح، تحقيق فوائد نقدية بقيمة 20 مليار دولار بسبب ارتفاع أسعار النفط، مستبعدًا اللجوء إلى الاقتراض.

كيف تستغل روسيا القرار؟

قد تجني ميزانية روسيا أكثر من 65 مليار دولار من العائدات الإضافية هذا العام بفضل ارتفاع أسعار النفط، وهو السلعة الرئيسة على قائمة صادراتها، ما يزيد من القوة المالية للكرملين بمواجهة تهديد فرض عقوبات من الولايات المتحدة وأوروبا، بحسب وكالة “بلومبرج”.

ووفقًا لتقديرات “بلومبرج”: “يجب أن تظل الأسعار قرب مستوى 90 دولارًا للبرميل هذا العام، كي تدعم الإيرادات بهذا القدر”.

مَن المتضرر من قرار أوبك بلس؟

سيكون المتضررون من الدول العربية بعد قرار خفض “أوبك بلس” الدول المستوردة للنفط، حين تتحمل موازناتها مزيدًا من الضغوط نتيجة زيادة فاتورة واردات النفط الخام والسلع الأخرى، ما سيرفع من معدلات التضخم، الأمر الذي ينعكس سلبًا على مواطني هذه الدول.

مع تقليص أوبك بلس لإنتاج النفط خلال الأسبوع الماضي، حققت أسعار الذهب مكاسب 2.4% خلال الأسبوع الماضي، لتصل إلى 1700 دولار بالمعاملات الفورية، بعد اتجاه المستثمرين باستثماراتهم إلى الذهب، نتيجة التخوف من ركود متوقع في الاقتصاد العالمي بعد قرار منظمة “أوبك بلس”.

الرئيس الأمريكي جو بايدن 1

الرئيس الأمريكي يشعر بخيبة أمل

أصيب الرئيس الأمريكي، جو بايدن، بخيبة أمل بعد قرار أوبك+ بخفض إنتاج النفط، ووصف القرار بأنه “قصير النظر”.

وشدد بايدن على أهمية إمدادات الطاقة العالمية وسط الحرب في أوكرانيا، وأمضى المسؤولون الأمريكيون الأيام القليلة الماضية في بذل جهود قوية لإقناع الرياض والأعضاء الآخرين في التحالف النفطي لتعديل مسار خفض الإنتاج، بحسب وكالة “بلومبرج”.

أمريكا تبحث عن بدائل

كشفت تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن الولايات المتحدة تتطلع إلى تخفيف العقوبات المفروضة على فنزويلا، وتمكين شيفرون من ضخ النفط، وتوصلت الولايات المتحدة وحكومة فنزويلا إلى اتفاق، من شأنه تحرير مئات الملايين من الدولارات من أموال فنزويلا المجمدة في البنوك الأمريكية، لدفع ثمن واردات الأغذية والأدوية والمعدات لشبكة الكهرباء المتصدعة في البلاد وأنظمة المياه البلدية.

وقال المسؤولون الأمريكيون إن التفاصيل لا تزال قيد المناقشة، وحذروا من أن الصفقة قد تفشل، إذ تتوقف على استئناف كبار مساعدي مادورو المحادثات مع المعارضة بحسن نية. وإذا نُفِّذت الصفقة وسُمح لشركة شيفرون، إلى جانب شركات خدمات النفط الأمريكية، بالعمل في فنزويلا مرة أخرى، فستطرح كمية محدودة فقط من النفط الجديد في السوق العالمية على المدى القصير.

ربما يعجبك أيضا